للاتحاديين رأي في المشاركة!
أردت أن أجعل عنوان هذه المادة «لبعض الاتحاديين رأي في المشاركة»، لكنني تأكدت من أن كلمة (بعض) ستغضب ال(بعض)، مثلما إطلاق اسم وصفة الاتحاديين -هكذا دون تخصيص- ستغضب ال(بعض) الآخر، ونحسب أنهم الآن (بعضان).. (بعض) مع المشاركة في الحكومة العريضة و(بعض) ضدها، ومن بين هؤلاء صديقنا الاتحادي الغيور الأستاذ علي نايل محمد، وهو (علم استقلالي) على رأسه نار، يحسب كثير من الاتحاديين لرأيه ألف حساب، والرابط بيننا وبينه قوي، وإن كان قد اتهمنا في محادثة هاتفية سابقة بممالاة بعض الذين شقوا عصا الطاعة الحزبية، وقال لي إن عدداً من الاتحاديين يقولون إن «آخر لحظة» تساند الخط المتمرد مع الدكتور «فلان».. وقد سّمى الرجل بالاسم، فقلت له إن الاتهام يطالنا من الجانبين بأننا نمالي «زيداً» أو نحابي «عمرواً» لما يربطنا به من علاقة، لكن الحراك الاتحادي هو الذي يدفع بالصحف لإبرازه، وهو حراك يهم الجميع من سياسيين أو صحفيين وكتاب أو قيادات مجتمعية.
اليوم نفرد مساحة هذه الزاوية -أو ما تبقى منها- لما كتبه أستاذنا علي نايل ونفتح الباب للمداخلات.
من علي نايل: أي أخبار جيدة؟
الأستاذ مصطفى أبو العزائم
تحية إجلال وتقدير..
أقول لك بصدق قد دهشتُ عندما قرأت «أخبار جيدة مع نهاية الأسبوع» -ومن ضمن الأخبار الجيدة في نهاية عمودك- الخبر الذي جاء عبر تصريح الدكتور أبو الحسن فرح عضو هيئة القيادة وقوله بأن حزبه يواجه ضغوطاً دولية وداخلية للمشاركة في الحكومة -وجاء حديثك بأنك تتمنى أن تثمر هذه الضغوط- وان يستجيب مولانا محمد عثمان الميرغني لذلك، لتعبر بلادنا مهاوي ومنزلقات ما يريده البعض من الذين لا يريدون لنا الاستقرار والأمن والسلام.
وأقول للأستاذ أبو العزائم يجب أن تعلم تماماً بأن أهل القبيلة الاتحادية يريدون لهذا الوطن الاستقرار والسلام، وسيكون جهدهم المخلص مع هذا النظام أو غيره لتحقيق هذه الأمنية.. ومولانا الميرغني قد أكد وفي كثير من المواقف بأنه يعمل من أجل استقرار السودان وسلامه، وهذا موقف ثابت ولا رجوع عنه، ولكن ما علاقة هذ بالضغوط من أجل المشاركة ولماذا نشارك في نظام يرى أنه صاحب الحق أكثر من غيره في حكم السودان؟ ثم ما هي المصلحة للحزب الاتحادي ليستجيب للضغوط ويشارك مكرهاً في حكومة أو في نظام أوقع البلاد في ورطة ستقوده إلى حروب، وقادته فعلاً إلى أزمة اقتصادية طاحنة نراها ستقودنا إلى مجاعة.. لماذا تريد يا أستاذ أبو العزائم أن يشارك الحزب الاتحادي الديمقراطي في حكومة كل قاعدته ترفضها؟! إنها الحقيقة لا أحد يرغب في المشاركة، لأن المشاركة وإن حدثت ستكون صورية لن يستفيد منها الحزب الاتحادي ولا جماهيره.. وإن من ينادون بالمشاركة من الاتحاديين فهم يبحثون عن مناصب لأنفسهم ولا يهمهم ما تجره هذه المشاركة للحزب، لأننا سنجد أنفسنا مشاركين في تحمل مأساة، بل جريمة ارتكبتها هذه الحكومة في حق الشعب السوداني بموافقتها على اتفاقية حققت الانفصال دون معالجة مسبقة لعدة مشاكل كان من الضروري حسمها منذ البداية من خلال هذه الاتفاقية، مثل مشكلة النيل الأزرق وجنوب كردفان.. وما كان من الواجب إتاحة هذا الحق للحركة.
إننا نريد أن نقول إن أهل القبيلة الاتحادية ورئيسهم مولانا الميرغني هم أكثر حرصاً على هذا السودان- إذا حكموه هم أو أي سوداني آخر- فهم لن يقبلوا لهذا السودان أن يتعرض لأي مشكلة من التي يتمناها له الأعداء. وهذا النظام إن كنا في داخله مشاركين أو في خارجه.. فنحن وفي هذه الظروف الراهنة قطعاً سوف نقف ضد كل ما يهدد هذا السودان.. وسنقف في خندق واحد مع هذا النظام ضد أعداء السودان، ولكننا لا نريد ولا نرغب في المشاركة في حكومة- وهذا رأي شخصي ولكني على ثقة بأنه رأي كل الاتحاديين إلا القلة من أصحاب المصالح الخاصة.
وفي النهاية فإني احترم وجهة نظر الأستاذ أبو العزائم، وإني أطالبه أن يكتب بتوسع ليقنعني لماذا هو يريدني أن أشارك في حكومة وفي هذه الظروف التي تعيشها حكومة الإنقاذ.. وما هي المصلحة التي ستتحقق من مشاركة الحزب الاتحادي، وما هي الأضرار من عدم المشاركة.. كما أني أسأل الأستاذ أبو العزائم: ولماذا يستجيب الحزب الاتحادي للضغوط، ومن أجل من، وخوفاً من ماذا؟ والحزب يملك قراره ولا يستجيب للضغوط..!.. ودمتم في رعاية الله.
علي نايل محمد نايل