عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 10:08 PM   #3
عمر بن عبد العزيز السقادي

الصورة الرمزية عمر بن عبد العزيز السقادي



عمر بن عبد العزيز السقادي is on a distinguished road

افتراضي رد: السادة المراغنة عبر التاريخ


المراغنة والمهدية :
كان المهدى قد كاتب جملة من مشايخ الطرق الصوفية في بداية أمره منهم السيد محمد عثمان الميرغني (الأقرب) في الختمية ، وألح عليه بصفة خاصة بتكرار المكاتبة في طلب التأييد لمهديته ووعده تارة وتوعده تارة أخرى . واستشهد في بعض خطاباته بإشارة السيد الحسن الميرغني والد السيد محمد عثمان فقال : ( وقد ذكرت لكم أن ذا الكشف الصادق ، السيد الحسن أشار إلينا مرارا وتكرارا، بالمجالات وبعض الصفات مما تحقق)
إلا أن السيد محمد عثمان لم يستجب للمهدى ، كما لم يستجب له ابنا عمه السيد بكرى والسيد محمد عثمان تاج السر عندما كاتبهما المهدى أيضا بل أن المراغنة الثلاثة أنكروا أمر مهديته صراحة وأعلنوا انه ليس المهدى المنتظر بل هو بداية لفتنه . ويظهر هذا الرأي جليا في الخطاب الذي بعث به السيد محمد سر الختم لعثمان دقنه ورد عثمان دقنه عليه .
يقول نعوم شقير: ( حضر السيد محمد سرالختم ( ) بن السيد محمد سرالختم بن الأستاذ محمد عثمان الختم من مصر مع بيكر باشا إلى سواكن يوم 23 ديسمبر 1883م ليعمل مع الحكومة لتهدئة الأحوال في السودان الشرقي وعند وصوله إلى سواكن كتب إلى الأمير عثمان دقنه ينصحه بترك الحرب وانه مشفق عليه بعد علمه باتحاد الدول لقمع الثورة وان عليه (أي عثمان دقنه) إلا يشارك في هذه الفتنه) ( ) وقد رد الأمير عثمان دقنه على السيد محمد سر الختم بالخطاب الذي أشرنا إليه
كانت أولى معارك المهدية في الشرق يوم 5 / 8 / 1883م حيث وقعت معركة سنكات التي فقد فيها الطرفان عددا من الأنفس كما جرح فيها الأمير عثمان دقنه نفسه جرحا بليغا وأخذه أنصاره إلى أخدود ( شأرات ) لعلاجه وكانت هذه المعركة هي الجذوة الأولى لإشعال الثورة في الشرق إذ أن الجماعات حددت مواقفها من المهدية بين مؤيد ومعارض بعد معركة سنكات انسحب أفراد العائلة المرغنية الذين كانوا بسنكات وعلى رأسهم السيد محمد عثمان تاج السر ومعه خلفاؤه ومؤيدوه وكذلك رجال الحكومة حيث ذهبوا جميعاً إلى سواكن وعززوا فيها مواقع الدفاع .
وتعتبر سنكات مصيفاً السادة المراغنة وتلاميذهم ومشايعيهم ، ووادي سنكات من أراضى الهدندوة الأميراب كما يصيف في سنكات الكثير من عوائل الأشراف الغمريين الأرتيقه السواكنية مثل الهنسيلاب وهم أخوال الشريفة مريم الميرغنية، والكرباب وفيهم أمارة سواكن والقولاب، والألمنويات، والأولى، والرجباب، والألسومى وغيرهم إضافة إلى الهدندوة السواكنية من الويلأليات والتنكيراب والقرعيب والشرعاب وغيرهم.، وأيضا عوائل الطوبجية وبعض كبار رجال الدولة وعلى رأسهم محافظ سواكن .
محمد عثمان الأقرب والمهدية :
وصلت الأخبار بقدوم قوات المهدية إلى كسلا. فجلبت الحكومة وحدات عسكرية عديدة من أماكن مختلفة . وتجمعت لدى الحكومة بذلك قوة كبيرة كفيلة بالدفاع عن المدينة .
أما السيد محمد عثمان الأقرب الموجود في مقره بالختمية فقد اتضح له حقيقة الخطر المحدق بالمدينة فاستنفر القبائل الموالية له للدفاع عن الختمية . فسارع كثير من زعماء القبائل بخيلهم ورجلهم بالحضور مع اتباعهم إلى الختمية وهم في غاية الحماس والحمية للدفاع عن معقل مشايخهم ، وآثارهم الدينية من مساجد وخلاوي ، ثم ليرابط الجميع لحماية الختمية. وهكذا أصبحت كسلا والختمية على أتم استعداد لملاقاة جيوش الأنصار .
كان رأي السيد محمد عثمان الأقرب الانسحاب من المدينة إلا أن مدير المديرية والسيد بكرى بن السيد جعفر لم يقتنعا برأي السيد محمد عثمان بأمر الانسحاب . فما كان من السيد محمد عثمان الأقرب إلا العمل على الانسحاب بمن معه .
بعث محمد عثمان الميرغني برسالة إلى الأمير مصطفى هدل ( ) يطلب فيها رفع الحصار عن كسلا لمدة شهرين ، حتى يستطيع الانسحاب منها بمن معه. حمل الرسالة أحمد المجذوب النقر مع ألفين ريال هدية .
رجع أحمد المجذوب برفقة الناظر محمد موسى ناظر قبائل الهدندوة الذي قابل السيد محمد عثمان الميرغني وأخذ عنه الطريقة الختمية وكان من قبل متطرقا على الطريقة المجذوبية الشاذلية .وفي الختمية أجتمع الناظر محمد موسى بزعماء القبائل المرابطين في الختمية دفاعاً عنها (وهم على بخيت زعيم البني عامر وعمارة والحاردلو زعماء الشكرية وعوض عجيل زعيم الحمران وعلى نورين زعيم ألقدين وآخرين )
و يبدو أن الأمير مصطفى هدل لم يستجب لرسالة الميرغني فشدد الحصار على كسلا والختمية من كل الجهات . وعزم باشريك ومحمد حامد وهو ابن عم الناظر محمد موسى على الهجوم على الختمية فتحركا صبيحة الخميس 19 يونيو 1884م باتجاه الختمية . إلا أن السيد محمد عثمان كان يقظا لتحركات جيوش الأنصار فأمر فرسانه بملاقاة جيش باشريك ومحمد حامد قبل وصولهم إلى الختمية . التقى الجيشان في تنمباكياي (جنوب السوريبة الحالية) كانت معركة حامية حالف النصر فيها جيش الميرغني. وهزم جيش الأنصار وقتل منهم نحو ألف محارب بينهم محمد حامد وإبراهيم ابوزينب الويلأليابي . حز في نفس الناظر موسى موت ابني عمه محمد حامد وإبراهيم أبوزينب فأمر بضرب النحاس استعدادا للحرب وتوجه إلى نمباكياي في جيش عظيم وأرسل إلى السيد محمد عثمان الميرغني يدعوه إلى التسليم . فكان رد الميرغني حاسما إذ أجابه برسالة جاء فيها (قرأت كتابك وفهمت خطابك فأن أقمت في محلك إلى وقت الظهر ألحقتك بابن أخيك بعون الله) .إلا أن فاطمة بنت الشيخ موسى أخت الناظر وزوجة محمد حامد القتيل كانت في قرية الختمية فأرسلت إلى أخيها الناظر تحذره من مغبة الأمر مطالبة إياه الرجوع إذ انه ليس له قبل بجيوش الختمية وخاصة إنها مسانده من قبل جيوش الحكومة المسلحة بالأسلحة النارية . فأمتثل الناظر لرأيها ورجع إلى توكروف.
جمع الميرغني فرسانه ومحبيه وقال لهم ( إننا لو بقينا هنا أكثر من هذا فسنضطر لقتال إخواننا المسلمين أو إننا سنموت بأيديهم من غير مبرر شرعي ولا دواعي دينيه إنما هذه فتنة لها نهاية فلذ انصح الجميع بأن ينجوا بأنفسهم ودينهم إلى الشرق) و في يوم الجمعة 6 رمضان 1301ه الموافق 30 يونيو 1884م خرج السيد محمد عثمان الأقرب من الختمية بعائلته وكان معه ابنه السيد على واتجه إلى الشرق في حماية فرسان القبائل التي كانت تدافع عن الختمية ووصل إلى (هوشايت) المشهورة ب(دقا) البنى عامر واستقر فيها بعض الوقت ومن هناك إلى مصوع حيث أبحر إلى سواكن فترك هناك أبناءه وأسرته ومواليه تحت رعاية السيد محمد عثمان تاج السر بن السيد محمد سرالختم بن السيد محمد عثمان الميرغني الختم الذي اخذ على عاتقه مهمة مقاومة المهدية بعد سقوط الختمية متخذاً سواكن عاصمة له .
أبحر محمد عثمان الأقرب لوحده إلى مصرإلا أن المنية لم تمهله فتوفي في 10 ربيع الثاني 1303ه بعد وصوله إلى مصر بأيام قلائل ودفن في باب الوزير.
السيد بكري بن جعفر :
هو بكري بن جعفر بن محمد عثمان الختم ، وهو ابن عم محمد عثمان الأقرب تزوج من السيدة فاطمة بنت السيد الحسن أبو جلابية ولم ينجب منها وأنجب من غيرها جعفر والد كل من بكري ومحمد عثمان (والد محمد سر الختم وهاشم ومريم "باقدبسيت "). أما بكري بن جعفر بن السيد بكري فقد أنجب عبدالله وإبراهيم ) أيضاً انجب السيد جعفر بن السيد بكري فاطمة زوجة السيد على الميرغني من السيدة زينب بنت السيد محمد عثمان تاج السر). كما أنجب السيد بكري الحسن الذي تزوج من نور بنت السيد محمد عثمان الأقرب . أيضا أنجب بكري عائشه التي تزوجها أحمد بن السيد محمد عثمان الأقرب وشقيق السيد علي الميرغني .
و بعد قرار محمد عثمان الأقرب الانسحاب من كسلا مع اغلبيه أنصاره ، كان لابد للسيد بكري أن يتولى أمر مقاومة المهدية ، وخاصة أنه كان معارضاً لرأي السيد محمد عثمان الميرغني بالانسحاب .
وأول ما بدأ به السيد بكرى لمقاومة قوات المهدية هو العمل على حماية الختمية ببناء سور. فجمع الأهالي وفرض على كل جماعه مسافة معينه . فعمل الجميع ليلا ونهارا في بناء السور إلى أن تم السور بارتفاع خمسة أمتار من الناحية الغربية للختمية .
أما مدير كسلا أحمد عفت فقد أمد السيد البكري بألف بندقية وساعده مساعده فعاله في تحصينات الختمية . وفي هذا الأثناء عمل قواد الأنصار على أضعاف القبائل الموالية للختمية بمهاجمتها وتفتيت قوتها .
في 30 يوليو 1884م التقى جيش السيد بكرى مع جيش الأمير مصطفى هدل في (سدينه) غرب القاش في معركة حاميه كانت الغلبة فيها لجيش السيد بكري جمع الأمير مصطفى هدل جيشه وكر عائدا للحرب مرة أخرى فقابله جيش الحكومة وفرسان السيد بكرى وهزموه وتتبعوا جيش الأنصار إلى قلوسيت.
ولما تكررت هزائم جيوش الأنصار، عمدت إلى الانتقام من المواليين للمراغنة فضربت قبيلتي الملهيتكناب والسبدرات المواليتين للختمية وسحقتهما انتقاما لهزائمها من جيوش السيد بكرى والحكومة .
رابط السيد بكرى الميرغني في أسوار الختمية وأمده المدير ب200 جهادى و300 باشبوزق واستطاع رد هجوم باشريك السمرايدوابى عن أسوار الختميه.

عمر بن عبد العزيز السقادي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس