08-04-2011, 01:17 PM
|
#2
|
|
رد: مقالات قديمة نعيد نشرها (2)
إلى حضرة الأخ العزيز/ تاج السر مكي
تحية طيبة وبعد,
في عمودك بجريدة الأيام ( أضواء ومفارقات) العدد: 8510 بتاريخ 27/5/2006 تحت عنوان: " انتبهوا أيها السادة " ... تعرضت لأخطر المبادىء التي جرى ويجرى تطبيقها في كافة الأنظمة الشمولية وهو مبدأ: " أهل الثقة ولا أهل الخبرة " ( أي عمليات الطرد والإحلال ثم قصر الدخول في الخدمة العامة على المنتسبين وأصحاب الولاء للحزب الحاكم ) هذا المبدأ الذى يقضى ويوأد تماما مبدأ : " تكافوء الفرص بين أبناء الأمة الواحدة "..... وتحويل هذه الفرص إلى منتسبى الحزب الحاكم, ... وكما يعلم سيادتكم أن كافة الأنظمة الشمولية بدءا من: لينين ومرورا بأتاتورك وصدام حسين......... الخ القائمة........ استندت في دكتاتوريتها وبسط قهرها وتسلطها على شعوبها على ثلاثة دعائم نذكر اثنين منها في هذه العجالة هما: (1) تطبيق: " مبدأ التمكين " وهذا يعنى فيما يعنى: " تحويل مقدرة الأمة لصالح الحزب الحاكم وكوادره بحيث تصبح الدولة بكاملها وكأنها ضيعة تابعة للحزب يتصرف في أموالها وممتلكاتها دون حسيب أو رقيب. " (2) تطبيق المبدأ الذى نحن يصدده وهو: " مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة " ومعلوم أنه بدون تطبيق هذا الأخير لا يمكن تطبيق الأول, إذ كيف يتأتى لحاكم في دولة نظامية تحكمها خدمة مدنية وعسكرية نظيفة و في قمة الفعالية والانضباط, وأجهزة رقابية تستند على قوانين ولوائح تنفيذية صارمة وقضاء مستقل, دون وأد ذلك والقضاء عليه كي تحول هذه الدولة إلى دولة تابعة له أي تصبح أو تحول من : " دولة الوطن إلى دولة الحزب "....... وكما هو معلوم أيضا إن كل هذه الشموليات السابقة كانت تحكم تحت رايات غير إسلامية فجاءت الإنقاذ فألبست هذه المبادىء ثوبا إسلاميا وطبقتها في أبشع صورها...... وهذا ما كان محل دهشة واستغراب لنا جميعا مما دفعني حينها وكنت آنذاك خارج السودان إلى السؤال عن مدى مطابقة هذا العمل مع تعاليم ديننا الحنيف وموجهات الرسالة الخالدة والتي جاءت أصلا لإعطاء النموذج والمثال ألحى والعملي لإبراز وتطبيق: " الحكم الراشد " كما جاء به الوحي الالهى ومن ثم إسعاد البشرية جمعاء,.... فجاءت الإجابة من عدة مصادر أجملها في العبارة الآتية:
" إن الدولة التي تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها وتميز جهة معينة بسبب الانتماء أو أي سبب آخر وذلك بإعطائهم الأفضلية في الدخول للخدمة العامة من مدنية وعسكرية وتميز محسوبيها عن غيرهم في مجال العطاءات والمقاولات هذه الدولة قبل أن تكون ظالمة ومخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهي مخالفة لشرع الله ومبدأ العدالة في الإسلام وتقع تحت طائلة الحساب أمام رب العزة قبل منظمات المجتمع الدولي. "..... ولابد من الإشارة هنا إلى أن المصيبة الكبرى والبلية الأعظم أن يفرض تطبيق مثل هذه المبادى المدمرة والممعنة في السوء قسرا وبقوة السلاح لتؤدى إلى المآلات التي صارت إليها دولة السودان وأمة السودان , ...... وكل ذلك تم ومورس تحت راية الإسلام, بل علمنا أن كل هذه الممارسات تتم باعتبارها: " عبادة يتقرب بها إلى الله " .... في زاويته بجريدة الصحافة (27-3-2005 ) تعرض لهذا الموضع بإشارة واضحة الأستاذ الكبير البر وف/ الطيب زين العابدين نورد نصها هنا: " .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب بأن هناك من يتعبد الله سبحانه وتعالى: " بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وتزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم. "
إذن هذه هي القضية وهنا يكمن: ( الداء ) فهل بعد ذلك تطلبون من نيفاشا واتفاق ابوجا والدستور الموقت, وما هو آتى... علاجا لهذا الداء المستحكم ؟؟؟؟ , ..... كلا وألف كلا !!! هذا الداء يجب أن نلتمس علاجه في بعده الديني هذا عند أصحاب الاختصاص: علماء السودان وهم بحمد الله تعالى كثر, اذهبوا أليهم واطرقوا أبوابهم واعرضوا عليهم مثل العينة التي ذكرتها فى عمودك وعينات كثيرة ومهولة غيرها, ..... اجعلوهم أمام واجبهم الديني, ... أمام الله والوطن, استخلصوا منهم بكل وضوح وصراحة رأى ديننا الحنيف فيما يجرى أمام أعيننا هل هذه هي موجهات وتعاليم الرسالة الخاتمة التي جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء, اسألوهم كيف حدث هذا ومن ورائه ولماذا السكوت عليه.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ... افتحوا أبواب الصحافة لهم في إطار لقاءات ومقابلات ضمن برنامج يعد إعدادا جيدا لخدمة هذا الهدف. وعندما أقول الصحافة أعنى صحافتنا الوطنية ( المتميزة) والتي لا تزال تؤدى دورها المنوط بها – ( وهى قابضة على الجمر ) – على أتم وأكمل وجه.
ودمتم في حفظ الله ورعايته,
القارىء/ عوض سيدا حمد عوض ملحوظة: ( تم نشره وؤخرا بجريدة الأيام العدد( ) بتاريخ: 13/3/2007 . )
|
|
|