ومع تسليمنا الكامل بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم إلا أن الانفصال ستصاحبه عدة إشكالات تتمثل في تسمية هذا المولود الجديد و قسمة المياه والديون والحدود والعلاقات مع الشمال وعدد من الإشكالات الأخرى وليدة اللحظة . مع الإشارة إلى أن حالات الانفصال من حولنا لا يمكن القياس عليها لعدم مطابقتها للحالة السودانية، فالسودان بلد متفرد ونسيج وحده وهذا التنوع إذا ما تم استثماره بالصورة المثلي فيعتبر مصدر قوة لا ضعف ومصدر ثراء وإبداع.
.
أخ عبد البديع لك التحية على ما سطرت،بأن حالات الإنفصال من حولنا لا يمكن مطابقتها مع الحالة السودانية. وهذا ما نؤمن به وحتى بعد حدوث هذا الإنفصال فآمال الوحدة موجودة، ولا يمكن لأي لأي من الشطرين العيش بدون الآخر لأن الإستقرار مستحيل في ظل الظروف التي يعيشها الطرفين، لكن نختلف معك في هذه العبارة( ومع تسليمنا الكامل بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم).
لأن حق تقرير المصير هذا هو الدعوة التي أدت للإنفصال، ولم يكن ضمن أجندة اتفاقية الميرغني قرنق التي لم تشير اليه لا من قريب أو بعيد. ولا حتى في مقررات أسمرا والتي اتضح أن الحزب الإتحادي ببعد نظر ثاقب وبصيرة متفتحة لم يكن من الموقعين على هذا البند، الذي نجني الآن ثمرته المُرّة، وسمه الزعاف، والعيب الذي يلاحق الشريكين.