عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2011, 05:11 PM   #5
وليد قاسم

الصورة الرمزية وليد قاسم



وليد قاسم is on a distinguished road

افتراضي رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه


رحلاته وأسفاره :
بدأ شيخنا رضي الله عنه رحلاته في داخل السودان معلما ومتعلماً ومرشداً وواعظاً فسافر أولاً إلي أهله في منطقة النيل الأبيض لأنهم أولى الناس بالاستفادة منه . فلما قدم عليهم ونزل عندهم لم يكن بالقرية مسجد فشرع لهم في تأسيس المسجد فتعاون الناس معه وشاركوا في بنيانه وتشييده وكان ذلك في 18 صفر 1361ه موافق 11/1/1942م واقيمت فيه الجمعة بتاريخ 23 جمادي الثاني 1361ه ثم تولى الإمامة بعد الفراغ من بناء المسجد فكان يخطب ويصلي بهم وعقد لهم حلقة لتدريس الفقه والفرائض فتعطرت القرية بمجالس العلم ونفض القوم عنهم غبار الجهل وفرحوا بهذا الوافد الكريم والأخ الحميم الذي جاء ليعلهم الخير ويفقههم في الدين .
ولكن علمه أكبر من أن ينحصر في تلك القرية النائية الصغيرة ورسالته أوسع من أن تقتصر على أهله وعشيرته . فأرتحل إلي الغبشة في التاسع من المحرم 1363ه ومكث بها شهراً ونصفاً ثم ارتحل منها إلي الأبيض في 25 صفر 1363ه وقضي بها فترة ثم عاد إلي أمدرمان .
فكانت هذه بداية رحلاته التي استمرت عشرات السنين لم يضع فيها العصا عن عاتقه ولا تضمه بلد حتى يرتحل إلي غيرها وقد تنقل في اغلب مدن السودان ونزل في كثير من قراه يعلم الناس الخير ويمشي بينهم بالنصيحة تارة تجده في أقصي الشمال في دنقلا وديار الشايقية وتارة تجده في مجاهل الجنوب وأدغاله في جوبا وملكال ومرة بالشرق في كسلا وسواكن وأخري في الجزيرة وكوستي والدويم .
وكان في أول أمره بعد تخرجه من المعهد يعملاً خياطاً بالجزيرة في منطقة " ودرعية" ثم اشتغل بالزراعة فترة وزاول أخيراً التجارة ليكتسب رزقه بكد يمينه وعرق جبينه ولا يعتمد على الغير فكان له حانوت يجلب له البضائع ثم يسافر لأداء رسالته العلمية واجتمع برجل من كبار العلماء في " تنوب " فقرأ عليه المختصر للمرة الثانية وطرفاً من ألفية ابن مالك .
وكما ذكرت فإنه كان يتجول في كثير من المدن والقرى ليعلم أهلها أمور الدين وشرائع الإسلام وإذا وجد في أي مكان واحداً من أهل العلم لا يتواني في الأخذ عنه والاستفادة منه فالحكمة ضالة المؤمن والعلم بالتعلم وهو قد خرج ليعلم ويتعلم ويفيد ويستفيد .
ثم انه بعد طواف واسع وجولات طويلة في مدن السودان وبواديه وحصر نشاطه في مناطق معينة وركز علي العمل فيها لانه وجد عند أهلها إقبالاً زائداً ورغبة صادقة علي تعلم العلم وهذه المناطق هي الدويم وكوستي والحاج عبد الله والعاصمة بمدنها الثلاثة الخرطوم وبحري وامدرمان . وكان له إعداداً كبيرة من الطلاب الملتزمين في كل مدينة من هذه المدن استفادوا منه كثيراً وانتفعوا بعلومه ومجالسه العامرة .
وفي خلال رحلاته هذه كان يلتقي بكثير من العلماء والصالحين ومشايخ الصوفية المنتشرين في ربوع السودان الواسع واعيان الناس وخيارهم وتوثقت صلته بهم واستفاد منهم وأفاد وكثرت معارفه بأهل البلاد والمدن التي كان يتردد اليها.

وليد قاسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس