بسم الله الرَّحمن الرَّحيم .
وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّدٍ ذاتاً ووصفاً واسماً .
يا أهلَ المعرفة كثيراً مانسمع الجدل في علم الغيب وأنَّه لايعلمه إلَّا لله سبحانه وتعالى .
ويستدلِّون بالآية أدناه .ناسين أو مُتناسين أنَّ ابن كثير رحمه الله قد شرحها شرحاً وافِياً .
قال تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)لقمان34 .
هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها؛ فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، { لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ } [الأعراف: 187]، وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومَنْ شاء الله من خلقه. وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه [الله] (5) تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى، أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك، ومَنْ شاء الله من خلقه.
.................................................. ...................................
ويؤكد هذا التَّفسير تفسير آية الكرسي وهو:
وقوله: { وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ } أي: لا يطلع أحدٌ من علمِ اللهِ على شيء إلا بما أعلمه اللهُ عزَّ وجلَّ وأطلعه عليه. ويحتمل أنْ يكونَ المراد لا يطلعون على شيء مِنْ عِلْمِ ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه كقوله: { وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [طه:110] .
المرجع تفسير ابن كثيررحمه الله .
نستودعكم الله إلى أنْ نلقاكم أحبتي بعون الله ثُمَّ بِعونِكم .
(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) يوسف 76.