عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2011, 11:29 PM   #9
وليد قاسم

الصورة الرمزية وليد قاسم



وليد قاسم is on a distinguished road

افتراضي رد: حتى لا يزور التاريخ ...... قصة المناظرة الشهيرة


كتب الشيخ الدكتور هانى على الرضا فى منتدى الأصلين تعليقا على المقطع الذى نشره أحد الاخوة عن المناظرة :نعم بارك الله فيكم أخي العزيز محمد ، هذه المناظرة "الشهيرة" والتي طارت في كل الآفاق في ذلك الوقت وقعت قبل نحو ثلاثين عاما في نهاية سبعينيات القرن الميلادي الماضي أو بداية الثمانينيات لا أذكر تحديدا (وأظنها عام 1977م) إبان فترة اشتداد المد الوهابي في السودان وبداية انتشاره بشكل خارج عن السيطرة بدعم من أموال البترول العابرة للبحر الأحمر وأذيعت على قناة التلفاز الحكومية العامة ورآها الصغير والكبير ، وقد كانت بين الشيخ علي زين العابدين الأدهمي المالكي الختمي رحمه الله ورضي عنه ممثلا لأهل السنة والصوفية من جهة والشيخ أبي زيد محمد بن حمزة ممثلا للوهابية والمجسمة ، وقد تناولا فيها مختلف القضايا المختلف عليها بين الفريقين ، وقد كانت الحجة فيها والانتصار للشيخ علي زين العابدين كما أخبرنا به أكثر من واحد من العدول ممن شهدوا المناظرة كاملة، بل إن الشيخ علي أكل شيخ الوهابية كما عبر بعضهم .

ولم يتيسر لي حتى الساعة رؤيتها كاملة وإنما أجزاء منها فقط .

وقد كان لهذه المناظرة أثر طيب في كشف حال الوهابية وأسهمت جدا في تأخير انتشارهم ، ولذا تراهم يحرصون جدا على إماتة ذكرها ونفيها وأحيانا يزعمون أن النصر كان فيها حليف شيخهم ظانين أن الناس سينسونها بعد مضي ثلاثة عقود عليها او ينسون ما كان فيها رغم أن كل من شهد المناظرة كاملة شهد بأن الوهابي انهزم وسقط تماما.

والشيخ علي من مشايخ أهل السنة الأشعريين المالكيين في السودان ، وهو من مشايخ الطريقة الختمية وموقعه بين أهل العلم والتصوف معروف، وأما الشيخ محمد حمزة فهو شيخ جماعة "أنصار السنة المحمدية" في السودان اليوم وكبير الوهابية الجامية وزعيمهم بلا منازع وهو من تلامذةالشيخ حامد الفقي المصري ، وهو رجل سيء الخلق بذيء اللسان جدا حتى في حق من يشاطرونه العقيدة الحشوية التجسيمية ولكنهم يختلفون معه في بعض المسائل الأخرى ، وقد سمعته بأذني في جامعه الكائن بضاحية المهدية بأمدرمان وهو يخطب خطبة الجمعة ويتكلم عن الإستواء يستهزئ بتفسير أهل السنة للإستواء ونفيهم أن يكون استوى بمعنى استقر قائلا ببذائته المعهودة "وماذا يكون معناها غير استقر وجلس يا أيها الحمار الأشعري الصوفي القبوري المخرف يا أجهل خلق الله وقد قال النبي أن العرش يئط من استواء الله عليه كما يئط السرج ممن يجلس عليه " والعياذ بالله !!


والشيخ علي زين العابدين رحمه الله عالم أزهري أنهى دراسته التخصصية في الأزهر عام 1943م ، ونسبة (أدهمي) التي صدرت بها كلامي عنه يعرف معناها وقيمتها طلبة العلم في السودان وهي تساوي نسبة (أشعري) في الدلالة وتزيد عليها في التوثيق والتشريف إذ هي نسبة إلى الشيخ (علي أدهم) رضي الله عنه وهو من اهم من نشر ونافح عن عقيدة الأشاعرة في السودان وصار تلامذته يعرفون بالأداهمة من بعده ومنهم شيخنا مصطفى عبد القادر رحمه الله ، بل صارت العقيدة نفسها تعرف أحيانا ب"الأدهمية" ، وللشيخ علي كتاب (البراءة من الاختلاق في الرد على أهل الشقاق والنفاق) في الرد على الوهابية ، وقد توفي الشيخ علي زين العابدين رحمه الله أوائل تسعينيات القرن الميلادي الماضي إن لم تخني الذاكرة ، ولي من تلامذته ومريديه وأتباعه أصدقاء أعزاء وأصحاب نجباء .. جمعنا الله بهم على خير وأعاد ما كان بيننا من تواصل انقطع بسبب البعد والسفر .

وقد كانت له غير هذه المناظرة مناظرة أخرى شهيرة جرت أول ثمانينات القرن العشرين مع محمود محمد طه مؤسس طائفة الجمهوريين الباطنية قبل أن يقتل ردة في منتصف الثمانينات ، وكذلك له مناظرة آخر الثمانينات مع حسن الترابي زعيم الإخوان المسلمين ، وقد كانت الحجة له عليهما أيضا .

والله الموفق

وليد قاسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس