عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2011, 01:28 PM   #52
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: كتاب شجرة اليقطين في تراجم بعض خلفاء الطريقة الختمية المعاصرين للأستاذ أحمد كرمو


(12)


الخليفة الشيخ


علي زين العابدين



اسمه ونسبه :
هو الإمام العلامة المجاهد الخليفة الشيخ علي زين العابدين بن عوض بن عثمان الذي ينتهي نسبه إلي الشيخ غلام الله بن عائد جد السادة الركابية المعروفين بالسودان .
مولده ونشأته وتعلمه :
ولد رضي الله عنه بقرية كدكول ريفي القولد من أعمال دنقلا سنة 1924م وتوفي عنه والده فتولى تربيته جده لأمه الخليفة الشيخ أحمد أبّو بتشديد الباء الذي حفظ عليه القران الكريم وتلقى علي يديه مبادئ العلوم الشرعية كالعقيدة والفقه والتجويد وغيره ، ثم هاجر إلي مصر فالتحق بالأزهر الشريف وتخرج فيه حائزاً على الشهادة العالمية ، وفي أثناء ذلك التقى بالعديد من علماء مصر والعالم الإسلامي وأخذ عنهم من أمثال الشيخ أحمد سعد العقاد والشيخ عبد الله بن الصديق الغماري وغيرهم الكثير الطيب .
عمله ومهنته :
بعد تخرجه في الأزهر الشريف عمل الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه موظفاً في الخدمة المدنية بمصر ، وعند عودته إلي السودان في أواخر الخمسينات اتجه للعمل الحر فكان رضي الله عنه يعمل في عدة مجالات ويكسب من عمل يده فيصرف من ذلك علي أسرته ونشاطه الدعوي الكبير .
تصوفه وطريقته :
أخذ الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه الطريقة الختمية علي يد جده آنف الذكر ، ثم التقى بسلطان العلماء والعارفين مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه فلحظه بعين العناية وأحبه وأرشده وأمده وأجازه بالخلافة والتدريس وقدمه علي الكثير من الخلفاء والعلماء الذين كانت تذخر بهم دائرة سيادته .
هذا وقد كان الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه في تصوفه عالي الهمة صواماً قواماً ذاكراً لله تعالى مصلياً علي النبي صلى الله عليه وسلم فارساً شجاعاً كريماً قوالاً للحق ، محباً لكافة أهل الله بمختلف طرقهم ومشاربهم ، محباً لمشايخه السادة المراغنة محبة شديدة خصوصاً أستاذه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه .
دوره الديني :
يعتبر الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه مدرسة كاملة داخل الطريقة الختمية ، وقد ارتكزت هذه المدرسة علي المنهج العلمي البحت ، فكان رضي الله عنه يدرس العلوم الشرعية كالعقيدة وعلم الكلام والفقه وأصوله والحديث ومصطلحه والسيرة والشمائل والتفسير وغير ذلك من العلوم بنفسه ، كما كان يكلف الذين يتخرجون علي يديه بفتح حلقات للعلم في المدن والقرى الأخرى لاسيما الطرفية منها التي لا تحظى باهتمام العلماء ، ومن أهم اشراقاته في هذا الجانب تأسيسه لحلقة النساء التي كان يشرف علي التدريس فيها بنفسه أيضا ، وقد تخرجت في هذه الحلقة العديد من النساء العالمات اللاتي أسسن حلقات مستقلة مثل الأستاذة حرم محمد الحسن والأستاذة الست عبد الله والأستاذة خديجة والأستاذة سيده الإمام وغيرهن .
وقد كان رضي الله عنه في أثناء ذلك يؤسس المساجد والزوايا والتكايا والحضرات وروابط الختمية في هذه المناطق وغيرها علي الرغم من إمكانياته المادية البسيطة.
أيضا كان للشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه دور مقدر في إخماد فتنة الوهابية في السودان حيث كان يتصدى للرد عليهم في المحاضران والمناظرات التي كانت تقام في الزوايا والمساجد والمدارس الثانوية والجامعات ، ولعل أهمها تلك المناظرة المشهورة التي أجراها مع شيخهم أبو زيد محمد حمزة في تلفزيون جمهورية السودان سنة 1979م والتي كان يقدمها الأستاذ حسن محمد علي عبر برنامج أهل الله .
وقد كان رضي الله عنه في هذه المناظرات والمحاضرات شديداً عليهم منبهاً لخطرهم ، ناصراً لمذهب الإمام مالك ومذهب أهل السنة والجماعة ومذهب التصوف وأهل البيت حتى أصبح بفضل جهاده هذا ملء السمع والبصر والتف حوله كافة أهل العلم المخلصين وجميع القوم من أهل الطريق وقدموه في هذا الجانب حتى أصبح وكأنه الناطق باسمهم .
دوره الوطني :
تجاوز دور الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه من الاهتمام بالقضايا الوطنية إلي الاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين .
ومن ذلك انه كان مهتماً اهتماما كبيرا بمسالة توحيد المسلمين السنة والشيعة الذين كانت الخصومة بينهم قائمة آنذاك على أشدها ، وقد بذل رضي الله عنه في هذا المساق جهداً مقدراً مع الإمام الخميني وغيره من علماء الشيعة ، وقد زار بالإضافة إلي إيران والعراق الكثير من البلدان بهدف تحقيق هذا الحلم منها السعودية والأردن والمغرب وسوريا وغيره ، وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية العلمية وأجريت معه الكثير من اللقاءات في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية .
كذلك كان الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه شديد العداء لأراء وأفكار الدكتور حسن الترابي التجديدية الخاصة التي كان يدعو لها في السر والعلن ، وقد تحداه في مناظرة علمية فرفض الترابي هذه الدعوة فألف الشيخ رضي الله عنه كتابا في الرد عليه سماه : ( العضب المصقول في الرد علي الترابي المنتقص قدر الرسول ) بين فيه رأي الشريعة في هذه الآراء ، كما بين أن الترابي يخطط للانقضاض علي الديمقراطية والشرعية القائمة ليفرض هذه الآراء بقوة السلطة بعد أن فشل في إقناع الناس بها ، وقد اثبت التاريخ صحة ما ذهب إليه الشيخ علي زين العابدين رحمه الله رحمة واسعة .
أما علي المستوى الوطني فقد كان للشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه دور كبير ومقدر في مساندة مولانا السيد علي الميرغني ثم خليفته من بعده مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنهما ، وذلك في كافة القضايا الوطنية والحزبية بل والخاصة أيضا ، وقد كان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه يقدر الشيخ علي زين العابدين تقديراً خاصاً يحبه ويزوره في بيته ويكلفه بالكثير من المهام فيؤديها علي أحسن ما يكون ، كما كان يصحبه في الكثير من رحلاته الداخلية والخارجية .
تلاميذه وأولاده :
تتلمذ علي يد الشيخ علي زين العابدين رضي الله عنه الكثير من الرجال ، وهم من الكثرة بحيث يصعب حصرهم واستقصاء أسماءهم ، ولكن نذكر منهم علي سبيل المثال :
1. العلامة الشيخ المجذوب حاج احمد .
2. والعلامة الشيخ العبيد ود سرحان .
3. والفقيه الشيخ طه عبد الله البدوي .
4. والأستاذ العلامة الشيخ عبد الرءوف احمد موسي .
5. والأستاذ الخليفة عبد الله باسبار .
6. والأستاذ العلامة الشيخ محمد احمد حامد محمد خير .
7. والشيخ الفقيه الأمين البدوي .
8. والشيخ الفقيه عبد المطلب صغيرون .
9. والشيخ الفقيه حماد محمد احمد سميري .
10. والشيخ الفقيه خلف الله المعلاوي .
11. والأستاذ الشيخ الزبير بشير .
12. والشيخ الفقيه محمد عبد الرازق .
13. والشيخ الفقيه محمد الأمين الصوفي .
14. والشيخ الفقيه احمد طه قسم السيد .
15. والشيخ الفقيه عباس الفكي احمد حسن .
16. والأستاذ الشيخ جلال نصر الدين .
17. والخليفة الشيخ مالك مجذوب .
18. والأستاذ الفقيه أبو القاسم الشيخ
أولاده وذريته :
تزوج الشيخ علي زين العابدين رحمه الله عدة نساء وأنجب منهن أبناءه الأقمار الأخيار أكبرهم الفقيه الشيخ حسين خليفته بأم درمان ، والمشايخ حسن وخالد وعوض وعادل وحمزة خليفته بمقامه بأم ضريوه ، وعباس وعبد المتعال وسعد ومحمد وجعفر ومعاذ وعاصم وأخواتهم الكريمات الفاضلات .
مؤلفاته :
كتب الشيخ علي زين العابدين رحمه الله الكثير من الكتب والرسائل منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط ، واغلب هذه المؤلفات في الرد علي الوهابية وغيرهم من أهل البدعة ، ولكنه ألف أيضا العديد من المؤلفات الاخري في العقيدة والفقه والتصوف واللغة وغيره ، واليك فيما يلي بعض أسماء هذه المؤلفات :
1. سيف الرحمن في الرد علي أولياء الشيطان .
2. تاج الأولياء والأولياء .
3. البراءة من الاختلاق في الرد علي أهل الشقاق والنفاق .
4. سنن المختار .
5. القول المريح في القبض والترويح .
6. السير والسلوك إلي ملك الملوك .
7. النور في تنوير الصدور .
8. التوحيد ومعرفة المجيد .
9. العضب المصقول في الرد علي صليبيات الترابي المنتقص قدر الرسول .
10. انقضاض الباز في الرد علي فتوى عبد العزيز بن باز .
11. الحسم السامي .
12. بيان المكتوب وكشف القشور .
13. شرح متن الاجرومية في النحو .
14. وله عدد من الأدعية والأحزاب منها : حزب الأنوار القدسية وحزب الأمان وحزب الكبريت الأحمر .
وفاته :
هذا ولما أراد الله تعالى لهذه الروح التواقة المجاهدة أن ترتقي إلي مصاف الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بمنه وفضله وكرمه قبضها إليه في يوم الأربعاء 29 شوال 1422ه الموافق 21 يناير 2001م ، وقد حضر تشييعه إلي مثواه الأخير خلق كثير لا يعلمهم إلا الله تعالى يتقدمهم الحسيب النسيب مولانا السيد أمين الميرغني حفظه الله ، ودفن بزاويته بأم ضريوه شمال الخرطوم بحري وتأسف الناس علي وفاته في مشارق الأرض ومغاربها .

محمد جمرة غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة محمد جمرة ; 03-29-2011 الساعة 02:13 PM.
رد مع اقتباس