عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2011, 05:19 PM   #17
وليد قاسم

الصورة الرمزية وليد قاسم



وليد قاسم is on a distinguished road

افتراضي رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه


وفاته رضي الله عنه :
لقد ختم شيخنا رضي الله عنه صحيفته البيضاء النقية بعمل صالح وحج مبرور وخرج من الدنيا طاهراً راضياً مرضياً . بعد أن أفني حياته كلها في طاعة الله تعالي والجهاد في سبيله والسعي في صلاح المسلمين بالإرشاد والتعليم والموعظة والنصيحة. ومع هذا فقد أكرمه الله بأن توفاه مهاجراً في سبيله قال تعالي ( ومن يخرج من بيته مهاجراً الي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيما ) وقد كانت وفاته رضي الله عنه في يوم الثلاثاء 8/8/1986م الموافق 14 ذي الحجة 1406م ه بعد أن بلغ من العمر ستا وسبعين عاما .
توفي بجدة بعد الحج مباشرة وهو يتهيا للسفر الي المدينة المنورة التي كنا قد سبقناه اليها , فجاءنا الخبر ونحن في المدينة فتوجهنا من هناك الى جدة نغذ السير ونطوي الأرض طيا حتى وصلنا وتجمع بقية الأخوان ثم اجتمع رأيهم على أن نذهب بالجثمان الى مكة المكرمة ليوارى هناك فتأخرنا في جدة بعض الوقت ثم توجهنا الى مكة فوصلناها في الثلث الأخير من الليل .
وفي مكة ذهبنا إلي المغسلة وكشف عن الجثمان فاذا بجبينه ينضح نوراً ويتلألأ ضياء كأنه نائم لم يمت فغسلناه وكفناه ثم توجهنا إلي الحرم وكان وقت الصلاة ما زال بعيداً فوضعنا الجثمان ساعة كاملة في حجر إسماعيل عليه السلام حتى رفع الأذان وصلينا الفجر ثم صلى الناس عليه صلاة الجنازة في ذلك المقام الطاهر المبارك . صلت عليه الجموع الهائلة من الأخيار والأبرار في بيت الله الحرام . وخرجنا بالنعش على الأقدام حتى وصلنا به إلي مثواه الأخير . فدفن في المعلاة في الأرض المقدسة والحرم الطاهر بجوار أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم والصالحين من هذه الأمة وبجوار شيخه وإمامه العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه حيث حط رحاله عنده وأضجع بجانبه . اللهم ارفع درجته وأعل منزلته وأجزل مثوبته. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده آمين آمين . وأخيرا أقول كما كان يردد :
قف بالحجون سويعة يا حادي وأقر السلام أهيل ذاك الوادي

وليد قاسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس