[وليد قاسم]

أما المحور الثاني فيتعلق بالطريقة التهكُّمية التي تناول بها الكاتب الموضوع والتي تظهر أولا في عنوان العمود الذي صيغ بطريقة تشمئز منها القلوب السليمة (مات الرسول وشعره ) هكذا وكانه يتكلم عن احد الجنود الالمان في الحرب العالمية الثانية !

ويظهر ذلك الاسلوب التهكمي المستهتر بصورة اكثر وضوحا في عبارات عديدة داخل العمود . منها قوله ((وكيف لخصلة من رجل ميت........... )) الى اخر هذا الكلام الذي لا يليق ان يقال في صف عوام الموحدين ناهيك بسيد الخلق اجمعين والذي لم يخاطبه الله تعالى في القران باسمه مجردا بل خاطبه بقوله ((يا ايها النبي )) و (( ياايها الرسول )) وغيرها من القاب التشريف والتكريم .......اليس من سوء الادب ان تسميه هكذا ....... (( رجل ميت )) ! .
فإقرأ ان شئت وتمعن هداك الله في قول القاضي عياض في كتاب الشفاء في الفصل الاول من الباب الاول في القسم الرابع قوله ( اعلم وفقنا الله واياك أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم او عابه او الحق به نقصاً في نفسه او نسبه او دينه او خصلة من خصاله او عرَّض به او شبهه بشئ على طريق السب له او الازراء عليه او التصغير لشأنه او الغض منه والعيب له فهو ساب له )) وانظر هل يندرج ما كتبته في ما ذكر القاضي ؟
بل اقرا هداك الله كل الكتاب وتملَّكه فهو الذي قال عنه العلماء انه لا ينبغي ان يخلو منه بيت من بيوت المسلمين لما فيه من تعريف واف بمقام النبي الكريم وابراز ما له على الناس من واجبات التكريم والتوقير والتعظيم .

ثم لتنظر كيف كان سلف هذه الامة ينتقون الالفاظ انتقاءاً في الكلام عما يتصل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. انظر ما قاله الامام الصرصري في رائيته :

والساق ذات القدم العلياء فوق المشترى
لو نالني غبارها كان جلاء البصر
الي قوله :
ومنذ حل قبره الشريف أذكى الحفر
يغشاه في كل صباح مقبل منتشر
سبعون الف ملك مهلل مكبر

ثم قل لى بربك , هل الموصوف بهذه العبارات هو نفسه الذي وصفته بما وصفت ؟