الموضوع
:
النفحات المكية واللمحات الحقيقية
عرض مشاركة واحدة
09-29-2011, 12:31 PM
#
2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
رد: النفحات المكية واللمحات الحقيقية
اعلموا معاشر الإخوان السالكين سبيل الرحمن أنه لما هبت نفحات العناية ، لهذا العبد كثير الجناية ، من الصغر قبل البلوغ والتكليف ، علق الله الهمة بطريق أهل الولاية والتصريف ، وذلك مع تحصيل بعض علوم الرسوم، حتى لا يكون في الفؤاد حسرة على ما هو لأهله مقسوم ، فكان أول دال لي على هذه الطريقة الشريف {الشيخ أحمد بناه المكي} رحمة اللطيف ، وكان مستورا فأخذت عنه الطريقة النقشبندية ، وظهرت لي بعض أسرارها العلية ، فحصلت لي رؤية النبي r في بعض عشرة ليالي مناما ، ثم اجتمعت بالعارف بالله العابد سيدي {الشيخ سعيد العامودي} العاكف على الصلاة على النبي المختار لاسيما {بدلائل الخيرات} وكان يقرؤها كل يوم مرارا ، وكانت عليه الأنوار تلوح ، والأسرار منه تفوح ، فأخت عنه الطريقة النقشبندية أيضا واستكملت على يده أنوار وظائفها البهية ، وتنورت بصيرتي ، وكانت تعتريني بعض الأحوال ، غير أنها ليست بذات اتصال ، ورأيت مرة وأنا أراقب كأنه خرج مني نور ملأ الأفق فذكرت ذلك له فقال لي : إن شاء الله مددك يعم ويرقى ، وكثر اجتماعي بالمصطفى r في أكثر الأوقات ، وذلك مناما ليلا ونهارا مع مبشرات ، ثم أخذت عنه الطريقة {الشاذلية} {والقادرية} {والدلائل} {والدور الأعلى} لابن عربي ذي المعارف العلية وحزب الشاذلي الكبير {حزب البر} وغير ذلك مما به البر ، ثم إني رأيت ليلة كأني خارج من بيت لنا كان لنا بباب إبراهيم وكأني طالب الكعبة المعظمة ورأيت النبي r رجعا منها مقبلا لباب إبراهيم ذي الأسرار المفخمة فتلقيته في نصف الممشى المذكور وفي صبح تلك الليلة واجهت في نصف الممشى المذكور رجلا على الصورة التي رأيت فيها المصطفى فقلت : إن ذلك الرجل من أهل الإصطفا فسلمت عليه وتعرفت به فإذا هو من خاصة أولياء ربه وعرف أمري فطلبت منه أورادا وأذكارا فأذن لي في طريقته فهي {النقشبندية} ذات الأسرار ، فصرت اجتمع به في بعض الأوقات ويحصل لي منه إمدادات ، فجئت إليه ليلة فوجدته جالسا أمام مقام الحنفي عند اسطوانة من الأسطوانات الصغار وباح بسر خفي ، فتناول دورقا فيه ماء زمزم فشرب منه وناولنيه فارتويت منه فرأيت في ذلك الحين الأرض وما فيها ، وكشف لي عن الناس وبعض الموتى وما تحتويها ، وامتد معي ذلك الكشف إلى صلاة الصبح وعدت إلى الحجاب فأخبرته به وبالفتح ، ثم صرت أتردد عليه في تلك الأيام فقال لي : إن تتميم أمرك على يد السيد {أحمد ابن إدريس} الإمام ، وكان ذلك ابتداء اجتماعي في تلك الأيام بأستاذنا ذي التقديس مولانا العارف بالله السيد أحمد ابن إدريس وصار على يده ما فتح الله به كما سيأتي عن قريب إن شاء الله تعالى الملك المجيب ثم توجه إلى الهند بعد ذلك هذا السيد المذكور ، اسمه {أحمد بن عبد الكريم} الأزبكي عليه لواء الولاية منشور ، ثم رجع بعض مضي بعض سنين إلى مكة المشرفة ، في العام الذي فتح الله علي فيه بالأسرار والمعرفة ، فكنت إذ ذاك معتكفا في البيت لا أخرج إلا للجمع فيسأل عني فيخبر بأحوالي والسطعة ، فأتى إلي فرأى حالي وما لدي ، ففرح به وما فتح الله علي به وكان هو ممن انتهى في ترقيه إلى كشف السماء الثانية ، فأخبرته بأحواله فوافق وهو عين أحواله العالية ،واجتمعت بالعارف بالله الولي العالم العامل مفتي زبيد الأهدلي سيدي ومولاي السيد {عبد الرحمن بن سليمان} وأخذت منه بعض الأوراد بفضل المنان ، وقال لي أنت وقفت على الطريقة الميرغنية طريقة جدك السيد عبد الله البهية ، وهي جلا البصيرة بكثرة رؤية سيد الوجود ، وحالك كالسراج الخالص لا يحتاج إلى وقود ، ودلني على مرشدي سيدي السيد {أحمد بن إدريس} وقال لي : إنه يحصل لك منه مدد نفيس وكان هذا السيد يعتني بي ويحبني كثيرا ويقول لوالدي ما معناه : أنه يجئ منه خير كثير وجمع بيني وبين أستاذي المذكور وصحبته وفتح الله لي على يده ، عمر الله ضريحه بالنور ، وسيأتي ذلك مبسوطا إن شاء الله تعالى عند ذكر اسمه في السند ومن الله أطلب لي ولجميع أحبابي وأولادي كمال المدد فأقول : أعلم أن طريقتنا هذه مجتمعة من خمس أحرف رمزها {نقش جم} تنقش في الفؤاد التصوف جم، فالنون {نقشبندية}، والقاف {قادرية} والشين {شاذلية} ، والجيم {جنيدية} والميم {ميرغنية} ، وهي محتويه على أسرار هذه الخمسة طرق وبعض أورادها لكن الأكثر هو من {النقشبندية} وإمدادها ، ولهذا اعتمدنا في إجازاتنا على ذكر أسانيدها ، ومع ذلك فلنا في جميع ترتتيبنا إذن من الحضرتين وتلقي من الوجهتين ، ومن أكابر أهل كل طريق أخذناها باطنا وظاهرا أمره ، واستمددنا من أقطابها سره وجهره ، وجعلنا المجموع مسماة بالطريقة الختمية
لأن مشربها من أساسنا الخاص ذي الأسرار المحمدية.
وها نحن نذكر سند السادة (النقشبندية) لأن أساسنا أكثره على مناويلها البهية ، لأن نصف أذكارها بالقلب والنصف باللسان ، وكان الأمر في بعض الأحيان على هذا البيان ، كما سيأتي في ترجمة سيدي بهاء الدين النقشبندي ، ثم بعده صار السلوك على الأذكار القلبية ، فنحن أحببنا إحياء النهجين من جمع بركات الطريقتين السنتين اللتين هما (القادرية) و(الشاذلية) فإن أذكارهما باللسان ، والعمل في كل ذلك على حضور الجنان ،
فأقول:
أولا أخذنا الطريقة (النقشبندية) عن سيدي (أحمد بن محمد بناه) الصائغ وكان مستور الحال من أهل مكة وكانت بصيرته مجلية ، وله رؤى نبوية وأسرار علية.
ثم أخذنا عن العارف بالله سيدي (الشيخ سعيد العمودي المكي) ساكن أبي قبيس ، ولهم به زاوية باسم جدهم لها على التقوى تأسيس ، وكنت أتردد إلي كل يوم صباحا ومساء لحضور المراقبة عنده وحصل لي بذلك ارتقاء ،وكان t يصوم الدهر كصيام سيدنا داود وربما والى الصوم كريم الفروع والجدود ،وكل من الشيخ (أحمد بناه والشيخ سعيد) المذكور ، أخذت الطريقة (النقشبندية) عن الشيخ العارف بالله من هو في السر مغمور ولي الله سيدي (الشيخ عبد القادر الهندي) وكان له في الولاية قدم به إلى الله إلى الله يهدي ، وذكر لي (الشيخ أحمد بناه) أن هذا الولي كان إذا خلت يده من الدنيا يأتي إليه ويأمره بقطعة رصاص فيجعلها في بوطة ويحمي عليها فيها وكان الشيخ (أحمد) صائغ ، قال: فيخرج (الشيخ عبد القادر) من رأسه قرطاسا فيه شيء أبيض فيضعه على ذلك الرصاص بعد ذوبانه فيصبه فيخرج سبيكة من ذهب فيتصرف بها وكان يفعل ذلك مرارا .
وأخذنا الطريقة (النقشبندية) أيضا عن شيخنا العارف بالله سيدي (أحمد بن إدريس) وهو ولد بالمغرب في أواخر القرن الثاني عشر بقرية يقال لها (القارة) من أعمال فاس وهو شريف إدريسي أخذ العلم ببلدة فاس وكان له مهارة في علوم الظاهر أخذها عن جملة علماء منهم سيدي العارف بالله تعالى (سيدي محمد المجيدري) أخذ عنه الطريقة (الشاذلية) و(الحزب السيفي) ، وأخذ (المجيدري) عن قطب الجان سيدي (محمد الغفوي) وهو عن سيدنا (علي بن أبي طالب) كرم الله وجه ، وأخذ الحقير الحزب المكور عن سيدي أحمد وعن الغفوي وعن سيدنا علي ، وأخذت عن السيد أحمد أيضا الطريقة (الشاذلية) وأخذ الطريقة (الشاذلية) سيدي (أحمد) عن شيخ إرشاده وتربيته سيدي (عبد الوهاب التازي) وكان هو غوث وقته ، صحبه سيدي (أحمد) أربع سنوات ففتح الله عليه وألحقه بمن عنده وكان فتح سيدي (السيد أحمد) عام ولادتي ، بل يوم فتحه يوم ولادتي وما توفيه سيدي (عبد الوهاب التازي) إلا وقد صار سيدي أحمد من أهل الأحوال العظيمة لأنه ذكر لي أنه شاهد النبي r يقظة يوم وفات سيدي (عبد الوهاب) ، ثم قال لي : نظرت إلى أكبر من كان من الأولياء في المغرب فكان سيدي (أبو القاسم الوزير) وكان من الأفراد وكان يقول: أنا لا أحس بحركة الكون من عرشه إلى فرشه إلا كحركة البعوضة ، وذلك لغيبته في الله وكان صحبة (سيدي أحمد) له أربع سنوات ، قال: كنت أتردد عليه كل يوم صباحا ومساء في المدة المذكورة ، أجلس عند باب داره فإن خرج إلينا يخبرنا بما لاح في ضميرنا أو دخل إنسان إليه فيخبره بما لاح في ضميره وسره ونحن في مكاننا ، أو خرج أحد من عنده فرآنا فعاد يخبره فيخرج إلينا ويتكلم معنا في بعض أسرار القوم ومقاما تهم ، وإن لم يخرج إلينا عدنا إلي مكاننا ويقول: المعاملة مع الله تعالى ، فأنظر إلى حسن هذه الآداب حال القوم مع مشايخهم ، قال (سيدي أحمد) : وكان في يوم من أيام اجتماعي بالشيخ المذكور أن قال لي يا أحمد كان لي صاحب من الأبدال من السودان فجاءني ليلة بالخطوة فقال : أخرج معي خارج البلد فخرجت معه فقال لي : أجلس هنا وذهب وغاب عني إلى آخر الليل وقال لي : يا فلان إنه سيظهر هنا قريبا رجل اسمه أحمد بن إدريس طالب علم ، وأنا ألقي إليك علوما فأخبره بها إذا جاءك ، قال (سيدي أحمد) : لما أخبرني قلت له هل تأذن لي أن أخبركم بذلك قبل أن تكلمني ؟ قال : أذنت لك ، قال (سيدي أحمد) فقلت له كذا وكذا إلى آخر تلك الأسرار فقال لي : هي ما تركت منها شيء ثم توجه (سيدي أحمد) إلى الحجاز وجاور بمكة مدة سنوات من عام إحدى عشر إلى عام ثمانية وعشرين من القرن الثاني عشر وفي هذه المدة صحبته وفتح الله علي ، ثم توجه إلى الصعيد من إقليم مصر ، وأقام بها نحو ست سنوات أو سبعا بقرية يقال لها (الزينية) ثم عاد إلى مكة وأقام بها إلى عام ثلاث وأربعين ثم توجه إلى اليمن وأقام بها عشر سنوات ، وتوفي بقرية يقال لها (صبية) عام ثلاث وخمسين ليلة السبت الثاني والعشرون من شهر رجب ، وتولى الغوثية وفي رأسها مات ، وكان أوحد وقته علما وحالا ولم أرى في وقتي مثله مع أني رأيت جملة أغواث أقطاب ، منهم سيدي (عبد الله القندقلي) ،وسيدي (أحمد أبو الربيع) ، وسيدي (محمد جامع) وآخر (وسيدي عبد الله) المتولي الآن ، فما رأيت في هؤلاء مثله أحد في المعرفة ولا في سعة الحال وصون الوقت وعلو الهمة ، ولا في غيرهم من كبار الأفراد الذين رأيتهم ولقد رأيتهم في أواخر مدة إقامته بمكة يوما جالسا بجانب باب الباسطية من المسجد الحرام ، ونظرت في عظم حاله والأنوار التي كانت عليه فكنت أرى أنه يخرج من لحيته الكريمة نور لو سرى نور شعرة منها في الدنيا لصار أهلها من الأولياء ، غير أن في آخر المدة كثر عليه اجتماع السفهاء من لا خلاق لهم فمنعهم مدده ، وخرج إليه جماعة من السودان وادعوا أنهم من أتباعه ونسبوا أنفسهم إليه ،ومنهم من كان من أصحابنا فسلبوا وصاروا خالين من أحوال طريق أهل الله ويتظاهرون للناس بأنهم من أتباعه وهو في الحقيقة برئ منهم ، ثم اجتمعوا على بعض من قد اجتمع بالأستاذ وحصل مدد ضعيف فخالطوه وخلطوا وخربطوا ، والرجل المذكور له معرفة بعلم الأسماء والاستخدامات الروحانية والجان وهذا أظنه جل رأس ماله وجل ما وجد من (سيدي أحمد) بعض أسرار هذه الأسماء فصارت همتهم كلها في ذلك ويتلمسون بالطريقة ولم يشموا رائحتها الحقيقية ، حفظني الله وأولادي وإخواني وأحبابي ومحبي من ذلك بجاه مصطفاه ، وثبتنا على الطريق المستقيم حتى نلقاه ، ثم المنة لله ورسوله أن جل وراثة الأستاذ سيدي (السيد أحمد بن إدريس) عندي وكنت أفهم منه ذلك لأنه كان يقول: أيام فتحي أيام ولادتك ، وأول ما فتح الله علي رأيتك وقيل لي: إن هذا خليفتك ووارثك ونحو ذلك فالحمد لله وأرجوا أن الله يعطي بعض ذريته بعض الأحوال على يدنا ، وهذا بحسب ما كنت أفهمه منه ،
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد