[أحمد كرموش]

دراسات في المولد العثماني

بقلم الأستاذ : منتصر محمد نور

حاول بعض أدعياء العلم التعدي على قامة عالم جليل من علماء هذه الأمة ألا وهو الإمام السيد محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنه وذلك لإيراده لفظ المثنى ملتزما بالإلف والنون رفعا ونصبا وجرا على خلاف ماكان يظن أولئك القاعدون عن هامته في نحو اثني عشر موضعا من كتابه المسمى بالمولد العثماني نحو : ( نسألك اللهم ستر الداران ، أدعج العينان ، بعيد مابين المنكبان ... ) .
والحق أن هذا قول مردود جملة وتفصيلا ، ذلك أن علماء اللغة تحدثوا في هذا الأمر كثيرا ، فأرجع مثله ابن هشام النصارى في ( شذور الذهب ) إلى لغة معروفة لدى العرب هي لغة بنى الحارث بن كعب وخثعم وزبير وكنانة ، كما أرجعها ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك إلى لغة كنانة وبنى الحارث بن كعب وبنى العنبر وبنى هجيم وبطون من ربيعة وبكر بن وائل وزبير وخثعم وهمدان وعذرة ، حيث أن هذه القبائل كانت تعامل المثنى معاملة المقصور فتعربه بحركات مقدرة ، وذلك موجود في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وشعر العرب القديم ، فمن القران مثلا : قوله تعالى : ( إن هذان لساحران ) ، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم مثلا : ( لا وتران في ليلة ) ، ومن الشعر مثلا قول رؤبة بن الحجاج :

إن أباها وأبا أباها # قد بلغا في المجد غايته

حيث الملاحظ أن في كل ما ذكرنا اسم مثنى منصوب أو مجرور ولم تكن الياء والنون علامة نصبه وجره بل كانت حركة مقدرة على الألف .
ولعل في ما ورد من أدلة في القران والسنة والشعر المحتج به كفاية ، نسال الله أن يهدى أصحاب القلوب العمياء والنفوس المظلمة .