عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 10:07 PM   #2
عمر بن عبد العزيز السقادي

الصورة الرمزية عمر بن عبد العزيز السقادي



عمر بن عبد العزيز السقادي is on a distinguished road

افتراضي رد: السادة المراغنة عبر التاريخ


حضر الأستاذ الختم إلى التاكا قادما من الأبيض بغرب السودان وكان قد مر على المتمة وشندي والدامر وقوز رجب في طريقه الى الحجاز ، وقد صحبه عدد من الخلفاء في رحلته وعند وصوله رحب به الشيخ يعقوب أيما ترحيب ثم أخذ عنه الطريقة الإدريسية بالطريقة التي ذكرناها سابقا فصار خليفة له ولقب بالخليفة يعقوب.
اجتمع الخليفة يعقوب بالحلنقة وحدثهم في أمر احتضان السيد والتمكين له في العيش بينهم واستقطاعه أرضهم في سفح جبل التاكا. اتفق الحلنقة وشيخهم على ذلك فعمر الأستاذ الختم مسجده والذي لا تزال آثاره بجوار مسجد السيد جعفر بالختمية في مدينة كسلا وكان ذلك عام 1822م. ومن ثم تحلق الناس حول مسجد السيد الختم فكانت القرية العامرة والتي سماها بالسنية ومن ثم عرفت فيما بعد بحي الختمية بعد أن أصبحت جزء من مدينة كسلا.
ثم تابع الختم رحلته إلى الحجاز عبر مصوع التي ويبدو انه مكث فيها بعض الوقت، إذ نجده يشير في كتابه (الهبات المقتبسة) فقال0( ) ( وأما إقليم السودان والحبشة من كان منهم من ديار الإسلامية فلله كمال المنة ، فإنهم قد خلص سلوكهم لطريقتنا.إلى أن يقول ولم أعلم في وقت تأليفي لهذه الرسالة أن فيها من المشهورين أحدا متمكنا في التربية سوى أثنين ، فواحد في الحبشة دنا من هذا المنزل أسمه عبد القادر، وقد أخذ عنا ليكمل، وواحد في إقليم السودان من آل المرحي يسمى الطيب) ( ) .
و يرجع الختم إلى التاكا مرة أخرى ليتخذ منها قاعدة لبث تعاليمه التي عمت أغلب أجزاء شر ق السودان بسرعة ، وذلك لمسارعة الشخصيات الدينية الكبيرة مثل يعقوب بن مالك الحلنقي حفيد عبدالله على الحلنقي القادري والشيخ علي الفايداوي والشيخ محمد ود علي نافعوتاي وارث جده الشريف حامد نافعوتاي والنقي والنائب أحفاد عبدالدايم من الشيخاب وهم قضاة قبائل الهدندوة ومحمد كيلاي وود طه من سبدرات وغيرهم من الشخصيات القبلية والدينية .
تحرك الأستاذ الختم من كسلا إلى سواكن التي وصلها في العام 1833م ونزل في ضيافة السادة الأشراف القولاب الأرتيقه. أكرم السادة القولاب السيد محمد عثمان الميرغني وبدأ دعوته من خلال مسجد القولاب الذي سمي فيما بعد زاوية الأنوار وهو اسم أطلقه على المسجد السيد محمد عثمان الميرغني الختم.
رغم الحذر الذي قوبل به في سواكن فقد استطاع الختم كسب الشباب في ذلك الوقت وعلى رأسهم الخليفة الصافي وعبدالله والصفوه والصادق من الأشراف الغمريين "الأرتيقه".
سافر الميرغني من سواكن إلى الحجاز. بعد أن استطاع تثبيت دعائم دعوته على حساب القادرية التي عاشت في منطقة الشرق قبل الختمية حوالي(200) مائتاعام من الزمان والمجذوبية التي أسسها المجذوب ونشرها بين أهل سواكن.
وصل الميرغني إلى صبيا ولازم شيخه أحمد بن إدريس إلى وفاته في 21 رجب 1253ه .
بعد وفاة شيخه الإدريسي رجع الميرغني إلى مكة المكرمة وأسس طريقته الختمية وأنشأ زاويته في دير الخيزران بمكة المكرمة ثم نشر طريقته في الحجاز وأرسل أبنه محمد سرالختم إلى اليمن وحضرموت وابنه محمد الحسن إلى السودان الذي نشر الطريقة الختمية في مناطق السودان المختلفة.
أثار نجاح محمد عثمان الميرغني معارضيه في مكة المكرمة فاضطره إلى مغادرتها إلى الطائف حيث استقر بها إلى وفاته في يوم الأحد 22 شوال في عام 1268 ه 1853 م بعد أن اعتزل الناس ودفن بالمعلا بمكة المكرمة، وخلفه ابنه الأكبر محمد سر الختم على مشيخة الطريقة الختمية إلى أن توفي في عام 1280ه.
ذريته : أنجب محمد عثمان الختم ستة أبناء هم :
محمد سرالختم (1230 – 1280ه)ولد بمكة المكرمة .وأنجب 1)
ثلاث أبناء محمد سر الختم الأصغر المتوفى بمصر والد كل من (أبي بكر المتوفي يوم الأربعاء 22 رجب 1372ه وإسماعيل الذي توفى في شوال 1373 بمصر . وأعقب إسماعيل ثلاث أبناء هم تاج السر ومحمد سر الختم وعبدالله المحجوب ) ، وثاني أبناء محمد سرالختم هو المحجوب الذي أنجب إبراهيم ومحمد الحسن وفاطمة زوجة السيد على الميرغني الأولى التي توفيت في شهر صفر من العام 1370ه) وقد ولد المحجوب في عام 1825 وتوفي في 1912 ودفن في حلة خوجلي أما ثالث أبناء محمد سر الختم هو السيد محمد عثمان تاج السر أبوزينب) الذي ولد في عام1849 وتوفي في 1903 ودفن في مدينة سواكن.
عبدالله المحجوب الباب (1237،1251ه ) توفي شابا في حياة والده 2)
محمد الحسن ابو جلابية (1235 – 1286ه) أنجب ثلاث أبناء وثلاث بنات 3)
توفي ولد وبنت في صغرهم ودفنا في الجويرغرب المتمة أما الولدان الآخران فهما محمد عثمان وأحمد والبنتان هما نفيسة وفاطمة (محمد عثمان الأقرب والد كل من على الميرغني وأحمد ونفيسة وفاطمة المشهورة بنور) أنجب السيد على الميرغني محمد عثمان وأحمد ونفيسه . أما أحمد بن محمد عثمان الأقرب فقد توفى يوم 15 رمضان 1346ه الموافق 1928م وأنجب من الذرية محمد عثمان ( والد كل من الدكتور أحمد ومحمد الأمين) ومحمد الحسن وفاطمة. أما السيد أحمد بن السيد الحسن أبوجلابية فقد توفى ولم ينجب ودفن بكسلا
جعفر (1822- 1860م) الذي أنجب (السيد بكري صاحب الوقائع المشهورة مع قوات المهدية ، وهو والد السيد جعفر الذي تزوج نفيسة شقية السيد على الميرغني . كما أنجب السيد بكري الحسن الذي تزوج من السيدة نور شقيقة نفيسة زوجة أخيه جعفر . وقد توفي السيد الحسن بن بكري في 3ذي الحجة من عام 1372ه بكسلا. أيضا أنجب السيد بكري السيدة عائشه التي تزوجها السيد أحمد بن محمد عثمان الأقرب، وتوفيت في حياته 4)

هاشم الميرغني ( 1849 – 1901م) عند وفاة السيد هاشم أختلف خلفاؤه في مكان دفنه إذ أن هناك من يرى دفنه في حرقيقوا وآخرين 5)
يرون دفنه في مصوع فحسمت الصراع ابنته علوية (1310 – 1360ه) وأمرت بدفنه في مصوع . ووالدة الشريفة علوية هي بنت الشريف محمد بيض حفيد الشريف يونس بن الشريف محمد الحسيني . كما أنجب السيد هاشم الشريفة مريم ووالدتها فاطمة بنت أحمد عاولى الأرتيقي .
إبراهيم أقام بسنكات وتوفي بها ودفن هناك . 6)
المرغنة والطريقة الختمية في شرق السودان
السيد الحسن أبوجلابية نور
أمه هي رقية بنت الشيخ جلاب وهي فونجاوية النسب من ناحية والدها . وعباسية الحسب من والدتها. وهي بنت أخت الفقيه الحافظ / محمود بادي خليفة الميرغني بالأبيض ( ) . وقد وضعت رقية ابنها السيد الحسن عام 1235ه / 1819م بعد أن غادر والده الختم بارا وبلغه نبأ ولادته وهو في شندي . وعند بلوغ السيد الحسن الثالثة من عمره أي في عام 1238ه أخذته والدته وخاله الحاج ادريس جلاب إلى مكة المكرمة بطريق دنقلا فوصلا إلى مكة المكرمة حيث وجدا هناك الشريف أحمد بن إدريس و أقاما في ضيافته عدة شهور وذلك لغياب والده الأستاذ الختم بمصوع .. ثم توجهوا إلى مصوع للحاق بالأستاذ الختم فأقاموا معه عدة شهور . ومن ثم رجع السيد الحسن مع خاله ووالدته إلى بارا حيث مكث هناك إلى أن بلغ الرابعة عشر من عمره . بعدها توجه به خاله ووالدته إلى مكة المكرمة عن طريق سواكن حيث مكث مع والده الأستاذ الختم ورجع خاله إلى بارا ( )
نشأ السيد الحسن وترعرع في مكة المكرمة ، حيث تلقى العلم تحت إشراف والده وتفقه في العلوم الشرعية. وكان قد درس بمسجد السيد عبدالله بن العباس ثم انتقل إلى مكة المكرمة ومنها إلى المدينة المنورة ثم رجع إلى مكة المكرمة على أثر توجيهات والده ومنها عاد إلى السودان عن طريق سواكن مع والده ومكثا في سواكن ثلاث أشهر وبعدها توجه السيد الحسن إلى كسلا ، فخرج معه والده الختم إلى أن أوصله إلى سنكات ، فواصل السيد الحسن رحلته إلى كسلا ، ورجع الأستاذ الختم إلى سواكن ومكث بها ثلاثة أشهر ومنها إلى مكة المكرمة .
وصل السيد الحسن إلى كسلا ، وعمل على نشر طريقة والده (الختمية) واتخذ من كسلا عاصمة له واستقر في قرية السنية والتي أنشأها والده (قرية الختمية فيما بعد) تزوج السيد الحسن من فاطمة بنت العجب بن الأمين بن طه بن الشيخ خوجلي وأمها بنت المنى بنت نور الدين بن الأمين بن الشيخ خوجلي. فولدت له محمد عثمان الأقرب وإبراهيم وأحمد الذي توفي في الثلاثين من عمره ودفن بجوار والده في الختمية بكسلا. كما تزوج بنت النصيح وأنجب منها عدة بنات. ومن بنات السيد الحسن نفيسة التي تزوجها عبدالله المحجوب بن محمد سر الختم (وأنجب منها ولد وبنتاً) وفاطمة التي تزوجها بن عمها السيد بكري بن جعفر وانجب منها بنت.
عمل السيد الحسن على نشر طريقة والده (الختم) فقام بالإرشاد بين القبائل المختلفة في مناطق شرق السودان المعروف في ذلك الوقت والتي كانت تبدأ حدودها من مصوع وجميع مناطق إرتريا الحالية بالإضافة إلى مناطق شرق السودان المعروف حاليا. عمرت الخلاوى والمساجد على طول المنطقة وعرضها فكانت خلاوى آل شكور وآل الصافي الحلنقيين في كسلا وخلوة (إمسقد ابرى) وروافدها بالملهيتكناب وخلوة الخليفة حاج حمد ورافدها في ألقدين ، وخلوة الخليفة محمد مدني في عاد فقه (آل فقيه) ، وخلاوى سبدرات العديدة ، وخلوة الخليفة رحمه التي تولاها بعدة ابنه الخليفة محمد دين بالحاجز ، وخلوة الخليفة القرشي بحلة القرشي وخلوة الخليفة طه النور في ريره ، وخلوة الخليفة العقلى بالكردايس وخلاوي الشاوراب والأشراف والركابية بمنطقة القضارف و خلاوى الأشراف بخور بركة.
عمل السيد الحسن بجد ومثابرة واستطاع أن ينشر الإسلام وسط كثير من القبائل الوثنية في منطقة البازا والبازين والباريا واتخذ من سبدرات نقطه ينطلق بها إلى عمق إرتريا فكان يصطاف فيها كما أنه اتخذ مدينة قوز رجب نقطه أخرى ينطلق منها إلى داخل السودان فكانت أيضا مصيفا له.
وفاته : توفى السيد الحسن في صبيحة يوم 17 شعبان سنة 1286ه في ضاحية سبدرات بعد سنوات حافلة بالمجاهدة في نشر تعاليم الإسلام . وحمل جثمانه إلى كسلا حيث دفن هناك وافتقد الناس بفقده موجهاً رائداً. وعاشت مدينة كسلا عاما كاملا تستقبل وفود المعزين التي كانت تتوافد إليها من كل حدب وصوب.
أثر وفاة السيد الحسن خلفه أبنه محمد عثمان (الأقرب) على مشيخة الطريقة في السودان وفي عهده استطاعت الطريقة الختمية أن تبسط نفوذها الروحي على طول المنطقة وعرضها فكان ثقل نفوذهم يقع في قبائل التاكا كالحلنقة والملهيتكناب والسيقولاب وبعض أجزاء من هدندوة القاش كفروع الويلألياب والشيخاب والشرعاب . وكذلك في كافة قبائل شرق كسلا وإقليم إرتريا كالبني عامر وسبدرات وألقدين والباريا والماريا ومختلف فروع قبيلة الحباب الكبيرة . بما في ذلك بيوت الدين مثل (عاد شيخ فايد وعاد شيخ حامد وغيرها).وكذلك كان نفوذها كبيراً في الجزء الأكبر من قبائل غرب نهر عطبرة كالشكرية والبوادرة والضباينه واللحويين والكمالاب والحمران وغيرها . وأيضا في مجموعة كبيرة من مجموعة قبائل سواكن كالأرتيقه والأشراف وسكان ضواحي سواكن كبعض الهدندوة والأمرأر والبشاريين .
كما كانت هناك ثلاث قبائل أخرى ذات شأن في المنطقة هي قبائل الباريا والإيليت البازا 0 وكانت ثلاثتها قبائل وثنية متجانسة في سلالاتها وصلاتها ، إلا أن اثنتين من القبائل الثلاثة أسلمتا بالتدرج على أيدي السادة المراغنة وبعض خلفائهم وهما قبيلتا الباريا والإيليت ، أما ثالثتهم (البازا) فلا زالت الوثنية هي الغالبة فيها ، وتقع هذه القبائل الثلاث في المنطقة الجنوبية الغربية من إرتريا ( )
مسجد السيد الحسن :
أصبحت الختمية قبلة المريدين من كل صوب وحدب فقد أصبحت عاصمة للطريقة الختمية ليس في السودان فحسب إنما في إرتريا وشمال إثيوبيا . وكان السيد محمد عثمان الأقرب ابن السيد الحسن الميرغني الذي ولد بحلة خوجلي بالخرطوم بحري في يوم الجمعة العاشر من ربيع الثاني عام 1265ه شيخ الطريقة الختمية بعد والده يمثل السلطة الروحية بل كان يمثل السلطة الفعلية الغير متوجه فلا يبرم الناس أمرا إلا بمشورته كما كانوا مع والده ، وكان والده السيد الحسن قد أجازه كتابة ليكون الخليفة من بعد ، وكان ذلك بعد وفاة أخيه أحمد.
اهتم السيد محمد عثمان الأقرب بعمارة الختمية فبدأ ببناء مسجد والده السيد الحسن الميرغني الذي أتم بناءه في 1301ه فكانت تلك التحفة المعمارية البديعة والتي يصفها لنا الأستاذ (محمد الأمين شريف) وصفا دقيقا في كتابه (تاريخ كسلا( )) وقد أفتتح المسجد قبل حوالي عام من وصول الدعوة المهدية إلى كسلا، وكان الاحتفال عظيما أمه آلاف من الناس الذين حضروا من كل صوب وحدب في السودان وإريتريا والحبشة وغيرها وكان المسجد عامرا بالصلاة حتى هدم .
هدم مسجد السيد الحسن:
ما أن عاد الأمير عثمان دقنه من معركة كوفيت التي خسرها حتى تحرك إلى الختمية بجيشه فحطم جامعيها و(ضريح) السيد الحسن تحطيما كاملا ، ثم سلب جنوده ما وقعت عليه أيديهم من الريش والتحف والفرش ، ثم أضرموا النار في المباني فهدم بذلك جامع (الأستاذ) محمد عثمان الختم تماما ولكن بقيت جدران جامع السيد الحسن لصلابة المبنى ثم خرج الأمير دقنه من الختمية بعد أن أخلاها من جميع السكان ، وفرض حظرا شديدا على زيارتها وأصدر مرسوما يعاقب كل من يزور الختمية بسبع وعشرون جلدة ، وبذلك اندثرت معالم تلك التحفة المعمارية الرائعة للختمية

عمر بن عبد العزيز السقادي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس