عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2012, 03:36 PM   #11
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


[COLOR=seagreen]

كيف طوقت الصحافة أزمة حزب الأمة مع الأزهري؟
محمد سعيد محمد الحسن

]قادت الصحافة السودانية معركة تعبئة الجماهير وتوعيتها بالاستقلال والسيادة ووجوب اظهار وعيه ونضجه وتحضره بالنظام والانضباط في الاحتفاء بجلاء الاستعمار وإنزال علمي الحكم الثنائي «البريطاني - المصري» وترديد شعارات «عاش السودان» «عاش الوطن» و«احرار احرار في بلادنا»، وفي نفس الوقت تصدت للازمة التي فجّرها حزب الأمة برفضه وتشكيكه لاقتراح رئيس أول حكومة وطنية اسماعيل الازهري في 91 ديسمبر 5591م بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، إذ اعتبره مخالفاً لنصوص اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان، وخسره - أي حزب الأمة - ايضاً بمحاولة سحب البساط من تحت أقدام حزب الأمة في مناداته بالاستقلال، ودفع حزب الأمة بصحيفتيه «الامة» و«النيل»، لاصدار ملاحق نهارية تندد ب «الازهري» وباقتراحه وبأنه يعرض السودان للخطر، وتصدت الصحف الوطنية المستقلة جريدة «الرأي العام» و«السودان الجديد»، و«الأيام» بالرد المباشر عليها «بأن اعلان استقلال من داخل البرلمان قرار صحيح وصائب وان القانون الدولي يعترف بالاستقلال إذا ما أجمع عليه البرلمان المنتخب، واشادت الصحف السودانية بالسيد عبد الرحمن المهدي راعي الانصار لاستدعائه لقيادات حزب الأمة صديق المهدي وعبد الله خليل وميرغني حمزة وعاتبهم على موقفهم وسألهم: «ألستم دعاة الاستقلال؟ فإذا جاء من غيركم رفضتموه. اذهبوا وضعوا ايديكم مع اسماعيل الازهري، واشادوا ايضاً بمبادرة الزعيم الازهري الثانية بأن يطرح نواب الصف الثاني اعلان الاستقلال من داخل البرلمان كدلالة على الاتفاق عليه بالإجماع من القوى السياسية، فجاء اقتراح مساندة مطلب الجنوبيين بحكم فيدرالي من النائب ميرغني حسين زاكي الدين وإعلان استقلال وسيادة السودان من النائب عبد الرحمن دبكة، وجاء التصويت بالاجماع وبوقوف النواب جميعاً وليس برفع الصوت أو الأيدي كما جرت العادة، وكانت ملاحق الصحف تصدر تباعاً ناقلة هذه التطورات التي كان المواطنون يتلقونها وهم يصطفون امام المطابع وامام الاكشاك للحصول والاطلاع عليها ومتابعة مقالات كل كُتّابها، وكانت افتتاحيات الصحف الرئيسية «الرأي العام» و«الأيام» و«السودان الجديد» تشدد على الاجماع الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية لأن الاستقلال والسيادة يتحققان ويصانان ويستمران بوحدة الأمة وتماسكها وتعاضدها وليس بانشقاقها، أو خلافها أو تفككها، كان صوت الصحافة السودانية يشدد وبقوة على هذه المبادئ والشعارات هي الأعلى والأقوى والتي تجاوب معها السودانيون والتفوا حولها بثقة وصلابة، والذين يتاح لهم مشاهدة الافلام الوثائقية لحشود الجماهير في الميادين وفي الشوارع في العاصمة أو المدن أو القرى تظهر تحليها بالوعي والنظام وبالزي الوطني الأنيق النظيف، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لم يكن يحتاجون لبوليس أو عسكر لحفظ النظام، كانوا هم أنفسهم الأحرص على النظام والمظهر المشرف الذي أثار إعجاب وتقدير الوفود التي جاءت للمشاركة في احتفالات الاستقلال والسيادة في اول يناير 6591م.
كانت الصحافة السودانية تدرك مسؤولياتها وواجباتها الوطنية والمهنية نحو الوطن وهو ينتقل من الحكم تحت نير الاستعمار على مدى خمسة وخمسين سنة إلى الحكم الوطني الذي يحقق للوطن وللشعب تطلعاته في الحياة الكريمة وفي نظام ديمقراطي عادل ومستقر وعلاقات صداقة ومصالح مع كل شعوب ودول العالم، وبعد «65» سنة «2102م» هل تحقق ذلك؟

http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=1201&id=99218


محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس