عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2011, 03:38 PM   #49
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: حوليةالشريفةمريم الميرغنية


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة بدءاً وصلى الله على سيدنا محمد ذاتا ووصفاً واسماً
كلمة السيد محمد سر الختم الميرغني في الذكرى السنوية
للسيد محمد هاشم الميرغني وابنته الشريفة مريم الميرغنية
سنكات – الخميس 7/رجب/1432ه -9/ يونيو/ 2011م

( بعد أن شكر الحضور وممثلي الحكومة السودانية ) ...

السادة الضيوف
القيادات الأمنية والعسكرية والصوفية
الأخوة و الأحباب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد درجنا في كل عام على أن نلتقي هذا اللقاء الجامع في هذه الساحة المباركة أمام المرأة جليلة القدر وذائعة الصيت الشريفة مريم الميرغنية سقى الله قبرها بشآبيب رحمته ورضوانه ، نلتقي وفاء لذكرى السلف الصالح الذين أفنوا أعمارهم في الدعوة إلى الله ونصح العباد فيما يحقق لهم النفع في دينهم ودنياهم . لقاء نستعرض فيه سيرتهم العطرة الحاوية على كريم الخصال وجلائل الأعمال وفاء وبراً ثم عزماً وتأكيدأ على اقتفاء آثارهم والتأسي بأحوالهم مستعينين بالله جلا وعلا . لقاءاً نجدد فيه الصلات عبره تآخينا وتحاببنا في الله .
إن الشريفة مريم الميرغنية التي قام هذا اللقاء السنوي الحاشد أمام دائرتها إحياء لذكراها هي ابنة العارف بالله تعالى السيد محمد هاشم الميرغني بن مؤسس الطريقة الختمية الإمام السيد محمد عثمان الميرغني وهي زوجة ابن عمها السيد محمد عثمان تاج السر رضي الله عن الجميع . وبهذه الحيثية كانت الشريفة مريم الميرغنية عمة لجميع السادة المراغنة المعاصرين لها مما جعلها في موضع التبجيل والاحترام منهم جميعاً ، تولت مهام إرشاد المريدين بعد وفاة زوجها السيد محمد عثمان تاج السر الميرغني في منطقة الشرق وكان لها القبول التام والمحبة الكاملة من الجميع لما حباها الله من مكارم الأخلاق وجميل الخصال ومما أعانها كثيراً في القيام بمهامها الدعوية إجادتها التامة لللغة البجاوية (البداويت) لأن والدتها من قبائل الأرتيقا العريقة وشاءت إرادة المولى عز وجل أن تلقى على كاهلنا الوصية بشرف الخدمة لأحبابها ومريديها وأضيافها أعاننا الله على ذلك وأكرمنا بالقيام بهذه المهمة الجسيمة على خير وجه .
الأخوة الكرام
اسمحوا لي أن ألقي ببعض الضوء على المسار الذي سلكه جدنا الإمام الختم رضي الله عنه في رحلته إلى السودان في الربع الأول من القرن التاسع عشر مرشداً ومربياً وداعياً إلى الله سبحانه وتعالى . فقد دخل السودان عن طريق السكوت والمحس ودنقلا ليستقر مدة في كردفان(بارا والأبيض) حيث تتلمذ على يديه أجلة علمائها وأبرز رموزها من مختلف القبائل والبقاع منهم الخليفة عربي الهواري قاضي قضاة كردفان وخطيب جامعها العتيق والشيخ إسماعيل الولي البديري الدهمشي وحماد البيتي من قبيلة قمر والناشئ بأرض المساليت وإبراهيم البرقاوي والخليفة سوار الدهب . وبعد ما أسند إلى هذا النفر إرشاد أتباعه بكردفان اتجه إلى وسط السودان ودخل سنار ليتتلمذ على يديه أكبر فقهائها وأجل علمائها الخلفة ود عيسى ومن سنار اتجه إلى نهر النيل إلى بلدة المتمة بأرض الجعليين حيث أخذ عليه الطريق منها الشيخ أحمد الريح السنهوري وتلامذته أحمد الطريفي وعلي الطريفي والشيخ المجذوب . ثم انتقل إلى مدينة شندي بعد ما بنى بالمتمة جامعاً تقام فيه الجمعة والجماعة ، وجلس في مدينة شندي أكثر من العام وأخذ على يديه بها خلفاؤه الخليفة علي الجذولي والخليفة محمد ود ساتي والخليفة المبشر الذي نصبه إماماً لجامعه. ولم يزل يحث الخطى إلى أن حل بأرض حيث اتخذها مركزاً لدعوته ومنطلقاً لنشر طريقته تتلمذ عليه فيها الكثير ومن أجلهم قدراً وأعظمهم شأناً الخليفة يعقوب الحلنقي حفيد الشيخ عبد الله أبورايات الشهير وفي منطقة سنكات هذه أخذ عنه الشيخ محمد البدري التيتاوي العميرابي وخلفه خليفة لخلفائه بالمنطقة ، أما سواكن فأسس فيها زوايا الأنوار والأسرار والأبرار ونصب فيها الخلفاء الصافي والصفوة وعبد الله وأبوبكر وعثمان وصارت مراكزاً لإقامة شعائر الطريقة الختمية وبث الثقافة الإسلامية فضلاً عن تأسيس زاوية للنساء لتعليم القرآن وعلوم الدين هي الأولى من نوعها كما نوّه الشيخ بابكر بدري في الجزء الثاني من مذكراته .
الأخوة الكرام
نلاحظ في هذا الإستعراض الموجز لرحلة مولانا الإمام السيد محمد عثمان الميرغني الختم لأرض السودان أنه لم يكن يستهدف فيها

بقعة دون أخرى فقد جاب جميع البقاع من الشمال إلى الغرب ومن الوسط إلى الشرق ، كما أنه لم يكن يستهدف فيها قومية دون أخرى فقد جمع بخلفائه جميع القبائل والجهات فترى الهواري مع البرقاوي والبديري مع الدنقلاوي والبجاوي مع الشايقي والشريف مع الجعلي والحبابي مع البني عامراوي يجمعهم جميعاً رباط الأخوة الإسلامية الجامعة ورحابة الإنتماء للوطن الكبير.
الأخوة الكرام
إن وطننا اليوم يواجه تحديات كبيرة وتحدق به مخاطر جسيمة وتتناوشه دسائس ومكائدومؤامرات تستهدف كيانه ومقدراته ومستقبله مما يقضي بنا جميعاً أن نكون على قدر التحدي ونرتفع إلى مستوى المسئولية وأن نتحلى بالإيثار والتضحية ونبذ الفرقة ورص الصفوف مستلهمين سيرة السلف الصالح نتخذ منها زاداً وعوناً ننتفع به في الحال والمآل .
الأخوة الكرام
مرة أخرى أكرر باسمكم الترحيب بالأخوة الحضور الذين نقابل بالتقدير حضورهم معنا ومشاركتهم لنا في إقامة هذه الذكريات المباركة سائلين المولى جلت قدرته أن يجزيهم خيراً وأن يحفظنا جميعاً ويحفظ وطننا العزيز من كل مكر وكيد إنه نعم المولى ونعم النصير .
(( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )).
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


مصطفى علي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس