عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 10:10 PM   #6
عمر بن عبد العزيز السقادي

الصورة الرمزية عمر بن عبد العزيز السقادي



عمر بن عبد العزيز السقادي is on a distinguished road

افتراضي رد: السادة المراغنة عبر التاريخ


كانت الشريفة علوية ترسل رسلها إلى المدن والقرى أولا بالنصح بالاستسلام فادا ما وافق أهلها على أمر الاستسلام سبقت هي الجيش الايطالي إلى تلك المدن والقرى التي وافقت حتى تشرف على سلامتها وسلامة أهلها، أما المدن والقرى التي لا توافق على نصحها بالاستسلام تركت القوات الايطالية تحتلها بالقوة واستباحتها.
واستغل الايطاليون مسلك الشريفة فاطلقوا اشاعة بأن النصر معقود بقدم الشريفة وانهم سيصلون منتصرين لأي أرض تطئها قدم الشريفه علويه ...وتأكيدا لهده الاشاعة أصدر الدوتشي موسليني قرارا بتعيين الشريفة علوية في رتبة جنرال وعين بعض خلفائها في رتب عسكرية مختلفة ، إلا أن الشريفة رفضة تلك الرتبة العسكرية وقالت أنها لا تطمع في رتبة أو جائزه من الايطاليين ولكنها حريصة على سلامة مواطنيها من فتك الآلة الحربية الايطالية وإنها ابدا لم تفكر في نصرة القوات الايطالية.
ثم بعد تلك المواقف رأت الشريفة أن تزور أهلها في كسلا والخرطوم بحري . فوصلت كسلا بمعية خلفائها.
وعندما علم الجنرال بلات بالأمر اتصل بالحاكم العام في الخرطوم ليتصلا باتلسيد على الميرغني ليمنع امتدا رحلة الشريفة علوية إلى الخرطوم حتى لا يفضي دلك إلى رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش الايطالي وانهايارها لدى أفراد قوة دفاع السودان حين تدخل ايطاليا الحرب ضد الحلفاء.
وبالفعل أرسل الحاكم العام رجاء للسيد علي الميرغني أن يستعمل نفوده حتى لا تصل الشريفة علوية إلى الخرطوم بحري. استجب السيد علي الميرغني لرجاء الحاكم العام فتصل بعمته الشريفة طالبا منها انتظاره في كسلا وأنه سوف يأتي لازيارتها في كسلا ...
استعد السيد علي الميرغني للسفر إلى كسلا واضعا في اعتباره الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة كسلا وما تعانيه من نقص في المواد الغدائية ، ولدا أمر بتجهيد (قطار الرحمة) المتجه لمدينة كسلا على نفقته الخاصة إلا أن السيد عبدالرحمن المهدي طلب أن يكون له نصيب في نفقات القطار، ولم يفت دلك كل من السيد عبدالله الفاضل المهدي والشريف يوسف الهندي والسيد عبدالمنعم محمد والسيد محمد أحمد البرير والخواجة كونتوميخالوس .

السيد على الميرغني بن السيد محمد عثمان الأقرب
ما أصعب الكتابة عن السيد علي الميرغني فالكتابة عنه تعني الكتابة عن تاريخ السودان الحديث من عهد المهدية إلى الحكومات العسكرية مروراً بالحكم الثنائي والاستقلال ، فالرجل أقحم إقحاما في الحياة السياسية وهو في الخامسة من عمره ، فقد وجد الغيوم والعواصف تغطي سماء السودان ، ورحل والده ولم يبلغ العاشرة من عمره فكفله أعمامه وهو لا يدري من أين تبدأ العاصفة . وعندما بلغ السابعة عشر من عمره وهو بعد في صباه الباكر وجد نفسه وحيداً وسط سفينة السودان التي تتقاذفها الرياح من كل صوب وهي تحمل على متنها تلاميذ ومحبي ومريدي والده وأسلافه ، وآخرين لا يكنون للمراغنة حب وتقدير وغيرهم ملئت نفوسهم بالحقد والكراهية. فقد كانت مرارت معارك المهدية مع الجيوش البريطانية والمصرية عالقة بالنفوس..
فرض على السيد علي الميرغني أن يكون رباناً لتلك السفينة ويمسك بدفتها بمن فيها محبوه ومبغضوه وهو بعد في صباه الباكر ليخرج بها إلى بر الأمان . وحاول الإنجليز استغلال مكانته الدينية في نفوس مريديه فأحاطوه من كل الجهات وهو في تلك السن المبكرة التي لم تصقلها التجارب فاستخدموه ومن ورائه محبيه ومريديه لمحو الآثار الدينية للثورة المهدية ، ثم استخدموه ليلعب دورا آخر في الحرب العالمية الأولى خوفاً من الشعور الإسلامي الموالي للدولة الإسلامية في تركيا .
استطاع الإنجليز الاستفادة من مكانة السيد علي الميرغني لحين من الوقت إلا أنه سرعان ما تكشف لهم سرعة استيعاب الرجل للعبة السياسية فخافوا أن يبتلعهم ، فأيقظوا المهدية من مرقدها ونصبوا لها إماماً ليحي كيانها فرتبوا الأجواء للسيد عبدالرحمن المهدي ، وطبعوا راتب الإمام المهدي بعد أن كانت قراءته من المحرمات وأصبحت السفينة بين ربانيين وقدر الله أن يلتقي الربانان وتخرج السفينة إلى بر الأمان ويعلن استقلال السودان .
هو السيد علي الميرغني بن السيد محمد عثمان (الأقرب) بن السيد الحسن (أبوجلابية نور) بن الأستاذ محمد عثمان الميرغني (الختم) . ولد بجزيرة مساوى بين حنك وكورتي مركز مروى عام 1880م ، والدته أمنه بنت النور الأنقريابية وله شقيقه هي السيدة نفيسة التي توفيت ببحري.
انتقل السيد على مع والده إلى مدينة كسلا. ولما بلغت المهدية إلى كسلا كان السيد على لم يبلغ الخامسة من عمره بعد. ودخل والده محمد عثمان "الأقرب" في معارك مع المهدية ، إلا أن الأمر لم يرق للسيد محمد عثمان فجمع فرسانه ومحبيه وقال لهم (إننا لو بقينا هنا أكثر من هذا فسنضطر لقتال إخواننا المسلمين أو إننا سنموت بأيديهم من غير مبرر شرعي ولا دواعي دينيه إنما هذه فتنة لها نهاية فلذ انصح الجميع بأن ينجوا بأنفسهم ودينهم إلى الشرق)( ) وفي يوم الجمعة 6 رمضان 1301ه الموافق 30 يونيو 1884م خرج السيد محمد عثمان "الأقرب" من الختمية بعائلته وكان معه ابنه السيد على واتجه إلى الشرق ووصل إلى عاصمة (دقا) البني عامر (هواشاييت) واستقر فيها بعض الوقت ومن هناك سافر إلى مصوع حيث أبحر إلى سواكن فترك أبناءه وأسرته ومواليه تحت رعاية ابن عمه السيد محمد عثمان تاج السر بن محمد سرالختم..
عاش السيد على الميرغني تحت رعاية عمه السيد محمد عثمان تاج السر بسواكن وهناك درس القرآن الكريم بزاوية الأنوار ثم غادر سواكن إلى مصر في عام 1887 والتحق بعمه محمد سر الختم شقيق محمد عثمان تاج السر وكان والده قد توفي في العام 1303ه /1886م بمصر كما أسلفنا .
واصل السيد علي تعليمه تحت رعاية عمه محمد سر الختم. ثم التحق بالأزهر الشريف واستمرت دراسته فيه لمدة خمس سنوات . رجع بعدها إلى السودان بعد انتهاء المهدية فوصل إلى كسلا في عام 1898م قادما من مصر عن طريق سواكن.
بعد القضاء على دولة المهدية عسكرياً في السودان رأت الحكومة البريطانية أن القضاء على المهدية تماماً لا يتم إلا باللجوء إلى الطرق الصوفية التي حاولت المهدية أن تمنعها. ولم يكن الأمر عسيراً في اختيار أنسب الطرق الصوفية لهذه المهمة إذ أن الطرق الصوفية الممثلة في السمانية والقادرية والشاذلية لم يكن لها نفوذ واسع كالطريقة الختمية التي تميز شيوخها بنشرهم للإسلام ومقاومتهم الواضحة للمهدية (كما فعل السيد بكري في مقاومة حصار جيوش المهدية لمدينة كسلا). واستجابة شيوخها في مساعدة القوات البريطانية (مثل مساعدة السيد محمد سرالختم لقوات بيكر بمحاولته سحب البساط الديني من قوات الأمير عثمان دفنه ) و لكل هذا عمدت السلطات للوقوف مع الطريقة الختمية والعمل على تقويتها .
راهن الحكام البريطانيون على شخصية السيد علي الميرغني الذي أتيحت له الفرصة للتعبير عن رأيه فبهر السلطات بشخصيته الفريدة وبطريقة تفكيره مما جعل المسئولين البريطانيين يعملون على احتوائه فمنحته الحكومة مقراً على شاطئ النيل الأزرق بجوار الفندق الكبير اشتهر فيما بعد (بجنينة السيد على) وذلك بعد وصوله إلى الخرطوم قادما من كسلا في عام 1901م واستقراره في الخرطوم بحري (حلة خوجلي) وكان عمره آنذاك 21 سنة . ومن ثم اعترفت به الدوائر الرسمية في بريطانيا كبيرا على الأسرة الميرغنية على أثر توصية السير ونجت وكان ذلك في عام 1912م.
في الساعة الثانية بعد الظهر من يوم 18 ديسمبر 1914م أعلنت بريطانيا الحماية على مصر وجاء في القرار " أنه بالنظر إلى حالة الحرب التي سببتها الدولة العثمانية فان مصر وضعت تحت الحماية البريطانية وزالت بذلك سيادة الدولة العثمانية عن مصر ، وستتخذ بريطانيا كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصر وحماية رعاياها ومصالحها" . وتلا قرار الحماية قرار خلع الخديوي عباس حلمي وتنصيب حسين كامل سلطاناً على مصر.( )

عمر بن عبد العزيز السقادي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس