[وليد قاسم]

لقد صحب الخليفة عبد الحميد مولانا الخليفة عبدالهادي مدة طويلة وتربى على يديه تربية صوفية حقيقية , لا يحلو الاستماع اليها الا من صاحبها
وهو من الجيل الأول من تلاميذ الخليفة , بل ممن صحبه من قبل أن يشتهر الخليفة ويعرف
كان يعمل - في فترة من الفترات - باحدى المحاكم في الحصاحيصا ويعود لأهله كل خميس
حكى لى أنه ذات يوم , وكان مسئولا عن توصيل التوريدة المالية الاسبوعية للرئاسة بودمدني ,
حكى انه نسى مبلغ التوريدة البالغ ستون جنيها بالتمام والكمال , نسيه على الطاولة وخرج واستقل القطار الى مدني , ولم يتذكر ذلك حتى بعد ان وصل مدني
وترجل عن القطار .....
ثم وقف يشرب كوبا من الليمون من كشك لرجل هدندوي ختمي تعود ان يشرب عنده كلما وصل المدينة ....
وفي أثناء ذلك ....
سمع صوتا يناديه من خلفه ....
فالتفت فرأى رجلا طويلا , صارم القسمات يخاطبه قائلا .....
انت عبد الحميد بكري ؟
قال : نعم
قال الرجل : دى أمانتك وسلمه نفس المظروف الذي نسيه في مكتبه بالمحكمة في الحصاحيصا !!!!!
يحكي الخليفة عبد الحميد انه لما ذهب مذهولا الى الخليفة عبد الهادي ليحكي له ذلك الموقف , اخذ الخليفة يضحك ويقول له :
انت عاوز كرامة .... أهو جاتك كرامة !!!