وهذه القصيدة للشيخ عبدالرحيم البرعي رضي الله عنه وأرضاه للمناسبة وجمال القصيدة وتعابيرها الجميلة ننزلها في هذه المشاركة
لى مهجة فيه نار الحب تشويها ** لهيبها زاد منه الجسم تشويها
وبتّ فى غمرة ارعى الخيال على ** سهو وانى رهين خالد فيها
آه على ساعة مرت علىّ ولم ** اسعد برؤية نور الارض محييها
آه على خطرة فى القلب قد خطرت ** ولم يكن ذكر محبوبى يوافيها
ولو راى حسنه طرفى على قدر ** لتهت فى فرح من حبه تيها
رؤياه فى عالم الرؤيا بها سعدت ** روحى وخير من الدنيا وما فيها
هو الذى رفع المولى مكانته ** فوق العلا هل ترى شيئا يضاهيها
محمد خير خلق الله قاطبة ** به الملائكة المولى يباهيها
وأكرم الرسل كلّا وهو أعظمها ** شأنا ومن حوضه المورود ساقيها
ضاءت بميلاده البطحاء وازدهرت ** به تصابحها البشرى تماسيها
حليمة سعدت حين الرضاع به ** وللسعادة اوقات توافيها
سارت وهى خلف المرضعات على ** عجفاء تمشى رويدا فى تقفيها
فسارعت تتخطّاهنّ سابقة ** أتانها وهى بالفيحاء تطويها
وبوركت برسول الله عيشتها ** وابتلّ يابسها واخضرّ واديها
تعلّقت ان مشى فى البرّ منفردا ** بذيله الوحش كلّ فى مراعيها
والضبّ كلّمه والغيم ظلّله ** والسحب قد هطلت سبعا غواديها
ذو عزّة لم تزل بالله دائمة ** جلّت مكانتها عزّت مراقيها
وقد اتانا بآيات مفصّلة قد ** حارت الفصحا من قومه فيها
لاريب فيها هدى للمؤمنين بها ** لاباطل من جهات الشك يأتيها
انّ القضاء وتدبير الامور بها ** كم وجّهت حائرا لله توجيها
بها النجاة من الاهوال ان تليت ** لعلّة فى صدور الناس تشفيها
وفسّرتها بأمر الله سنته ** وبيّنت لجميع الناس خافيها
ومن حكيم عليم انزلت عجبا ** بذكره نوّهت فى الكون تنويها
سلها ايا ذا النهى عن كل مسألة ** كذاك عن نية فى القلب تنويها
ونبّهتنا على تعزيزه وعلى ** توقيره وعلى التعظيم تنبيها
انّ الذى فرض القران ارسله ** بالحق للامة الوسطى يزكيها
الى النجاة والى التوحيد قائدها ** الى السلام الى الرحمن داعيها
الى التى هى عند الله احسن ** قد اضحى بما جاء فى القرآن يهديها
بالحق والصبر والمعروف يامرها ** عن المناكر والعصيان ناهيها
وقام للملّة السمحاء منتصرا ** والى احبّتها عادى معاديها
ياسيدى يارسول المستعان ** ومن وجوهنا نحوه كلّا نولّيها
انظر لعبد الرحيم البرعى انّ له ** نفسا تتوق الى أعلا امانيها
عليك صلّى اله العرش خالقنا ** يامن اتى رحمة جلّت معانيها
والآل والصحب ما البرعى قال لكم ** لى مهجة فيه نار الحب تشويها