عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2010, 04:07 AM   #6
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: الجنة في القرآن :دخول الجنة بفضل الله ورحمته


(المَحَجة في سير الدُّلجة) إحدى الرسائل النافعة للإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله وذا شيء منها :

خرَّج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لن ينجي أحداً عملُه " قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا وشيء من الدُّلجة والقصد القصد تبلغوا "
وخرج من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال : " سددوا وقاربوا وأبشروا ، فإنه لا يدخل الجنة أحداً عملُه " قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة ".

اشتمل الحديثان على أصل عظيم وقاعدة مهمة ويتفرع عليها مسائل :
أما الأصل : فهو أن عمل الإنسان لاينجيه من النار ، ولايدخله الجنة ، ,أن ذلك كله إنما يحصل بمغفرة الله ورحمته .

وقد دل القرآن على هذا المعنى في مواضع كثيرة كقوله تعالى : " فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار " (آل عمران /195) . وقوله تعالى : " تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم من ذنوبكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار " (الصف /12،11) فقرن بين دخول الجنة والنجاة من النار ، وبين المغفرة والرحمة فدل على أنه لاينال شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته .
قال بعض السلف : الآخرة إما عفو الله أو النار ، والدنيا إما عصمة الله أو الهلكة .
وكان محمد بن واسع -رحمه الله- يودع أصحابه عند موته ويقول : عليكم السلام إلى النار أو يعفو الله .

فأما قوله تعالى : " وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون "(الزخرف/72)، وقوله تعالى :" كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " (الحاقة /24) فقد اختلف العلماء في معنى ذلك على قولين :

أحدهما : أن دخول الجنة برحمته ، ولكن انقسام المنازل بحسب الأعمال . قال ابن عيينة : كانوا يرون النجاة من النار بعفو الله ، ودخول الجنة بفضله ، واقتسام المنازل بالأعمال .

والثاني : أن الباء المثبتة في قوله تعالى : " بما كنتم تعملون " ، وقوله تعالى " بما أسلفتم في الأيام الخالية " ، باء السببية ، وقد جعل الله العمل سببا لدخول الجنة .
والباء المنفية في قوله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل أحد الجنة بعمله " باء المقابلة والمعاوضة ، والتقدير لن يستحق أحد دخول الجنة بعمل يعمله . فأزال بذلك توهم من يتوهم أن الجنة ثمن الأعمال ، وأن صاحب العمل يستحق على الله دخول الجنة كما يستحق من دفع ثمن سلعة إلى صاحبها تسليم سلعته ، فنفى بذلك هذا التوهم ، وبين أن العمل وإن كان سبباً لدخول الجنة ، إنما هو من فضل الله ورحمته .
فصار الدخول مضافاً إلى فضل الله ورحمته ومغفرته ، لأنه هو المتفضل بالسبب والمسبَّب المرتب عليه ، ولم يبق الدخول مرتبا على العمل نفسه .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز و جل يقول للجنة : أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي "

ما للعباد عليه حقُّ واجب ... كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عُذِّبوا فبعدلهِ أو نُعِّموا... فبفضله وهو الكريم الواسع

أمة الختم غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس