عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2011, 05:25 PM   #1
أحمد كرموش


الصورة الرمزية أحمد كرموش



أحمد كرموش is on a distinguished road

Mnn التعظيم بين الادب والعبادة




التعظيم بين الادب والعبادة




يخطى كثير من الناس فى فهم حقيقة التعظيم وحقيقة العبادة ، فيخلطون بينهما خلطا بينا ويعتبرون أن أى نوع من أنواع التعظيم هو عبادة للمعظم ، فالقيام وتقبيل اليد وتعظيم النبى صلى الله عليه وسلم بسيدنا ومولانا ، والوقوف أمامه فى الزيارة بأدب ووقار وخضوع ، كل ذلك يعتبر غلو عندهم يؤدى إلى العبادة لغير الله تعالى ، وهذا فى الحقيقة جهل وتعنت لايرضاه الله ولا رسوله وتكلف تأباه روح الشريعة الاسلامية السمحة.
فهذا آدم أول الجنس الإنسانى ، وأول عباد الله الصالحين من هذا الجنس أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له إكراما وتعظيما لما آتاه من علمه واعلاما لهم باصطفاه ، قال الله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ) الى آخر الاية . وفى آية أخرى قال : ( أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين )، فالملائكة عليهم السلام عظموا من عظمه الله ، وابليس تكبر أن يسجد لمن خلق من طين ، فهو أول من قاس
الدين برأيه وقال : (أنا خير منه ) ، وعلل ذلك بعلة خلقه من نار وخلق آدم من طين ، وأنف من تكرمته عليه واستنكف من السجود له ، فهو أول المتكبرين الذين لم يعظموا من عظمه الله ، فطرد بذلك من رحمه الله لتكبره على هذا العبد الصالح وهو عين التكبر على الله لان السجود انماهو لله اذ هو بامره وإنما جعل السجود لآدم تشريفا وتكريما له عليهم وكان من الموحدين فلم ينفعه توحيده .
ومما جاء فى تعظيم الصالحين قول الله تعالى فى حق يوسف عليه السلام : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) تحية وتكريما وتشريفا وتعظيما له عليهم ، والسجود من إخوته له على الارض يدل عليه قوله تعالى : (وخروا ) ولعله كان جائزا فى شرعهم أو كسجود الملائكة لآدم عليه السلام تشريفا وتعظيما وامتثالا لأمر الله تأويلا لرؤيا يوسف إذ رؤيا الأنبياء وحى.
وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى فى حقه : ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ) فتعظيم النبى صلى الله عليه وسلم وآجب بالكتاب والسنة ، والتقليل من شأنه كفر ونفاق .
والحاصل أن تعظيم من عظمه الله من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وآجب وجوب الواجبات الاخرى كالصلاة والصوم والزكاة ولايعد عبادة بحال من الأحوال .


بقلم الشريف الشيخ / محمد علوي المالكي رحمه الله



أحمد كرموش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس