القرآن العظيم بوصف النبي صلى الله عليه وسلم له إذ يقول : " إن
هذا القرآن مأدبةُ (1) الله ، فتعلموا من مأدبته
ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله المتين والنور
المبين والشفاءُ النافعُ، عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاةٌ لِمن أتبعهُ ،لا
يعوجٌ فيُقومُ ، ولا يزيغُ فيستعْتبُ (2) ولا تنقضى عجائُبهُ ، ولا يخْلقُ
عن كثرةِ الردِ (3) ، فاتْلوهُ فإن اللهُ يأجركُم على تِلاوتِهِ
بكُل حرفٍ عشْرَ حسناتٍ ، أما إني لأقولُ (الم) حرف ، ولكن ألفٌ
ولامٌ وميمٌ ، ولا ألْفِينَ (4) أحدكُم وضعاً إحدى رجليهِ يدعُ
أن يقرأ صورة البقرةِ ، فإن الشيطانَ يفِرٌ من البيت الذى تُقرأُ فيهِ
سورة البقرة ، وإنَ أصفرَ (5) البيوتِ لجوف أصفر (6) من كِتابِ اللهِ " .
أخرجهُ الحاكم وصححه الطبرانى فى الكبير، والبيهقى
فى شعب الإيمان ، وغيرهم..
عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(1) المأدبة بفتح الدال اسم مكان أو مصدر ميمى من الأدب ، وهو المراد هنا .
ولذا قال صلى الله عليه وسلم " فتعلموا من مأدبته " أما المأدبة
بضم الدال فمعناه الطعام الذى يدعى أليه ، وهو غير المراد من الحديث.
(2) أي لا يميل عن الحق فيدخل فيه العتاب.
(3) أي لا يبلى ولا يضعف من كثرة القراءة.
(4) أي لا أجدنَ .
(5) أصفر اسم تفضيل من صَف المكانُ إذا خلا ، وهومن باب طرِب.
(6) فعل ماضى رباعى بمعنى خلا أو افتقر ، يقال أصفر الرجل فهو مُصفِر أي افتقر..