[وليد قاسم]

تحرك الفكي محمد ود الزاكي , وهو من ذرية الخليفة العراقي المعروف بنوري , من مسقط رأسه مهاجرا في سبيل الله , يلتمس بقعة مناسبة يتخذها مقرا لنشر رسالة القران والعلم والأذكار والأوراد على نهج الطريقة الختمية , فقد كان خليفة من خلفائها , سلكها على يد مولانا السيد الحسن الميرغني قدس الله روحه .
كانت محطته الأولى مدينة أم درمان , غير أن المقام لم يطب له فيها فشد رحاله الى النيل الأبيض حيث قرية حريدانة قرب القطينة , فلم يطب له المقام فيها أيضا .
شد رحاله بعدها الى قرية شات ريفي الدويم فوجدها بلدة عطشى فخرج منها واتجه شمالا الى أن وصل غابة يقال لها دماس على شاطئ النيل الأبيض فنزل قربها ومكث قليلا . خالط بعض القبائل ممن جاوروا المنطقة واشتغلوا بالزراعة أو الرعى فرحبوا به واكرموه هو وتلاميذه وطلبوا منه الاستقرار بينهم ليعلم لهم أبنائهم .

شاور تلاميذه قائلا لهم : المكان يطيب للعبادة والتلاوة والبحر للطهارة فما رأيكم ؟ فوافقوه على ذلك فتمت الاستشارة ولم يبق إلا الاستخارة . فلما استخار رأى في المنام مرشده مولانا السيد الحسن الميرغني يقول له : مكانك . فكان ذلك سبب الاستقرار , نشطوا في قطع الأشجار وتهيئة المكان وأقاموا المسيد والمساكن من القش فكان ذلك أول ما بني فيها في العام 1839 م .