وأما قلة الرحمة بالمسلمين والشفقة عليهم -فذلك يدل على قساوة القلب
وعلى الفظاظة والغلظة ، وكل ذلك مذموم وقبيح ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :
( ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء ) رواه ابو داود والترمذى
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من لايرحم لايُرحم ) رواه الشيخان .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه الشيخان.
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لاتنزع الرحمة إلا من شقى ) رواه ابو داود والترمذى .
ومن لم يجد فى قلبه رحمة وشفقة على جميع المسلمين سيما اهل المصائب والبلايا
وأهل الضعف والمسكنة فذلك لقساوة قلبه وضعف ايمانه وبعده عن ربه .
واما سوء الظن بالمسلمين -فمذوم قبيح ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :
( اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) متفق عليه .
ومعنى سوء الظن بالمسلمين أن يظن بهم السوء فى أقوالهم وأفعالهم التى ظاهرها الخير
وتظن بهم خلاف مايظهرون من ذلك .هذا غايته .
وايضاً -أن ينزل افعالهم وأقوالهم التى تحتمل الخير والشر على جانب الشر مع إمكان
تنزيلها على جانب الخير ، فذلك من سوء الظن ايضا ، ولكنه دون الاول .
وحسن الظن بالمسلمين خلاف ذلك كله فما كان من افعالهم واقوالهم ظاهره الخير حملته
على الخير أو ظننت فيهم الخير وماكان من الاقوال والافعال يحتمل الخير وغيره نزلته
على الخير . فأعمل على ذلك جهدك واستعن بالله تعالى والله ولى التوفيق .
قد ذكرتنا العزيز سراج الدِّين بموضوعٍ قد لاننتبه له مع خطورته كما ذكرت وبالإستدلال الشَّافي الكافي . فَذَكَرَكَ الله فيمن عنده . ووفَّق الجميع اجتناب سؤ الظَّن .