عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 10:09 PM   #5
عمر بن عبد العزيز السقادي

الصورة الرمزية عمر بن عبد العزيز السقادي



عمر بن عبد العزيز السقادي is on a distinguished road

افتراضي رد: السادة المراغنة عبر التاريخ


كانت الشريفة مريم هي الأم الروحية لمليشيات (المروج والفروستي)( ) وهي قوات غير نظامية تكونت من قبائل البجه دفاعا عن العرض والوطن أبان الحرب العالمية الثانية . ومليشيات المروج استمدت اسمها من المروج الخضراء عند سفوح ووديان البحر الأحمر أما مليشيات فروستي فقد استمدت اسمها من الأسم الذي كان يطلقه البريطانيون على الناظر محمد الأمين ترك ناظر قبائل الهدندوة.
وكانت الشريفه مريم توجه مريديها وأتباعها بالأنخراص في تلك المليشيات دفاعا عن العرض والوطن. فقد كانت إمرأة تقية صالحة محبوبة لا يرد لها طلب ولا إشارة فقد كان اتباعها يأتون لزيارتها تبركا واستئدانا في الأنخراط في تلك المليشيات .
سافرت الشريفة مريم إلى مكة المكرمة ومرضت هناك فعادت إلى سنكات حيث علم السيد على الميرغني بمرضها فاتصل بالسلطات الإنجليزية الحاكمة آنذاك لتوفير طبيب معالج للشريفة ، غير أن الإنجليز لم يهتموا بالأمر ، مما دعى السيد على الميرغني الاتصال بالحكومة المصرية لعلاج الشريفة فأرسلت الحكومة المصرية طائرة خاصة بها طاقم طبي إلى سنكات .وبعد عمل التحليلات الطبية، اللازمة رأى الطاقم الطبي المرافق للطائرة عدم إمكانية علاج الشريفة بسنكات ، مما استدعى نقلها إلى مصر لتلقي العلاج هناك ، وكان ذلك في منتصف عام 1951م . اصطحبت الشريفة معها في سفرتها هذه السادة أحمد عاولى وهاشم محمد سعد وآخرين . كما أمرت السيد طه محمد سعد وسكرتيرها الخاص رحمة الله أن يلحقا بها برا عن طريق ميناء حلفا.
وصلت الشريفة لمصر وفور وصولها أدخلت مستشفى (المواساة) الذي كان معدا لاستقبالها ، وعلى أثر وصولها لمصر عمل حزب الوفد بقيادة النحاس باشا على تكريمها وتأكيد تقدير شعب مصر لدورها الوطني .. وقد كان أول من قام بزيارتها هو النحاس باشا، كما قامت الملكة ناريمان صادق زوجة الملك فاروق مع والدتها أصيلة هانم بزيارتها وظلت الإذاعة المصرية تبث يوميا الأخبار المتعلقة بصحتها وأخبار زوارها بعد نشرات الأخبار. وفي نهاية 1951م عادت الشريفة إلى السودان لتلحق برحاب ربها بعد أشهر قليلة وتدفن في البلدة التي شهدت مراسيم عقد قران والدها السيد هاشم الميرغني بوالدتها السيدة فاطمة بنت أحمد عاولي . وكانت أختها الشريفة علوية توفيت قبلها بعشرة سنوات أي في العام 1360ه / 1940م..

الشريف علوية بنت السيد هاشم الميرغني:
أما شقيقتها لأبيها الشريفة علوية بنت السيد هاشم الميرغني فوالدتها من السادة آل باعلوي .. وقد ولدت الشريفة علوية في قرية حطو ملو بالقرب من مصوع ودرست علوم العربية والفقه وعرفت بالزهد والتقى والعبادة .. ودون جلبة وإعلان اسلم لها الأرتريون زعامتهم الدينية فصارت الزعيمة الروحية في كل أنحاء ارتريا .
تزوجت الشريف علوية في الثامنة عشر من عمرها من رجل من السادة أشراف اليمن ومات عنها وهي في العشرين من عمرها ، ثم تزوجت من ابن عمتها محمد صالح باعلوي المكي، ثم وقع بينهما خلاف، وطلقها لطلبها...". لتتفرغ للتصوف ولإدارة شئون محبيها ومريديها.
غزا الطليان ارتريا وكانت البداية من مصوع مقر الشريفة علوية ، وضربوا حصارا بحريا وبريا حول مصوع لمدة اسبوعين ، فما كان من الشريفة إلا أن أعلنت الجهاد وارتدت زيا عسكريا وتمنطقت بمسدس واستنفرت أهل مصوع لعمل متاريس حول المدينة والأستعداد للفاع عن مدينتهم فستجاب الناس لنداء الشريفة واسلموا لها القيادة ، فلما علم قائد الحصار الإيطالي بالأمر أرسل إليها رسالة يحملها وفد مكون من خمسة ضباط يصاحبهم مترجم ارتري ، وكان فحوى الرسالة بأن القائد الايطالي مأمور من قبل دولته باستلام مدينة مصوع ، وعليه فأنه تنفيدا لأوامر دولته فأنه سوف يستلم المدينة طوعا أو كرها ، ونصح لها بأن توازن القوى ليس من مصلحتها ولإثبات دلك فأنه يقترح إرسال عشرة من أتباع الشريفة المخلصين ليطلعوا على قوة القوات الايطالية ومن ثم يطلعوها حتى تتخد الموقف الصائب.
واققت الشريف على اقتراح الإيطاليين وأرسلت عشرة رجال من أهل الحل والعقد بمصوع لينظروا إلى القوة الايطالية ، عاد الوفد الدي ارسلته الشريفة بقناعة تامه بأنهم لا يستطيعون مقاومة القوات الايطالية وخاصة وأن القائد الايطالي وعدهم بعدم استباحة المدينة وعدم المساس بالمواطنين والمنشأت بل الإبقاء على السلطة الادارية الوطنية القائمة ومن ثم دعمها بقوة عسكرية.
وافقت الشريفة على رأي اللجنة وارسلت جواب للقائد الايطالي بالموافقة فدخلت القوات الايطالية مدينة مصوع بسلام والتزم القائد بما وعد به .
أزاء هدا الموقف من الشريفة علوية دخل السادة أبناء جعفر الميرغني المقيمين في كرن في خلاف شديد معها ووصفوها بأنها في جدب صوفي وطلبوا من الأرتريين أن لا ينصاعوا لها وخاصة بعد أن انتشر خبر بأن قادة الجيش الايطالي طلبوا منها تقديم النصح لأهل المدن والرى الأرترية بالاستسلام دون حرب مع وعدهم بمعاملتهم معاملة أهل مدينة مصوع .. وكانت الشريفة علوية قد تأكد لها بأن احتلال اليطاليين لأرتريا أمر واقع لا محالة فيه ولدا آثرت السلامة للجميع وخاصة أن توازان الوى العسكرية ليس في صالح أرتريا. إلا أن بعض سكان المدن والقرى لم ينصاعوا لنصيحة الشريفة وقرروا مقاومة الإيطاليين فسحقهم الجيش الايطالي في وحشية بالغة واستولى على مدنهم وقراهم عنوة.

عمر بن عبد العزيز السقادي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس