عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2011, 04:31 PM   #3
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: مقالات قديمة نعيد نشرها (3)


بسم الله الرحمن الرحيم


الى حضرة المحترم الأستاذ/ الحاج وراق

تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,
تذكرت وأنا أقرأ زاويتكم (مسارب الضى) تحت عنوان : " مظاهروا الموساد ينزعجوا , ..... تذكرت : " الرسالة القيمة التى أرسلها الدكتور إحسان حقي معلقا وناقدا لكتاب صديقه الدكتور عبد الله التل: ( جذور البلاء ) وقد نشرت هذه الرسالة مع جملة تعليقات أخرى في الصفحة الأخيرة للكتاب الثاني للمؤلف الصادر تحت اسم: ( الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام ) وإني إذ انقل هذه الرسالة كاملة أرجو الاطلاع عليها مع رجاء نشرها لتعميم الفائدة:-
يقول الكاتب:-
" وكأني بكم وأنتم تظهرون مساوئ اليهود واليهودية تريدون أن تستنتجوا أن بلاء المسلمين من اليهود , وهذا ما لا أوافق عليه وإذا جاز لي التشبيه أقول:
" إن اليهود مثل إبليس, أمة شريرة بعقيدتها, شريرة بأخلاقها , شريرة بمجتمعها,, شريرة بتفكيرها , شريرة بمكرها..........ولكن هل هذا السبب فيما نحن فيه ؟؟؟ "............. هل كون اليهودي شريرا يستلزم أن يكون المسلم أو غير المسلم غارقا في البلاهة والسفاهة والحماقة والجهل ؟؟ هل كون اليهودي شريرا يقضى علينا نحن المسلمين أن نكون أغبياء ننقاد الى حتفنا كما يقاد الثور الى الذبح ؟؟ .... إننا لا نستطيع أن نطلب من اليهودي أن يكون غير يهودي , كما إننا لا نستطيع ان نطلب من الذئب ان يكون حملا ومن الضبع ان يكون غزالا ولا ان نلوم الحية لأنها تلدغ او العقرب لانها تلسع بل علينا ان نعرف طبيعة الأشياء من حولنا والمخلوقات ونتجنب الخبيث منها , ...........هل كون اليهود أشرارا يمنعنا من ان نتكتل لنحمي أنفسنا من شرورهم ؟ هل كون اليهود أشرارا يحول بيننا وبين أنفسنا ان نكون شعبا متماسكا او آمة متراصة ؟ هل كون اليهود اشرارا يقضي علينا ان نكون عميا فلا نري الامور علي وجهها ؟ هل كون اليهود أشرارا يحتم علينا ان نصم آذاننا عن قول الحق ؟ هل كون اليهود أشرارا يعيقنا عن ان نكون منظمين او يمنعنا من النهوض؟ .........اني لا اعتقد هذا قط ، ولا اسلم بان بضعة ملايين من الاشرار يستطيعون ان يؤثروا في توجيه مئات الملايين : " اذا كانوا صالحين " ....... اللهم الا ان تكون هذه الملايين لا تصلح الا للخضوع والخنوع وهذا ليس بشان المسلم .
لقد أحسنتم أيها الأخ في تبيان هذه الحقائق وجزاكم الله عن الأدب والعلم خيرا ولكن إظهار هذه الحقائق لايعني المسلم اكثر من معرفته بان الذئب شرس والأسد يفترس والعقرب حشرة سامه وكما ان هذه المخلوقات لا تضر الا من لم يحترس منها فان اليهودية لا تضرنا ايضا لو كنا مسلمين حقا : " فجذور بلائنا في انفسنا وفي أعمالنا وفي تفكيرنا . "
ان جذور بلائنا كامنة في : " إهمالنا امور ديننا ، في جهلنا ، في غباوتنا ، في عدم تنظيمنا ، في اتكاليتنا الكاذبة ، في حماقتنا ، في غرورنا ، في جهلنا وجهل الذين نصبوا أنفسهم لقيادتنا ......... لقد وضع اليهود لانفسهم برنامج عمل للنهوض يرجع تاريخه الي مئات السنين اذا لم اقل الاف السنين واخذوا يحققونه خطوه بعد خطوه حتي خلقوا من هذا الشعب الحقير الذليل المجرم مايرهب العالم ، فماذا فعلنا نحن ؟ .....قد يقول الحمقي : " ان اليهود يسيطرون علي صحافة العالم ووكالات انباء العالم ودور نشر العالم ومصارف العالم ووسائل الدعاية العالمية ......الخ الخ "............. ولذا فانهم يستطيعون ان يقرروا وان ينفذوا.
وأنا اقول : قد يكون كل هذا صحيحا او اكثره صحيحا، ولكن لماذا انتم ، ايها المسلمون ، لا تكونون المسيطرون علي كل هذا وعلي اكثر منه ؟ هل ينقصكم المال وانتم اغني اهل الارض ؟ هل ينقصكم العدد وانتم تملاون الكون ؟ هل تنقصكم الخبرة وفيكم كثير من العلماء المرموقين الذين تستعين بخبراتهم منظمات الامم المتحدة ؟ هل ينقصكم الدليل وعندكم كتاب الله الذي رفع آباءكم الاولين بما يشبه الاعجاز ؟ ..... " فهل يلام اليهودعلي تأخر المسلمين أم يلام المسلمون أنفسهم الذين لم يعودوا مسلمين الا اسما ؟ ".........
ارني ، يا أخي ، هرتزلا في المسلمين المتأخرين وإذا وجد ارني نجاح رسالته ؟ ارني وزيرا مثل موشي ديان يحرز هذا النصر العظيم ثم يظل جنديا يأتمر بأوامر حكومته ؟ ارني زعيما مثل بن غوريون يترك الوزارة لكي يذهب الي الكيبوتز ليعيش مثل أي فرد من أفراد الشعب . هولاء الذين اقتدوا بأعمال مثل أعمال الصحابة - (في التجرد ) – هم الذين غلبونا وليسوا يهود التوراة والتلمود ..
ان المسلمين لم يتأخروا لان اليهود أشرار ، فالسليم لا تضره معاشرة السقيم اذا احترز من المرض، بل تأخروا لانهم نبذوا تعاليم دينهم ، ارني زعيما صادقا في المسلمين يشبه السلف الصالح او جنديا يشبه بن الوليد او حاكما يشبه عمر بن عبد العزيز او قاضيا يشبه عليا . لقد تأخرنا حين انقلبنا علي أعقابنا فالزعيم عندنا يطلب الزعامة لينال بها جاها ، والجندي لا يكاد يبلغ رتبة ملازم حتي يفكر بالانقلاب والحاكم وان شئت فسمه وزيرا لا يترك كرسي الوزارة بعد شهور من جلوسه عليه الا ويكون قبر الفقر وبني القصر ثم اخذ يوزع ألقاب الوطنية والإخلاص علي الناس .
ان مفكرينا يموتون وهم أحياء , ..... وإذا لم يقتلهم العدو تبرعنا نحن وتطوعنا لقتلهم , وإذا ساعد أحدهم الحظ ودون أفكاره في أوراق , مات وماتت أوراقه معه إذ لا يطالعها أحد ، ونحن نسير وراء دجالين كذابين مرائين يعيشون علي أشلائنا , ونحن نرفع لهم المنائر ونعقد علي طاعتهم الخناصر.
إننا ، ايها الأخ الكريم ، في حاله لاتسر صديقا ونحن أموات غير أحياء ، فإذا لم نبعث بعثا جديدا ونخلق خلقا قويما فلن تقوم لنا قائمه ولا يكون هذا ذنب اليهود بل هو ذنبنا . إننا لا نستطيع نطلب من عدونا ان يكون لنا صديقا بل علينا ان نطلب صداقة انفسنا قبل صداقة أعدائنا فنحن أعداء انفسنا .
إننا بحاجة الي النهوض في نطاق برنامج مدروس وبحاجة ان نتعلم معني الفداء الحقيقي : بالمال ، بالروح ، بالمسرات ، بالملذات ، بالكماليات ......... إننا بحاجة ان نتعلم الكرم في الإنفاق سواء ان كنا أغنياء أم فقراء ، ويجب علي أغنيائنا ان يتعلموا متي يجب أن ينفقوا ومتي يجب أن يمسكوا، ليس الكرم والسخاء بالإنفاق علي موائد القمار أو الخمر أو حفلات المجون والخلاعة والفحشاء, بل الكرم كما يفعل ( روتشيلد ) حينما يعطي الملايين لبناء صرح أمته .
إننا اذا بلغنا هذه المرحلة من الوعي والأخلاق لا يقف في وجهنا اليهود ولا غير اليهود ، فكما ان وجود إبليس لم يمنع وجود الصلحاء من الناس فكذلك وجود اليهود لا ينافي نهضة المسلمين .
ان الذي أراه هو ان ينصرف المسلمون الي بيان عورات المسلمين انفسهم قبل ان يشتغلوا بذكر مثالب أعدائهم ، ويجب ان يتعلم المسلمون ان يتحملوا مسئولية أخطائهم وتقاعسهم وتقصيرهم ولا يحملونها علي غيرهم .

(هذا خلاصة ما عّن لي ان أقوله بمناسبة مطالعة موضوعكم عن الموساد ,... انها الرسالة التى أرسلها د. احسان حقى معلقا ومنتقدا فيها كتاب صديقه د. عبدالله التل تحت عنوان : " جذور البلاء " كان ذلك فى 20/2/1971).

ملحوظة: (تم نشرها بجريدة الصحافة العدد 4410 بتاريخ 13/9/2006 )










ملحوظة: ( تم نشر هذه الرسالة بجريدة الصحافة عدد رقم 4410 بتاريخ 13/9/2005 )


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس