عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2011, 04:11 PM   #34
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: كتاب شجرة اليقطين في تراجم بعض خلفاء الطريقة الختمية المعاصرين للأستاذ أحمد كرمو


(9)
الشيخ الخليفة
عبد النبي النور

اسمه ونسبه :
هو الشيخ الجليل والمربي الفاضل الخليفة عبد النبي بن الشيخ النور بن الشيخ محمد بن الشيخ خضر بن الولي الصالح الشيخ إدريس بن عبد الخالق صاحب القبة المشهورة بناوا ( قبة الرحمن ) .
ووالدته هي الحاجة فاطمة بنت حمد الملك احد الملوك الذين حكموا منطقة دنقلا ومقرهم كما هو معروف بجزيرة كومي .
مولده ونشأته وتعلمه :
ولد رضي الله عنه بجزيرة ناوا سنة 1884م ونشأ بها في بيت علم ودين من ناحية والده وآبائه وبيت ملك وحكم من ناحية والدته وأخواله ، حفظ القران الكريم ودرس الفقه كذلك بناوا علي يد الشيخ محمد عبد الله إلي أن صار بفضل الله ورحمته من أهل العلم والفضل .
عمله ومهنته :
اشتغل في أول أمره بالزراعة والتجارة ، ثم انتقل إلي الخرطوم سنة 1910م وهو في مقتبل العمر فعمل بالسكة الحديد عاملا بسيطا ، ثم تدرج في السلك الوظيفي إلي أن وصل إلي درجة رئيس عمال محطة المقرن ( الاسكلا ) وهو منصب رفيع في ذلك الزمان ، ثم ظل في هذه الوظيفة إلي أن أحيل إلي المعاش في سنة 1965م .
تصوفه وطريقته :
سلك الطريقة الختمية بناوا علي يد مولانا السيد عبد الله الميرغني المحجوب رضي الله عنه والذي كان كثيرا ما يمر بتلك الجهات داعيا إلي الله تعالي حيث أحبابه وتلاميذه وأصهاره ، ثم بعد قدومه إلي الخرطوم اتصل بمولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه فأحبه وعلمه وأرشده وأجازه بالخلافة الكبرى فخدم الطريقة بجد واجتهاد حتى أصبح من المقربين لسيادته .
وقد كان الخليفة عبد النبي رضي الله عنه في وصفه وصفته طويل القامة ضخم الجسم اسمر اللون كثير الصمت صارما حازما مهابا حكيما كريما ، محافظا علي صلواته وأذكاره وأوراده ، يحب العلم والعلماء وأهل الطريق ومشايخه محبة شديدة خصوصا شيخه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه ولا يجامل في ذلك ولا يتساهل .
دوره الديني :
عندما قدم الخليفة عبد النبي رحمه الله إلي الخرطوم في مطلع القرن المنصرم أنشأ زاوية كبيرة للطريقة الختمية في احدي الدور التي كانت تخصه بالديوم القديمة التي قامت في محلها منطقة الخرطوم 2/3 الحالية ، وقد كانت هذه الزاوية تعج بالمئات من الناس من مختلف القبائل والأجناس ، وكانت تقام في هذه الزاوية الصلوات الخمس وحلقات العلم والمولد والمديح والاحتفالات الدينية المختلفة ، وبناء علي ذلك فقد دخل الكثير من الناس في الطريقة الختمية بفضل نشاطه وجهده وإرشاده ، وعندما انتقلت الديوم القديمة إلي موقعها الحالي نقل الخليفة عبد النبي رحمه الله زاويته إليها لتمارس نفس نشاطها السابق ، وقد ساهم بالإضافة إلي ذلك مساهمة فعالة بجانب الخليفة ميرغني محجوب والخليفة ود احمد والخليفة علي عمر والخليفة زيدان بريمة والخليفة حواية الله عمر وغيرهم رحمهم الله جميعا في إنشاء اتحاد الختمية والزاوية العامة بالخرطوم جنوب ، كما ساهم في إنشاء مسجد الختمية العتيق بالديوم الشرقية ، وساهم أيضا في تنظيم وتنشيط الحضرات حيث كانت في منطقة الديوم الشرقية وحدها اكثر من ستين حضرة ، وقد كان يسند إليه وحده إقامة خيمة الختمية بميدان المولد بالخرطوم والذي كان في ميدان الأمم المتحدة حاليا ثم ميدان عبد المنعم مكان نادي الأسرة حاليا ثم ميدان الليق الحالي .
دوره الوطني :
تجسد دوره الوطني الأكبر في مساندة شيخه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه الذي وجه جميع إتباعه بمساندة الحركة الوطنية التي نشأت تحت مظلة مؤتمر الخريجين ، وقد كان له بعد ذلك مواقف مشهودة ومعروفة في مساندة الحزب الوطني الاتحادي برئاسة السيد إسماعيل الأزهري طيب الله ثراه الذي تحقق علي يديه السودنة ثم الجلاء ثم استقلال هذه البلاد ، وعندما انشق الحزب الوطني الاتحادي كان من أقطاب حزب الشعب الديمقراطي إلي أن توحد الحزب مرة أخري تحت مسمى الحزب الاتحادي الديمقراطي .
أما فيما يتعلق بوطنه الصغير ناوا فقد عمل بجانب آخرين علي انجاز الكثير من الأعمال والمشروعات منها علي سبيل المثال لا الحصر :
1. انه ساهم مساهمة فعالة في تجديد المسجد العتيق بناوا .
2. انه من مؤسسي مشروع ناوا الزراعي الذي انشأ في مطلع الخمسينات من القرن الماضي .
3. انه ساهم مساهمة مقدرة في إنشاء نادي ابناء ناوا بالخرطوم .
4. انه ساهم مساهمة كبيرة في إنشاء مدرسة البنات الأولية بناوا .
5. كان منزله وزاويته بمثابة المنزلة والمحطة التي انطلق منها الكثير من ابناء ناوا إلي ميادين العمل والبذل والعطاء .
أسرته وذريته :
تعتبر أسرة الخليفة عبد النبي رحمه الله من إخوانه وأبناء عمومته وأولادهم وبناتهم وأحفادهم من اكبر الأسر التي خدمت الطريقة الختمية وأخلصت في ذلك ، لذلك فقلما تجد بينهم من ينكر علي أهل التصوف والطريق ، أما أولاده لصلبه من زوجته الحاجة عائشة بنت الخليفة مختار شقيقة مولانا الخليفة عبد الرازق مختار قاضي المحكمة العليا رحمه الله فهم الخليفة الدكتور محمد عثمان عبد النبي القطب الختمي والاتحادي المعروف وأخواته الكريمات آمنة وسكينة وبتول والدة الخليفة حسن نقد .

وفاته :
هذا وقد مد الله سبحانه وتعالي في عمر الخليفة عبد النبي النور وبارك فيه إلي أن رأي ثمرة جهده واجتهاده حيث توفي رحمه الله رحمة واسعة في يوم 27/9/1979م وقد شيعته جماهير الختمية وأهله وجيرانه ومحبوه إلي مثواه الأخير بالبوراق والذكر والتوسلات كما يشيع أي شيخ من مشايخ الطرق الصوفية الاخري ، وقد صلي عليه الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه ، ودفن بجوار إخوانه كبار خلفاء الطريقة خلف قبة شيخه السيد عبد الله الميرغني المحجوب رضي الله عنه بالخرطوم بحري ، وخلفه من بعده ابنه الدكتور محمد عثمان عبد النبي رحمه الله الذي توفي في سنة 1987م وقد خلفه الخليفة الدكتور الفاتح محمد عثمان عبد النبي سكرتير رابطة الختمية بالخرطوم الآن .

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس