سلطان العاشقين سيدي ابن الفارض رضي الله عنه
قافية الهمزة
أرَجُ النَّسيمِ
1. أرجُ النَّسيمِ سرَى منَ الزَّوراءِ،سَحَراً ، فأحْيا مَيِّتَ الأحْيَاءِ
2. أهدى لنا أرواحَ نجدٍ عَرْفهُ،فالجَوُّ منهُ مُعَنبَرُ الأرْجاءِ
3. و رَوى أحاديثَ الأحبَّةِ ، مُسنِداً،عَنْ إذخِرٍ بأذاخِرٍ ، و سِحَاءِ
4. فسَكِرْتُ مِنْ رَيَّا حَواشي بُردِهِ،و سَرَتْ حُمَيَّا البُرْءِ في أدوائي
5. يا راكِبَ الوَجْناءِ ، بُلِّغتَ المنى،عُجْ بالحِمَى ، إنْ جُزتَ بالجَرْعَاءِ
6. مُتيَمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ،مُتيَامِناً عنْ قاعةِ الوَعْسَاءِ
7. و إذا وَصَلتَ أثيلَ سَلعٍ ، فالنَّقا،فالرَّقمتينِ ، فلعْلعٍِ ، فشظاءِ
8. و كذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ،مِلْ عادلاً للحلّةِ الفيْحاءِ
9. و اقرِ السَّلامَ عُرَيْبَ ذيَّاكَ الَّلوىمِنْ مُغرمٍ ، دَنِفٍ ، كئيبٍ ، ناءِ
10. صبٍّ ، متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْزفراتهُ بتنفُّسِ الصُّعداءِ
11. كَلّمَ السُّهادُ جُفونهُ ، فتبادرتْعبراتهُ ، ممزوجةً بدِمَاءِ
12. يا ساكني البطحاءِ ، هلْ منْ عودةٍأحيا بها ، يا ساكني البطحاءِ ؟
13. إنْ ينقضي صَبري ، فليسَ بمنقضٍوَجْدِي القديمُ بكمْ ، و لا بُرَحائي
14. و لئنْ جفا الوَسميُّ ماحِلَّ تربكم،فمدامعي تربي على الأنواءِ
15. واحسرتي ، ضاعَ الزَّمانُ ولمْ أفزْمنكمْ ، أهيلَ مودَّتي ، بلقاءِ
16. و متى يؤمِّلُ راحةً منْ عمرهُيومانِ : يومُ قلىً و يومُ تناءِ
17. و حياتكمْ ، يا أهْلَ مكَّةَ ، وهيَ ليقسمٌ ، لقدْ كلِفتْ بكمْ أحشائي
18. حُبَّيكُمُ ، في النَّاسِ ، أضْحى مذهبي،و هَوَاكُمُ دِيني و عَقدُ وَلائي
19. يا لائمي في حُبِّ مَنْ مِنْ أجلهِقدْ جَدَّ بي وَجْدِي و عَزَّ عَزائي
20. هلاَّ نهاكَ نُهاكَ عنْ لومِ امرئٍ،لمْ يُلفَ غيرَ مُنعَّمٍ بشقاءِ
21. لوْ تدرِ فيمَ عذلتني لعذرتني،خفض عليكَ ، و خلِّني و بلائي
22. فلنازلي سرحِ المربعِ ، فالشَّبيكةِ ، فالثَّنيَّةِ منْ شِعابِ كَداءِ
23. و لحاضري البيتِ الحرامِ ، وعامريتلكَ الخيامِ ، و زائري الحثماءِ
24. و لِفِتيَةِ الحرمِ المريعِ ، و جيرَةِ الْحَيِّ المنيعِ ، تلفُّتي و عنائي
25. فهمُ همُ ، صَدُّوا ، دنوا ، وَصَلوا ، جفوا،غدروا ، وافوا ، هجروا ، رثوا لضنائي
26. و هُمْ عياذي ، حيثُ لمْ تغنِ الرُّقي،و هُمْ مَلاذي ، إنْ غدَتْ أعدائي
27. و هُمْ بقلبي ، إنْ تناءتْ دَارُهمْعنِّي ، و سُخطي في الهوى و رضائي
28. و على محلِّي بينَ ظهرانيهمِ،بالأخشبينِ ، أطوفُ حَولَ حِمائي
29. و على اعتناقي للرِّفاقِ ، مُسلِّماً،عندَ استلامِ الرُّكنِ ، بالإيماءِ
30. و تذكُّري أجيادَ وِرْدِي في الضُّحى،و تهجُّدي في الَّليلةِ الَّليلاءِ
31. و على مُقامي بالمقامِ ، أقامَ فيجسمي السَّقامُ ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
32. عَمْري ، و لوْ قلِبَتْ بطاحُ مسيلهِقلُباً ، لِقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
33. أسْعِدْ أخيَّ ، و غنِّنى بحديثِ منْحلَّ الأباطحَ ، إنْ رَعَيتَ إخائي
34. و أعِدْهُ عندَ مَسامِعي ، فالرُّوحُ ، إنْبَعُدَ المَدَى ، ترتاحُ للأنباءِ
35. و إذا أذى ألمٍ ألمَّ بمهجتي،فشذا أعيشابِ الحجازِ دوائي
36. أأذادُ عنْ عَذبِ الوُرودِ بأرضهِ،و أحَادُ عنهُ ، و في نقاهُ بقائي
37. و رُبوعهُ أرَبى ، أجَلْ ، و رَبيعهُطرَبي ،و صَارِفُ أزمَةِ اللّأواءِ
38. و جبالهُ ليَ مربعٌ ، و رِمَالهُليَ مرتعٌ ، و ظِلالهُ أفيائي
39. و ترَابُهُ ندِّى الذَّكيُّ ، و ماؤهُوِرْدى الرَّويُّ ، و في ثرَاهُ ثرَائي
40. و شِعابهُ ليَ جَنَّةٌ ، و قبابهُليَ جُنَّةٌ ، و على صَفاهُ صَفائي
41. حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى،و سَقى الوَليُّ مواطنَ الآلاءِ
42. و سقى المشاعِرَ و المحصَّبِ ، مِنْ منىً،سَحًّا ، و جَادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
43. و رَعَى الإلهُ بها أصيحابي ، الأليسَامَرْتهُمْ بمَجامِعِ الأهْواءِ
44. و رَعَى ليالي الخيْفِ ، ما كانتْ سِوَىحُلمٍ مَضَى ، مَعَ يقظةِ الإغفاءِ
45. و اهاً على ذاكَ الزَّمانِ ، و ما حَوَىطِيبُ المَكانِ ، بغفلةِ الرُّقباءِ
46. أيَّامُ أرْتعُ في مَيادِينِ المُنى،جَذِلاً ، و أرْفلُ في ذيولِ حِباءِ
47. ما أعجَبَ الأيَّامَ ، توجبُ للفتىمِنحاً ، وتمْحَنهُ بسَلبِ عَطاءِ
48. يا هلَّ لماضي عَيشِنا مِنْ عَودَةٍ،يوماً و أسْمَحَ بَعدَهُ ببقائي
49. هيهاتِ ، خابَ السَّعيُ و انفصمتْ عُرَىحَبْلِ المُنى ، و انحَلَّ عِقدُ رَجائي
50. و كفى غراماً أنْ أبيتَ مُتيَّماً،شوقي أمَاميَ و القضاءُ وَرَائي
رضي الله عن سلطان العاشقين و أرضاه
يتبع .... بإذن الله