عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2011, 03:18 PM   #12
النحلان


الصورة الرمزية النحلان



النحلان is on a distinguished road

افتراضي رد: مقالات الأخ عمر الترابي (النحلان) في الصحافة... إلماحة لدور الشباب في الإتحادي...


دعوةللتجويد .. على أبواب الجمهورية الجديدة
يحتفل الجنوبيون بدولتهم الجديدة التي دشنوها في الأسبوع الماضي، ويحتفي بهم كل صديق، ويتقبلون دموع أهل الشمال وآمالهم بقلوب صادقة، وربما ينطلقون عبر هذه الدموع لغسل كل غبائن الماضي،ربما هذه هي الصورة المثلى للغة الحكيمة التي تسود هنا في الشمال وهناك في الجنوب،والأكثر حكمة هو الوقوف هنا، في هذه العتبة الجديدة، والتطلع للمستقبل الواسع،أملاً في أن يكون للسودان منه نصيب، السودان الذي في الجنوب والسودان الذي فيالشمال، وأهل الحكمة الذين يعرفون لغة التاريخ ويؤمنون بقوة الجغرافية، يعرفون أنالانفصال طارئ و الوحدة دائمة.
هذا الانفصال، يتزامن مع التغيّرات الجمة التيتعيشها افريقيا؛ ثورات الشمال الافريقي في تونس البوعزيزي و ليبيا، و ثورة مصر، والتحرُّكات في البلاد الأخرى، التي وإن لم تسفر عن تغيير إلا أنه رسمت مستقبلاًمغايرًا للماضي؛ هذا كلّه يؤشر لبداية جديدة، سواء في جنوب السودان أو في حوض النيلأو في الشمال الافريقي، فجنوب السودان بدأ من جديد، والسودان فقد جنوبه ومصر تغيرنظامها والمنظومات الأخرى تزعزعت ثوابتها، وأن عصرًا جديدًا ينبغي أن يبدأ، وعهدًابدأ يسفر عن وجهه، تُرك للشعوب تشكيل الملامح التي تريدها لعهدها الجديد، لم تكنالأشياء بعيدة عن الساسة ومؤامراتهم والقوى العالمية والمحلية ومصالحها، ولكن ربمايحسن بنا أن نقف بعيدًا عن المؤامرات التي قد تصدق وقد تكذب ، لنكون قريبًا منالأفراد بالمواطن الذي هو قطب الرحى من كل هذه التغيرات وهو غايتها إن صدقالثائرون.
لكن على أي أسس يرسمون العهد الجديد، وأية صورة يريدون له؟ كل يبنيالجواب من رؤياه، ولكن الذي يهمنا على أي صورة نريده، نريد مستقبلاً أساسه التجويدفي العمل، والإخلاص فيه لأجل الوطن و المواطن، نريد أن يتنافس الناس في إرضائه وطرحالطروحات لإثبات أحقيتهم بخدمته، بعيدًا عن الشعارات، وقريبًا من نبض المصالح، نريدللوطن أن يكون عزيزًا بإعزازه لبنيه، و بإكرامه لتاريخه، واحترامه لزعاماته، فهلتتشكل السياسة الجديدة، على أسس الاحترام المتبادل و التشارك في الهموم؟
شعوبنا، من يخرجها من الإحباط وينفحها بنفحات الجّد الداعية للانتاج، الانتاجالحقيقي لا المتوهم، ذلك لا يتم إلا بإشراكها في العقد الاجتماعي الحقيقي، والرابطةالاجتماعية الأصلية، وجعلها في وسط المصالح، وأن تقوم علاقتها والسلطة على التعاقدالدستوري، و التنازل البصير عن إرادات الانتقام وأخذ الحقوق، على أن ترعى الدولةالعدالة في القيام بواجبها.
المبدعون هم من يطرقون أبوابًا كانت مغلقة، همالذين تسكنهم حيرة الأسئلة الكبرى دون أن يستسلموا لها، يخترقون التردد بأجوبتهمالمنطقية التي تحترم العقل، الموفون للنقل والعقل، قريبًا بهم تقف الأوطان، حينماتحتضنهم الأحزاب والمؤسسات وتفسح لهم البراحات ليؤسسوا لنهضة السودان، يخططواللمستقبل والأجيال، لا أن يهملو ويتركوا لفراغ الأسئلة ونحرم أمتنا من رحلة الترقيالتي كانوا سيقودونها، لو منحناهم الفرص.

انفصال الجنوب بهذه الهيأة علمنا أنلانضيع الفرص، وأن نقتنصها، وأن نسمح للإبداع أن يؤدي دوره، ليس ضربًا من ضروبالفخر المتَكَسِّب نقصده، حينما نتحدث عن ضرورة أن يراجع الناس لماذا ضاعت اتفاقية «الميرغني قرنق» التي كانت ستعصم السودان من كل هذا الذي نحن فيه من تحديات، ويجبأن نخلص منها أن لا تقوم حظوظ أنفسنا ستارًا يمنعنا من الاستفادة من الفرص، الفرصالكبيرة التي تحل الإشكالات وتفيد الوطن والمواطن.
أحزابنا تحتاج لشيء منالصدق، وكثير من العمل، والتنظيم، لرص الأفكار، وإعادة ترتيب الأولويات، والانتباهلحساسية المرحلة، للدخول في حلف من أجل البناء، وتدارك الماضي، و الانطلاق في رحلةالتعمير التي لا يتأتى المضي فيها إلا بالوفاق، واستغلال كل الجهود، وهو أمر يسيرلو تصافت النيات.
المواطن، يحتاج لدعوة للتجويد، أن يجوّد مواطنته، فيؤديواجباته بأمانة، ويخلص في انتاجه، فالشعوب لا تصبح عظيمة بأنسابها، ولا ألوانها،وأشكالها، بل بقدر ما تنتج وتفيض على الانسانية، وبقدر إنجازها في مضمار الانتاج،وبقدرما تعطي وتمنح، الجيد من الأخلاق، والجيد من المصنوعات، والجيد من الصور،الجيد من الفنون، الجيد من العلوم، الجيد من السلوك، الشعوب العظيمة هي التي تُبيدالسلع التي لا تحقق الجودة، وتلغي كل ما لا يليق وجودة انتاجها.
بقليل منالتسامح والانفتاح، والتصالح والابداع، وبكثير من التنظيم والعمل، والتسامي، ولوأصر الناس على التجويد، أراهن على أن السودان في بدايته الجديدة، قد يكون مختلفًا،وستنهار الجدر الوهمية بين الشعب، وسيعود أقوى.


alnahlan.new@hotmail.com

النحلان غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا