الموضوع
:
حج القلوب بين الشوق إلى اللقاء والتعلق والرجاء
عرض مشاركة واحدة
12-26-2011, 12:43 PM
#
3
علي الشريف احمد
المُشرف العام
رد: حج القلوب بين الشوق إلى اللقاء والتعلق والرجاء
(4)
ولأهل الله تعالى من حج القلوب والأرواح النصيب الأوفر والقدر الأكبر، وربما خرقت العوائد فرآهم الناس، وربما وكل الله تعالى من ملائكته من يحج عنهم، وقد ذكر ذلك في كتب القوم عن كثير من الصالحين، ومن ذلك ما أورده الإمام السيوطي في كتابه (تنوير الحلك في جواز رؤية النبي والملك)، أن بعض تلاميذ الشيخ تاج الدين ابن عطاء رأى الشيخ في الطواف وفي عرفة وسائر المشاهد، فلما رجع إلى القاهرة سأل عن الشيخ فقيل لي: طيب فقلت: هل سافر ؟ قالوا: لا ، فجاء إلى الشيخ فقال له الشيخ: من رأيت؟ فقال: يا سيدي رأيتك، فقال: يا فلان الرجل الكبير يملأ الكون .
وإن قصيدة شيخنا الإمام الرائد رحمه الله تعالى التي سماها (لون من حج القلوب) لتحمل بين طياتها الكثير من الأسرار والأنوار، وذلك أنه حدا به الشوق فسار قلبه مع الركبان، فكان مما قال:
للناس موسم حج واعتمار تُقى
وموسمي كل أدهاري وأعوامي
هم يحرمون لأيام مقدرة
ومحرمٌ أنا أوقاتي وأيامي
أصاحب الركب إن حلوا وإن ظعنوا
سيراً بقلبي لا سيراً بأقدامي
أغيب في عَدَد من بعده مدد
مقدس دونه علمي وأعلامي
أطوف بالروح، أو أسعى وأكرع من
أمواه زمزم، شأن الهائم الظامي
وأقبس النار والأنوار عند منىً
وأشهد الغيب في وجدي وتهيامي
وفي ربى عرفات لله معرفتي
بالله في مشهدي نجوى وإلهام
وفي الزيارة للمختار يغمرني
من سره فيض تكريمي وإكرامي
هنا من الغيب شيء لا أبوح به
حقٌ من الحق لا وهم بأوهام
وقد يراني أحبائي هناك وما
فارقت داري بعجزي أو بآثامي
منهم ذهابٌ وعود دائبٌ وأنا
ما بين روضة طه والحطيم مقامي
والروح من عالم الإطلاق أكبر من
حد وقيد وأزمان وأحكام
ولشيخنا الإمام الرائد رحمه الله – أيضاً – قطعة أدبية رائقة حول حال أهل الشوق عنوانها: (ذكروني فذكرت)، ضمنها أبياتاً للإمام السيد إبراهيم الخليل رضي الله عنه، نقتطف منها قول شيخنا الرائد، عليه سحائب الغفران والرضوان:
(... وما يزال يغلبني الحنين، ويغالبني الأنين، ويقهرني البكاء، حتى لكأن الدموع دماء، فأتعزى بقول السيد الوالد رضي الله عنه:
إن قصر المال أو إن قصرت هممي
أحج بالروح حج الناس بالقدم
أطوف بالبيت أو أسعى على ثقة
في مشهد من مجالي الغيب مزدحم
مهيم في أداء النسك مجتهد
تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي
يراني الناس طيفاً ثم بينهمو
على مقامي فلم أحرم من الحرم
ثم ذكروا لي الحبيب المصطفى، ومنازلات أهل الصفا والوفا، والعفو عمن جفا وهفا، ومن كان على شفا، والمدد الممدود بين ما ظهر وما اختفى، والعطاء الموهوب فيما ثبت وما انتفى، فزاد بي الشوق، عن مدى الطوق، وغاب عن التحت والفوق...) إلى آخر ما قال، من كلام أهل الشوق والحال.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد