02-26-2011, 04:46 PM
|
#3
|
|
رد: نفحات المدينة فى محاولة لشرح المنجية الثمينة
(2) باسم الإله أبتدئ عقيدة *** تنج لكل سائل مفيدة
بدأ الناظم بها رضوان الله عليه اقتداء بكتاب الله وبجميع الكتب السماوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمر ذى بال لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر وفى رواية اخرى فهو اقطع وفى اخرى فهو اجزم) اى ناقص البركة إن تم معنى لايتم حسا وذى بال أى ما يهتم به شرعا فيخرج من ذلك المكروهات والمحرمات.
والبسملة فضلها عظيم وخطرها جزيل فقد ورد فى فضلها من الاحاديث مالا يحصى ومن الاخبار ما لا يستقصى فنذكر بعض ما جاء فى فضائلها فقد ورد أن قيصر ملك الروم أرسل الى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان بى صداعا لا يسكن فابعث لى دواءا فيقال ان سيدنا عمر ارسل إليه قلنسوة فكان اذا وضعها الملك على رأسه زال صداعه واذا رفعها رجع إليه الصداع ففتحها فإذا فيها ورقة مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم ولا بد لنا من باب التبرك أن نذكر قصيدة الشيخ عبد الرحيم البرعى رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا التى ورد فيها على احد الاطباء الذين انتقدوا فكرة التداوى عند المشايخ بالقرأن الكريم وما شاكل ذلك يقول فيها الشيخ عبد الرحيم:
فاعلم بأن الداء انزله الذى خلق الدواء ودور الافلاك
ويقول خير المرسلين علاجكم عسل وقرأن وحجم هاك
أو لدغة بالنار يعنى كية تشفى السقام وتذهب الامساك
واذكر قلنسوة الإمام ورقمها بحروف بسم الله كان فكاكا
لشكاية الملك المصدع رأسه هذا الدليل فخذه حيث أتاكا
ومثلث الغزالى أخرجه لنا ببصيرة الانوار لا بهواكا
هو باطن القرأن والسر الذى ظفروا به من شاهدوا مولاك
ماذا دهاك لنشره بجرائد ارايت شيطان الهوى ناداكا
وفى الخبر ان البسملة نزلت على جميع الانبياء والرسل من أولهم سيدنا آدم عليه السلام وعندما انتقل إلى الرفيق الاعلى رُفعت فنزلت بعده على سيدنا شيث عليه السلام ثم بعد انتقاله للرفيق الاعلى رُفعت وهكذا توالى نزولها على من بعده من الانبياء والرسل إلى ان نزلت على خاتم الانبياء والمرسلين فلم ترفع فأصبحت من خصائصه صلى الله عليه وسلم ، وورد عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه انه قال أن الزبانية الموكلون بجهنم تسعة عشر وان حروف البسملة تسعة عشر فمن قالها أمنه الله من الزبانية التسعة عشر ومن حيث اللغة العربية فنقول ان الباء حرف جر والاسم مجرور بها واسم الجلالة علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد المنزه عن جميع النقائص الرحمن المنعم بجلائل النعم كالإيمان والعافية والعقل والإيجاد والرحيم هو المنعم بدقائق النعم أو النعم الفرعية كزيادة الرزق وزيادة التوفيق ، والرحمن والرحيم كلاهما مشتقيان من الرحمة والرحمة عرفها العلماء الاجلاّء بانها رقة فى القلب وانعطاف تقتضى التفضل والانعام مبدؤها انفعال وختامها فعل وهو الغاية من الرحمة وبالله التوفيق.
(عقيدة) وهى الاشعرية ، عقيدة سيدى ابو الحسن الاشعرى وهى عقيدة أهل السنة والجماعة وقال العلماء أن أمور الدين على اربعة:
1- صحة العقد (العقيدة). 2- صدق القصد. 3- اجتناب الحد. 4- الوفاء بالعهد.
وقبل ذلك يجدر بنا ان نتوغل رويدا رويدا فى مبادئ علم التوحيد فيقول سيدى الصبان رضى الله عنه ونفعنا بعلومه صاحب الحاشية على شرح الاشمونى على الفية بن مالك:
ان مبادئ كل فن عشرة *** الحد والموضوع ثم الثمرة
فضله نسبته والواضع *** اسمه استمداده مسائله وحكم الشارع
(أ) الحد: المراد التعريف من حيث اللغة العربية ومن حيث اصطلاح الفقهاء:
علم التوحيد من حيث اللغة العربية هو العلم بان الشئ واحد.
ومن حيث اصطلاح الفقهاء: هو علم يبحث فى اثبات العقائد التوحيدية المستنبطة من أدلتها اليقينية (وهى مصادر الشريعة المعروفة).
(ب) الموضوع: موضوع علم التوحيد هو ذات الله تعالى من حيث ما يجب وما يستحيل وما يجوز فى حق الله تعالى ومن حيث ما يجب فى حق الرسل عليهم السلام وما يستحيل وما يجوز عليهم والسمعيات وما يتعلق بها من حيث انها امور ذات دلالة.
(ج) الثمرة: معرفة الله سبحانه وتعالى بالبراهين العقلية والادلة النقلية وهى الغاية من خلق الثقلين (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) قال سيدنا عبد الله بن عباس اى ليعرفونى. والمعرفة كما سيأتى الحديث عنها لاحقا هى اعتقاد جازم مطابق للواقع عن دليل حتى نخرج من ربقه التقليد.
(د) فضله: فضل علم التوحيد انه من أفضل العلوم على الاطلاق لأنه يقودنا الى المعرفة بالله.
(ه) نسبته: ذات المولى سبحانه وتعالى من حيث ما يجب وما يجوز وما يستحيل فى حق المولى سبحانه وتعالى وما يجب وما يستحيل وما يجوز فى حق الرسل.
(و) الواضع: واضع علم التوحيد حقيقة هو المولى سبحانه وتعالى ومجازا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الأئمة الأعلام أمثال سيدى ابو الحسن الأشعرى وسيدى ابومنصور الماتريدى فقد قاموا بتنقيحه من العقائد الفاسدة.
(ز) اسمه: اسمائه لا حصر لها وكثرة الأسماء تدل على عظم المسمى فنذكر بضع منها فمن اسمائه (علم التوحيد ، الفقه الاكبر ، علم المعرفة بالله ، علم الكلام ، علم أصول الدين ، علم المكاشفة ، علم لا اله الا الله ، علم التقوى ...الخ).
(ح) استمداده: يستمد من مصادر الشريعة الإسلامية.
(ط) مسائله: يبحث فى إثبات العقائد التوحيدية المستنبطة من أدلتها اليقينية.
(ى) حكم الشارع: الوجوب العينى على كل مكلف.
يقول العلامة المقرى فى كتابه إضاءة الدجنّة:
كل علم للمزية اكتسب *** والفضل من معلومه الذى له انتسب
ويقول ايضا:
وعلم التوحيد ذى شرف *** وفضله منثور ماله طرف
كيف لا وهو يفيد الورى *** علما بالبارئ الذى انشأه وصوره
وكما هو معلوم فإن الكلام المدون فى الكتب يسمى فنّا وهو إما اعتقادى أو عملى
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد حسن ; 03-20-2011 الساعة 12:15 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|