شر البلية ما يضحك ويصدق في اذيال السلاطين هولاء قول أبونا ود دوليب رضي الله عنه
ومنشأ الفساد من أهل الطرق فهم معادن البلايا وحمق
لأنهم انتدبوا عبادا مع جهلهم فزادهم إبعادا
وجمعوا من هؤلاء الجهال مجامعا منها فساد الحال
حتى تشوقوا لكرسي السلطنه وزهدت نفوسهم في المسكنة
ونبذوا أحوال أهل الله ورغبوا في حال ذي الملاهي
فسيرهم بعكس نص الشرع ودهرهم قابل كل بدعي
ترى حمارا راكبا حمارا منافقا وفاجرا كفار
فإنهم كلاب دنيا زايلة قد بدلوا آجالهم بالعاجلة
فبذلوا المال لنيل الجاه ويضربون نوبة الملاهي
ويجمعون بين النساء والرجال وذاك منشأ الفساد والضلال
ينتسبون كهداة الأمة لا ريب هم أعداء للأئمة
حاشا مقام المجد والإجلال تدوسه أخامص الجهال
بعدا عن القوم فيافي قطعوا وبالمعاصي عنهم قد قطعوا
لو يعلموا بحالهم ولاتنا لهدموا عليهم المساكنا
ولو رأوا الأمر الي حل بهم لبذلوا الهمة في إصلاحهم
وبذلوا الأهوال للمعلم وألزموا الجهال بالتعلم
والأخضري نص حين قال في حقهم وأوضح الأحوال
ويشهقون الشهق كالحمير ويذكرون الله بالتغيير
وينبحون النبح كالكلاب مذهبهم ليس على صواب
فما دعى من حالهم مثقال نصحا وتبكيتا إلى أن قال
لم يبق من دين الهدى إلا اسمه و لا من القرآن إلا رسمه
فليبك داعي الحق ما استطاعا عليه وليسترجع استرجاعا
والعلماء باتباع العلم هم أولياء باختصار الرسم
والعلم يهدي من هداه الله وليس يجدي للذي شقاه
متى تراهم سلكوا سبيل الهوى فعدهم والأغبياء سوى
والذل لا ينفك عن أعناقهم حتى يصيروا حاملي أغلالهم
تحملهم محبة الدينار لفعل ما يهوى بهم في النار
فيجعلون علمهم وسيلة لجلب الدنيا فبئس الحيلة
قد بيننا شرعا أتانا واضحا من زاغ عن ذاك الطريق افتضحا
من لم يسر به فلا ولاية له و لا تقوى و لا هداية
اللهم اجعلنا من الذين بهدي خير الرسل مهتدين
ولطريق الشرع سالكين ولجموح النفس مالكين