الحمد لله الذي اصطفي من عباده صالحين وأولياء وخصهم باصطفاه فخاطبهم بقوله ( وكان فضل الله عليك عظيما ) والصلاة والسلام علي قائدهم وأسوتهم وقدوتهم ووسيلتهم الي حضرة ربهم سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم خير من امتن عليه الله واصطفاه وأكرم من عظمه الله واجتباه صلوات الله وسلامه عليه وعلي آل بيته وصحبه ومن والاه صلاة وسلاما دائمين متلازمين الي يوم العرض علي الله .
الإخوة والأحباب الأعضاء والزائرين لمنتديات آل البيت سلام الله عليهم إن الكلام عن آل البيت أو الحديث عن مناقبهم يمكن أن نسميه السهل الممتنع ذلك لأن الإنسان حينما يريد الكلام عنهم تراه يحس ويشعر بفضلهم وبعظم مكانتهم ولكن ما أن يحرك القلم ليصور تلك الأحاسيس يقف اليراع خجولا لعظم المهمة وجسامة المسؤولية الموضوعة علي عاتقه لذلك أرجو المعذرة إذا قصرت في كتابة هذه العجالة ، ما أريد الكتابة عنه هنا ليس شخصا وإنما أريد الكتابة عن منهج يقوم بالله عز وجل من منطلق مسؤلية هي ميراث محمدي تنزل كابر عن كابر من لدن آدم عليه وعلي نبينا ألصلاة والسلام تلك الأمان التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا وأول انسان حمل هذه الأمانة هو سيدنا آدم عليه وعلي نبينا ألصلاة والسلام وبعده بقيت تلك الأمانة فحملها ابنه شيث قال القسطلاني في المواهب اللدنية ( قد ولدت حواء من آدم أربعين ولدا في عشرين بطناً ووضعت شيثاً وحده كرامة لسيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم فإن نوره انتقل من آدم الي شيث وقبل وفاته جعله وصياً علي ولده ثم أوصي شيثاً ولده بوصية أن لا يضع هذا النور إلا في المطهرات من النساء ولم تزل هذه الوصية جارية تنتقل من قرن الي قرن الي أن ادي الله النور الي عبدالمطلب وولده عبدالله فطهر الله هذا النسب الشريف من سفاح الجاهلية ) وشيئا فشيئاً الي أن ولد الهدي والضياء والنور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقام بها خير قيام فنصح الأمة وأزال الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتي أتاه اليقين فوافي مولاه باحسان وحينما أراد النبي أن ينبه أمته الي حملة مشاعل النور وحملة الأمانة من بعده قام خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة فقد ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم: "قام فينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطيباً بماءٍ يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة، فقال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي، وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" فحثّ على كتاب الله، ورغّب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" قالها ثلاث اذن فهم أهل الأمانة بنص هذا الحديث الصحيح بالإجماع والذي ورد بعدة وجوه يعضد كل منها الآخر فأصبحت تلك الأمانة قائمة في أهل البيت فحملوها وقاموا بها خير قيام لا يعبأون بمعاداة المعادين ولا بشناءة الشانئين وبغض المبغضين واليكم سير الأعلام النبلاء من أهل البيت فانظروا فيها وكحلوا مآقيكم بالنظر اليها لتعلموا كيف أنهم تعرضوا للأذى والشتائم والبغض بإسم الدين والدين في بيوتهم بدأ وبسيوفهم قامت شريعته ، فهذا سيدنا الحسن بن علي عليه السلام أنه حينما تنازل عن تلك الخلافة لسيدنا معاوية كان يستشعر تلك الخلافة والمسؤلية التي وضعها الله علي عاتقهم فتنازل عن تلك الخلافة الظاهرية حقنا لدماء المسلمين مع علمه أن لهم دولة لا تفنيها الأيام ولا الليالي فبقيت لهم محبة الناس خالصة من دون غيرهم وتوسدوا تلك القلوب الصادقة ودانت لهم الرقاب من دون ما ترهيب أو ترغيب بل محبة في الله وفي جناب سيدنا رسول الله ومع أنه تخلي عن الدنيا الفانية ولكن اليزيد عليه من الله ما يستحق حسدا من عند نفسه الأمارة قام بإغراء ذوجته لتدس له السم فتقتله بذلك وقد أخبر أهل التراجم أنها سمعت تعوي من داخل قبرها أما اليزيد فقد مات مجنوناً ، وعندما حضرت سيدنا الحسين الوفاة أمر بأن يدفن في حجرة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق التي نزلت فيها الآيات التبريئية وأخبر أخوه سيدنا الإمام أبو عبدالله الحسين أنهم إن منعوك فلا تقاتلهم وادفني في البقيع فصدق حدثه ومنع القوم أن يدفن بجوار جده المصطفي وما ظنوا أن تلك الأرواح متصلة وان باعدت بينها المسافات ، وتتواصل الدسائس والفتن والتي تحاك من قبل الحكام تجاه أهل البيت الناطقين صدقا بكتاب الله عزوجل الي أن يأتي سيدنا الإمام أبو عبدالله الحسين عليه السلام فحينما كثر الفساد وظلمت الرعية وكثرت الشكية قام حامي الحمي والقائد الأعلي صاحب الأمانة سيدنا الإمام الحسين عليه السلام رجل ومعه آل بيته وقلة قليلة من الصدق الذين تشربت قلوبهم محبة ذلك الجناب الطاهر ضد الظلم والطغيان ضد القهر والتسلط فخرج عليه السلام الي كربلاء فجاهد وناضل حتي قتل وقتل معه عدد كبير من شيعته وأهل بيته وكان كما قال له الفرزدق أهل العراق قلوبهم معه لكن سيوفهم عليه ذلك لأنهم ما عرفوا حقيقة الدنيا وجهلوا تلك الوراثة المحمدية وذلك النور الأحمدي الذي كان يحمله رضي الله عنه وأرضاه ، وحملت نساء آل البيت سبايا والأطفال كذلك أسروهم وحملوهم الي اليزيد وأعوانه وهنالك أظهر أهل البيت شجاعة لا تقاس بها شجاعة وأبانوا للناس حقيقة هذه الدنيا الجيفة لأنها لم تخلق لهم وإنما كانت لهم الدار الأخرة منذ الأزل كون أنهم خرجو من النور عليه أفضل الصلاة والسلام .................................................. ............ يتبع إن شاء الله