200. و كَّلفتُها ، لا بلْ كفلتُ قيَامهَابتكليفِهَا ، حتى كلِفْتُ بكُلفتي
201. و أذهبتُ ، في تهذيبها ، كلَّ لذَّةٍ،بإبعادها عن عادِها ، فاطمأنَّتِ
202. و لم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركِبتُهُ،و أشهدُ نفسي فيه غيرَ زكيَّةِ
203. و كلُّ مقامٍ ، عن سلوكٍ ، قطعتُهُ،عبوديّةً حقَّقتُها ، بعُبودةِ
204. و كنتُ بهاصباً ، فلمَّا تركتُ ماأريدُ ، أرادَتني لها و أحبَّتِ
205. فصِرتُ حبيباً ، بل محبّاً لنفسِهِ،و ليسَ كقولٍ مرَّ ، نفسي حبيبتي
206. خرجتُ بها عني إليها ، فلمْ أعُدإليَّ و مثلي لا يقولُ برجعةِ
207. و أفردتُ نفسي عن خروجي تكرُّماً،فلمْ أرضهَا ، من بعدِ ذاكَ ، لصحبَتي
208. وغُيِّبتُ عن إفرادِ نفسي ، بحيثُ لايُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
209. و هَا أنا أُبدي ، في اتِّحادي ، مبدئي،و أُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
210. جَلَتْ ، في تجلِّيها ، الوجودَ لناظري،ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤيةِ
211. و أُشهدتُ غيبي ، إذ بدَتْ ، فوجَدْتُني،هُنالكَ ، إيّاها ، بجلوةِ خلوتي
212. و طاحَ وجودي في شهودي ، وَ بِنْتُ عنوُجودِ شهودي ، ماحِياً ، غيرَ مُثبتِ
213. و عانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهديبمشهدهِ للصَّحوِ ، من بعدِ سكرتي
214. ففي الصَّحو ، بعدَ المحوِ ، لم أكُ غيرَهَا،و ذاتي بذاتي ، إذ تحَلت تجلَّتِ
215. فوصفي ، إذ لم تُدعَ باثنينِ ، وصفُهَا،و هيئتُهَا ، إذ واحدٌ نحنُ ، هيئتي
216. فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ ، و إن أكنْمنادًى أجابت منْ دعاني ، و لبَّتِ
217. و إن نطقَتْ كُنتُ المناجي ، كذاكَ إنْقصَصتُ حديثاً ، إنَّما هي قصَّتِ
218. فقدْ رُفِعَتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا ، و فيرَفعِهَا ، عن فُرقةِ الفرقِ ، رِفعَتي
219. فإن لم يُجوِّزْ رؤيةَ اثنين واحداًحِجَاكَ ، و لم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
220. سأجْلو إشاراتٍ ، عليكَ ، خفِيةً،بها كعِباراتٍ ، لديّكَ ، جَليّةِ
221. و أُغربُ عنها مُغرباً ، حيثُ لاتَ حينَ لبسٍ ، بتبياني سماعٍ و رؤيةِ
222. و أثبتُ بالبرهانِ قولي ، ضارباًمثالَ محقٍّ ، و الحقيقةُ عُمدَتي
223. بمتبوعةٍ ، يُنبيكَ ، في الصَّرعِ ، غيرُهاعلى فمِها في مسِّها ، حيثُ جُنَّتِ
224. و مِنْ لُغةٍ تبدو بغيرِ لسانها،عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ
225. و في العلمِ ، حقاً ، أن مُبدي غريبِ ماسمعتَ سواهَا ، و هيَ في الحسِّ أبدتِ
226. فلو واحداً أمسيتَ أصبحتَ واجداً،مُناَزلةً ، ما قلتهُ عن حقيقةِ
227. و لكن على الشِّركِ الخفِّي عكفتَ ، لوعرفتَ بنفسِ ، عن هدى الحقِّ ، ضلَّتِ
228. و في حُبِّهِ مَنْ عزّ توحيدُ حِبِّهِ،فبالشِّركِ يصلى منهُ نارَ قطيعةِ
229. و ما شانَ هذا الشأنَ منكَ سِوى السِّوى،و دعواهُ ، حقّاً ، عنكَ إن تُمحَ تثبُتِ
230. كذا كنتُ حيناً ، قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَامِنَ الَّلبسِ ، لا أنفكُّ عن ثنويَّةِ
231. أروحُ بفقدٍ ، بالشهودِ مؤلِّفي،و أغدوا بوَجْدٍ ، بالوجودِ مُشتِّتي
232. يُفرِّقني لُبّي ، التزاماً ، بمحضَري،و يجمعُني سَلبي ، اصطلاماً ، بِغَيْبَتي
233. أخالُ حضيضي الصَّحوَ ، و السكرَ معرَجيإليها ، و مَحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي
234. فلمَّا جَلوْتُ الغينَ عني اجتليتُنيمفيقاً ، و مِني العينُ بالعينِ قرَّتِ
235. و مِنْ فاقتي ، سُكراً ، غنيتُ إفاقةً،لدى فَرقي الثَّاني ، فَجمعي كَوَحدَتي
236. فجاهِدْ تُشاهدْ فيكَ منكَ ، وراءَ ماوصفتُ ، سكوناً عن وجودِ سكينةِ
237. فمِن بعدَ ما جاهدتُ شاهدتُ مشهديو هاديَّ لي إيَّايَ ، بل بيَ قُدرتي
238. و بي موقفي ، لا بلْ إليَّ توجُّهي،كذاكَ صلاتي لي ، و مِنَى كعبتي
239. فلا تكُ مفتوناً بحسنِك ، مُعجباًبنفسِكَ ، موقوفاً على لَبْسِ غِرَّةِ
240. و فارقْ ضلالَ الفرقِ ، فالجمعُ مُنتِجٌهُدى فِرقةٍ ، بالاتِّحادِ تحدَّتِ
241. و صرِّحْ باطلاقِ الجمالِ و لا تقلْبتقييدهِ ، ميلاً لزخرفِ زينةِ
242. فكُلُّ مَليحٍ ، حُسنهُ ، مِنْ جَمالها،مُعارٌ لهُ ، بل حُسنُ كلِّ مليحةِ
243. بها قيسُ لبْنى هامَ ، بلْ كلُّ عاشقٍ،كمجنونِ ليلى ، أو كُثيِّرِ عَزَّةِ
244. فكلُّ صبَا منهم إلى وصفِ لَبْسِهَا،بصورةِ حُسنٍ ، لاحَ في حُسنِ صورةِ
245. و ما ذاكَ إلاَّ أنْ بَدَتْ بمظاهرٍ،فظنُّوا سِواهَا ، و هيَ فيها تجلَّتِ
246. بَدَتْ باحتِجابٍ ، و اختفتْ بمظاهرٍعلى صِبغِ التَّلوينِ في كلِّ بَرزةِ
247. ففي النَّشأةِ الأولى ترَاءتْ لآدمٍبمظهرِ حَوّا ، قبلِ حُكمِ الأمومةِ
248. فهامَ بها ، كيمَا يكونَ بها أباً،و يظهرَ بالزَّوجينِ حُكمُ الُبنوَّةِ
249. و كان ابتدا حُبِّ المظاهِرِ بعضَهالبعضٍ ، و لا ضدُّ يُصَدُّ ببغضةِ
250. و ما برِحَتْ تبدو و تخفَى ، لِعلَّةٍ،على حَسَبِ الأوقاتِ في كلِّ حِقبةِ