يسلم قلمك أُستاذي عباس... وإلى القُراء الكرام نهدي ما كتبه الأُستاذ أبو المعالي في بوست بسودانيز أُون لاين:
تزامنا مع إنزال علمنا بالجنوب: زفة تاريخية تجوب شوارع العاصمة رافعة علم السودان
بتاريخ 9-8-1432 ه
اخبار اليوم
فنانون ورياضيون ورموز مجتمع شاركوا بالزفة التاريخية لتمجيد علم السودان واستقبلهم علي عثمان بمنزله مشيدا
الخرطوم : نادرحلفاوي
في اللحظة التي احتفلت فيها دولة جنوب السودان بعلمها الجديد وانزال علم السودان بجوبا صباح أمس نظمت مجموعة وفاء للبلد وتحية للعلم زفة تاريخية هي الاولى من نوعها جابت شوارع الخرطوم بمشاركة اهل الفن والرياضة ورموز المجتمع السوداني بثلاث عربات كبيرة وأكثر من 200 عربة صغيرة مزينة بأعلام السودان وانطلقت الزفة من أمام المتحف القومي بالخرطوم شارع النيل في مشهد وطني وهي تهتف وتغني للوطن بمشاركة مصمم علم السودان الذي وصل من مدينة رفاعة ووجد استقبالا كبيراً من سعادة الفريق عبد القادر يوسف مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني والأستاذ أبوهريرة حسين رئيس المجموعة وتواصلت الزفة بشارع النيل حتى شارع الجمهورية وشرقاً و شارع عبيد ختم والقيادة العامة..
وكانت المحطة الاولي منزل نائب رئيس الجمهورية الذي استقبل الزفة بحضورأفراد اسرته وتسلم علم السودان من المجموعة وسط التهليل والتكبير وتجاوب مع الاغاني الوطنية التي قدمها مجموعة من الفنانين بقيادة جمال فرفور و محمود عبدالعزيز وشكر الله عزالدين والصادق شلقامي وخالد الصحافة والقلع عبد الحفيظ ومحمد حسن ثم توجهت الزفة إلى منزل الفريق أول محمد عطا المولي مدير عام جهاز الأمن والمخابرات
الوطني واستقبلت الزفة حرمه وبقية أفراد أسرته وكانت المحطة الأخيرة للزفة هي منزل د. عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم الذي استقبل وفد المبادرة واستلم العلم منها وانشد الجميع نشيد العلم وسط مشاعر متباينة بين أفراد المجموعة الذين سهروا الليالي حتى وجدت هذا التجاوب .
--------------
حديث المدينة
عثمان ميرغنى
التيار
10/7/2011
الفرح الكاذب..!!
اتصل بي بعض المواطنين يحكون عن مسيرات انطلقت في بعض شوارع الخرطوم.. توزع الإعلام وتحاول إشاعة (مظاهر كاذبة) لفرحة وهمية.. في وقت كان فيه غالبية الشعب السوداني في حالة صمت وحداد مهيب.. قلت لأحد المواطنين الذي اتصل يصف لي مسيرة كانت تمر أمام بيته.. لمن تتبع هذه المسيرة.. قال لي إنها تحمل لافتات كبيرة مكتوب عليها: (المؤتمر الوطني – الخرطوم شمال). بالله علام يفرح المؤتمر الوطني..
ما هو المفرح في مثل هذا اليوم الذي نرفع فيه راية خيبتنا الوطنية.. هل يفرح المؤتمر الوطني بالأرقام التي نشرتها الحكومة رسمياً، وقالت إن السودان (ما تبقى بعد انفصال الجنوب) ارتفعت فيه نسبة التعليم.. وانخفضت نسبة الأمية.. وانخفضت نسبة حاملي فيروس الإيدز.. وارتفعت نسبة الاستنارة.. وانخفض عدد السكارى والمشردين.. وما إلى ذلك من الإحصاءات المخجلة التي تفترض أن كل السوء.. وكل الشرّ كان في الجنوب.. وأنه بخروجه من خارطتنا الجغرافية (أخذ الشر وراح).. في المقابل سعدت للغاية بحجم الحزن الكبير الذي أبداه عدد كبير من القراء الذين اتصلوا بي هاتفياً أمس.. يواسون أنفسهم في الفشل الوطني الذي تكلل بانفصال الجنوب.. بينما بعض الآخرين.. فرحون.. ليس لأنهم سعداء بل ليداروا سوأة ما اقترفوه من جريمة في حق الوطن فأضاعوه.. مع ذلك ..
(الحي أبقى من الميت) دعونا ننظر إلى الأمام.. فلا نستمر في البكاء كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال.. ما المطلوب الآن.. بكل وضوح.. مطلوب أولاً وقبل كل شيء الإقرار بأننا ارتكبنا خطأً وطنياً جسيماً . والبرهان جرد حسابات الواقع الوطني الذي نعيشه.. الواقع.. أن جنوباً طار.. وآخر في المطار.. فقدنا جنوبنا التقليدي.. ربع مساحة السودان.. جنوب طار.. وفي المطار حالياً جنوب كردفان الذي نسير فيه يوماً بعد يوم على نفس سيناريو دارفور.. نستهين بالمشكلة.. ونتفّهُها.. وندعي أننا سنحلّها بالنقدية.. ثم يوماً بعد يوم.. تتضخم الإحصاءات.. وتتلوّن المواجع.. ونفاجأ بأننا نفخنا في النار فانتشرت في كل مكان.. مطلوب إعادة النظر في منهج التفكير السياسي الذي تدار به البلاد..
ما عاد يجدي أن يحكمنا عقل مركزي لا يري إلا ما يرى. نحن شعب مترف بالمتعلمين والمفكرين والمستنيرين . لدينا كوادر ذهبية في كل مجال. لدينا خبرات يفخر بها العالم.. ومع ذيك نحتكر الحكمة وفصل الخطاب في دائرة صغيرة ضيقة لا تقبل أن يشاركها التفكير أحد.. لابد من معادلة سياسية تسمح للرأي الآخر أن يقف كتفاً بكتف مع الرأي الأول.. لا حصانة لأحد في تفكيره.. كل فكرة تقبل الصواب والخطأ ولا عصمة لمسؤول مهما سما أو استعلى..
صدقوني نحن وطن ضائع في متاهات الطمع الشخصي.. كل صاحب كرسي يكرس أولوياته لمصالحه أولاً ثم في آخر الصف مصالح الشعب والوطن.. وراء كل مشروع فاشل مسؤول ناجح (في جمع مصالحه الخاصة).. انظر حولك في كل اتجاه.. مشروعات كبيرة تنهار.. ومليارات الأموال تهدر.. لا لسبب سوى أنها تحقق في نهاية المطاف مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة.. بينما يموت الوطن تحت ركام الطمع.