عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2011, 04:37 PM   #54
أحمد كرموش


الصورة الرمزية أحمد كرموش



أحمد كرموش is on a distinguished road

افتراضي رد: كتاب شجرة اليقطين في تراجم بعض خلفاء الطريقة الختمية المعاصرين للأستاذ أحمد كرمو




( 14)

خليفة الخلفاء
الخليفة محمد عثمان الأموي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اسمه ونسبه :
هو الشيخ الفقيه العلامة البركة الخليفة محمد عثمان بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد النعيم بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام سمساعة بن الشيخ محمد المشهور بالخواض القراي الذي ينتهي نسبه إلي أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان الأموي القرشي رضي الله عنه .
أما والدته فهي ست النفر بنت الشيخ محمد صديق النفيعابي الجعلي العباسي .
مولده ونشأته وتعلمه :
ولد رضي الله عنه بالمتمة سنة 1908م ونشأ بين آبائه الكرام وأخواله الأماجد نشأة عز وشرف وسؤدد ، فحفظ القران الكريم علي يد الفكي الخضر بالمتمة ، ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي أيام نهضته الأولى ، ثم هاجر في طلب العلم إلي الحرمين الشريفين والتقى بالعديد من العلماء وأخذ عنهم ، وعلي رأسهم العلامة المحدث الشريف الشيخ عباس المالكي جد العلامة المحدث الشيخ محمد علوي المالكي رضي الله عنهم الذي درس عليه علم مصطلح الحديث وسمع منه أمهات كتب السنة كالموطأ وصحيحي البخاري ومسلم والسنن الأربعة وغيره ، ثم جلس للتدريس بالحرم المكي وأم حلقته الكثير من طلاب العلم من مختلف الأجناس والبلدان .
ومما يحكى في هذا الجانب أن الخليفة محمد عثمان رضي الله عنه وفي حضرة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ناظر علماء الوهابية الذين كانوا ينكرون المجاز في القران الكريم ( والمجاز هو استعمال اللفظ لغير ما وضع له مع وجود قرينة دالة علي عدم إرادة المعني الأصلي ) حيث قال لعالمهم وكان اعمي يقول الله تعالى : ( من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ) فهل هذا يعني أن من كان في هذه الحياة الدنيا أعمى سيكون في الآخرة اعمي ؟ أم هذا مجاز وأراد الله معنى آخر ؟ فسكت الرجل وأعجب الملك بهذا السؤال الذكي المسكت .
عمله ومهنته :
اشتغل في أول أمره بالتجارة في سوق المتمة وشندى وكون منها ثروة مقدرة أعانته علي أمر الدين والدنيا ، ثم هجرها لوالده وأولاده وتفرغ للدعوة وخدمة الطريقة .
تصوفه وطريقته :
اخذ الخليفة محمد عثمان رضي الله عنه الطريقة الختمية علي يد سلطان العلماء والعارفين مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه الذي أحبه وأرشده وأمده وصلي خلفه وأجازه إجازة كبرى وعينه خليفة خلفاء ومتحدثاً باسمه في الكثير من المحافل العامة والخاصة ، كما عينه ايضاً مشرفاً علي املاك السادة المراغنة بالحجاز .
هذا وقد كان الخليفة محمد عثمان الأموي رضي الله عنه في تصوفه عالماً متمكناً عاملاً بعلمه ، يحب النظافة والظرافة والأناقة ، كريماً حكيماً لطيفاً براً تقياً ، شغله الشاغل ذكر الله تعالى والصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومطالعة كتب العلم .
كما كان متمكناً من علم الحرف والأسرار إلا انه لم يشتغل بذلك إلا في نطاق ضيق .
دوره الديني :
تمثل دور الخليفة محمد عثمان رضي الله عنه الديني الأكبر في منصب خليفة الخلفاء ، حيث كان يعلم العلم ويرشد المريدين ويؤسس المساجد والزوايا والخلاوي ويكون الحضرات والروابط ، ومن أهم انجازاته في هذا الجانب :
1. أسس مسجده بالمتمة وجعله مقراً ومركزاً لنشاطه الدعوي الكبير .
2. أسس هو وولده الخليفة محمد الحسن رحمهما الله العديد من المساجد والزوايا في عدة مناطق .
3. أسس مكتبة ضخمة حوت الكثير من الكتب والمراجع والمخطوطات والوثائق والتي تعد الآن من اكبر معالم مدينة المتمة .
4. أوصى بثلث ماله بعد وفاته لتأسيس معهد ديني ، إلا إن الضرورة اقتضت تحويل الفكرة لتأسيس مدرسة ثانوية افتتحت سنة 1963م بعد وفاته بعام ، وقد كانت هذه المدرسة هي المدرسة الوحيدة الثانوية في المنطقة الممتدة ود حامد وحتى جنوب الزيداب ، وقد خرجت هذه المدرسة الكثير من الشخصيات التي لعبت دوراً مهما في السودان .
دوره الوطني :
لم يكن الخليفة محمد عثمان الأموي رحمه الله سياسياً بالمعني الحرفي لهذه الكلمة ولكن كان مع ذلك مهتماً بالشأن الوطني العام وفق توجهات شيخه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه ، كما كان مهتماً بقضايا المنطقة لاسيما الخدمية منها نحو تأسيس المساجد والمدارس والمركز الصحية ونحو ذلك كما ذكرنا .
تلاميذه :
تعتبر مدرسة الخليفة محمد عثمان الأموي رضي الله عنه من اكبر المدارس التي أثرت في المنطقة ، وقد ارتكزت هذه المدرسة علي الدرس والبحث والمذاكرة ، حيث كان رضي الله عنه يدرس العقيدة والفقه والحديث والتصوف وعلم الميراث الذي كان يعد فيه مرجعاً لكل أهل المنطقة ، وقد تخرج في هذه المدرسة الكثير من العلماء والفضلاء نذكر منهم علي سبيل المثال :
1. ابنه الخليفة محمد الحسن الأموي الذي كان يقوم من بعده بكافة وظائف والده من دروس وخطابة وخلافة وغيره .
2. الشيخ الخليفة الطاهر شيخ العرب إمام وخطيب مسجده .
3. الشيخ الخليفة حسن احمد المجذوب .
4. الشيخ الحاج عمر إبراهيم بيه .
5. الشيخ بابكر الشفيع مقدم السادة التجانية بالمتمة .
6. الشريف محمد طه التجاني .
7. الشيخ السيد الشفيع التجاني .
8. الشيخ الخليفة محمد احمد الجرماك .
9. الشيخ الخليفة عثمان مصطفى المحفوظي .
وقد تأثر بهذه المدرسة أيضاً الكثير من الشباب ، منهم حفيده الخليفة الحالي الأستاذ احمد محمد الحسن الأموي مؤلف كتاب السادة المراغنة ، والخليفة الشيخ صلاح الدين سر الختم احمد أمين مكتب هيئة الختمية للدعوة والإرشاد الذي بدأ نشاطه الدعوى بمسجد الأموي مدرساً وخطيباً وقائداً لشباب الختمية واستفاد من تلاميذ الخليفة والمكتبة التي اشرنا إليها .
أولاده وذريته :
تزوج الخليفة محمد عثمان رحمه الله من ثلاث نساء هن السره بنت الشيخ مدني توفيق هيبة من بربر ، وبعد وفاتها تزوج من أختها علوية ، ثم تزوج منهم زوجة ثالثة هي بت المني ، وقد أنجب منهن أولاده الكرام الخليفة محمد الحسن وتاج الختم وهاشم وسرالختم وجعفر وتاج السر ومحمد ومريم وعلوية ونفيسة وست النفر وسميره .
مؤلفاته :
يعتبر الخليفة محمد عثمان الأموي رحمه الله من العلماء المؤهلين لمرتبة التأليف والتصنيف ، إلا انه ركز علي الجانب العملي من الدعوة ، والذي تمثل في الدرس والوعظ والإرشاد ، ومع ذلك ألف العديد من المؤلفات النافعة والتي ما زالت مخطوطة منها :
1. البشائر المرضية لسالك الطريقة الختمية ، وهذا الكتاب قرظه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه بنفسه .
2. مناقب الشريفة السيدة مريم الميرغنية رضي الله عنها .
3. مناقب الشريفة السيدة فاطمة بنت السيد عبد الله الميرغني المحجوب رضي الله عنهم .
4. مخطوطة في علم الفوائد والأسرار .
5. عدة رسائل في تحرير بعض المسائل الفقيه والعقدية .
6. مجموعة فتاوى مخطوطة .
7. ديوان شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وال البيت وغيره .
وفاته :
هذا ولما أراد الله تعالى لهذه الروح الكريمة الفاضلة أن ترتقي بفضله ومنه وكرمه الي معية الذين انعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين توفي الخليفة محمد عثمان الأموي رحمه الله رحمة واسعة بعد عودته من الأراضي المقدسة مباشرة بالخرطوم بحري يوم الجمعة 24 ربيع الأول 1382ه الموافق 24 أغسطس 1962م ، وصلى عليه شيخه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه فأنعم بذلك من شرف ، ثم نقل جثمانه الطاهر فدفن بالمتمة مسقط رأسه ، وخلفه من بعده ابنه الخليفة محمد الحسن الذي سار علي نهج والده وتوفي في سنة 1994م ، ثم تولى الخلافة من بعده ابنه الأستاذ الخليفة احمد الأموي الذي قام ببناء مسجد جده بطريقة حديثة وحافظ علي هذا التراث العظيم أمد الله في عمره .

أحمد كرموش غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد كرموش ; 05-08-2011 الساعة 01:10 PM.
رد مع اقتباس