سَلْ مَا لسلمَى بنَارِ الهجْرِ تَكْوِينِي
لسان الدين بن الخطيب
سَلْ مَا لسلمَى بنَارِ الهجْرِ تَكْوِينِي ** وَحُبُّهَا فِي الْحَشَى مِنْ قَبْلِ تَكْوِينِي
وَفِي مُنَاهَا تَمَنَّيتُ الْمُنَى فَغَدا ** قَلْبِي كَئِيباً بِبَلْوَاهُ يُنَاجِينِي
لَمَّا تَفَنَّنْتُ فِي أَفْنَانِ قَامَتِهَا ** تَفَنَّنَتْ بِفُنُونِ الصَّدِّ تُفْنِينِي
وَتَحْسَبُ الصَّدّ يُسلِينِي مَحَبَّتَهَا ** هَيْهَاتَ لَوْ أَنَّ جَمْرَ النَّار يُصْلِينِي
النَّار فِي كَبِدِي وَالشَّوْقُ يُقْلِقُني ** وَالْقُرْبُ يَنْشُرُنِي والبُعْدُ يَطْوِينِي
وَرُكْنُ صَبْرِي تَخَلَّى فِي الْغَرَامِ وَقَدْ ** تَمَكَّنَ الحُبّ مِنِّي أَيّ تَمْكِينِ