عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2011, 10:32 AM   #40
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


الإتحادي الأصل ... وضربة البداية

أضواء كاشفة
بقلم: صلاح الباشا

***********************

ظلت الأحوال السياسية السودانية ولما يتعدي العشرين عاماً خلت تطفو علي سطح الأخبار المحلية والإقليمية والدولية أيضا ردحاً من الزمان ، بمثلما ظلت الأعصاب مشدودة لدرجة التوتر طوال السنوات الماضية .. ذلك أن معظم السياسات التي كانت تنتهجها السلطة الحاكمة تغلفها خاصية الإقصاء للآخر. وكانت هذه الخاصية تطل في عدة صور ، فتارة نجدها تنتهج سبيل الإعفاء من الخدمة للصالح العام ، وأخري يأتي النهج خلالها في سد المنافذ للوظائف القيادية في الخدمة المدينة وإحتكارها لكادر حركة الإسلام السياسي ، ومرات عديدة يأتي النهج في هيئة تهديد ووعيد، وفي الأحسن الفروض كان الإستفزاز الإعلامي عبر الخطب وعبر الصحف هو النهج الأقل كلفة.
وصبر شعب السودان، وصبرت قياداته الوطنية علي كل صنوف الأذي الذي قاد إلي مثل هذه المآلات المهلكة العجيبة، فأصبح ليل السودان وكأنه ليس له من صباح. حتي قيّض الله تعالي لأهل الحكم سبيل الرشاد والعودة إلي إحقاق الحق وإتباع سبيل الوفاق وإعادة الأمانة إلي أهلها وهو الشعب السوداني، حيث لم تفلح الإنتخابات الماضية في إعادة تلك الأمانة بالصورة المثلي التي يعلمها الجميع، حين كان البعد الدولي آنذاك يتابع كل شيء، بدءاً من الهجمة الغرايشونية، وإنتهاءً بالضغوط الهلارينية الكلينتونية التي لا هم لها إلا فصل الجنوب وبسرعة البرق.
وحين تم الفصل الكامل للجنوب ، فإن الكل يعلم بأن مسألة دارفور ستبدأ في الظهور علي مسرح الأحداث ، وقد تأجل أمرها حين أطلت أحداث تونس ومصر علي السطح بدرجات عالية من الغليان أذهلت الدنيا كلها بما أحدثته من إضطراب إقليمي ودولي لم تستطع قوي الكون من إيقاف آثاره .
وحتي لا يتأذي السودان بفراغ دستوري ، وحتي لا ينقلب إستقرار الوطن وأمنه النسبي إلي فوضي عارمة كحال الصومال الذي بدأ هكذا بصراعات القبائل ، ثم الإثنيات ، إنتهاءً بالشلل التام للدولة ، فإن العقلاء من أهل السودان والذين يذكرهم مولانا الميرغني دوماً بأنهم ( أهل الحل والعقد ) قد تداركوا الأمر مبكراً الآن ، وقد إتفتحت بوابات الحوار الخلاق التي كانت عصية علي الساحة كلها بفعل أغبياء السياسة في الحكم والمعارضة معاً الذين لم يمنحهم الله تعالي خاصية التفكير العقلاني المتزن ، فعميت بصيرتهم ، وتجمد تفكيرهم عند نقطة لا وفاق مع الحكومة مهما تمزق السودان ، وأخرون في الحكومة يرفعون همساً أحياناً وجهراً أحايين أخري شعار لا مجال للمعارضة مطلقاً وسوف تحكم الإنقاذ هذا البلد إلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها . غير إرادة الشعوب التي كانت مستضعفة بالمنطقة العربية ، قد سخر الله تعالي الأمر ، فخرجت من مخابئها لتسيطر إرادتها علي الساحات التونسية والمصرية ، وأخريات ربما في الطريق .
إذن ... نحن الآن نعيش في زمان سلطة الشعوب ، وقد بدأ سلطان الطغيان والرأي الأحادي ينسحب بكل عنف من السيطرة علي مقاليد الأمور .
لكل ذلك ، فإن أهل السودان موعودون بعمل رسمي ومعارضي كبير في سبيل إدارة حوارات علي الهواء ، تنقلب إلي لجان عمل جادة من الأطراف المؤثرة في الشارع السياسي السوداني حتي يتم التفاهم والتراضي والتوافق علي خطوط إصلاح سياسي ودستوري ، بل وأمني عديدة ، تعيد لهذا الوطن أمنه وتحافظ علي إستقراره ، وتخطط لمستقبله بخطط ثابتة حتي ينعكس كل ذلك علي إعادة الحياة لمشاريعه ومؤسساته وصناعاته التي ظلت متوقفة لسنوات عديدة .
ومن الآن فصاعداً نري أهمية إنسحاب لغة الإستعلاء والإستخفاف برأي الجماهير وبقواه الحية في المجتمع ، دون عزل لحزب أو ناشط إيجابي يمدد يديه لأقالة عثرة الوطن .
والآن نري وبكامل الثقة في النفس أن زعيم الحزب الإتحادي الأصل مولانا الميرغني يعلن ضربة البداية من أقدس بقاع الأرض ( مكة المكرمة) ، فتنداح وتتسع مواعين الحوار الوطني حتي تشمل الوطن كله ، لتعوض شعبنا الحزن النبيل بذهاب جنوب الوطن إلي غياهب المجهول ، ويبقي لنا الحفاظ علي إستمرارية هذه الروح الإيجابية ، فيأتي أهل دارفور إلي ساحة النزال الحواري الوطني الشفاف حتي يباعدون بين أرضهم وبين إطماع الدول التي ظلت تعمل بإستراتيجية شد السودان من أطرافه حتي يسهل لها الإستمتاع المستقبلي بموارده العديدة ، وفي كل ذلك نري دويلة إسرائيل تأمل أن يكون لها القدح المعلي في إلتهام أرض دارفور ولو بعد حين.
أو لم نقل من قبل أن الروح الإتحادية هي روح رفق مسؤول ومتقدم ويتميز زعيم الحزب بقرون إستشعار من علي البعد مدركة لما يحيط بالوطن من مهالك تستوجب الطرح الإيجابي؟ وهل نري إستجابة تكسوها خاصية الوفاء من كل الجوانب الأخري حتي يلتئم شمل أهل السودان لتعويض كل الذي مضى؟
وأخيراً نقول ... حين جاءت أخبار توجه أهل السودان نحو الوفاق الوطني الشامل الذي سوف يعيد هيكلة الدولة السودانية الشمالية الجديدة ، ويرسم ملامح الإصلاح الدستوري ، وقد أصبح الحديث يتجه أكثر نحو إتباع خطوات متقدمة وفي إنفتاح أكبر لرسم معالم عمل الأجهزة الأمنية حتي تتحول من أجهزة مراقبة للعمل السياسي الحر والمسالم ، إلي أجهزة جمع معلومات لدرء المخاطر المحلية والأجنبية، ولإكتشاف مكامن الفساد، بل ومنعه قبل وقوعه، ذلك أن الفساد هو الذي جلب تلك النهايات للجيران مثلما نري الآن من حولنا... ويبقي كل الخوف من ضياع هذه الفرصة الأخيرة والثمينة من أيادينا ...... نواصل،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس