التاريخ لا يرحم .. لأنه يسجل
يسجل كل شيء الحسن والقبيح
ولأن الحسن صفحاته بيضاء .. والقبح مسود
وصفحاته مسودة .. فهو هذه الأيام أكثر قتامة وبؤساً
فيسجل هذه الأيام بمداد أسود في صحائف سوداء
فلا يرى منه سوى السواد .. ليس هذا الكلام
طعناً في اللون من كونه لون
ولكن من كونه رمزاً للحزن .. والحداد
أيام كالحة لأناس كالحين .. تهتز عصيهم طرباً فرحين
بإنقطاع جزء عزيز من وطن أنهكته السنون ..
بحثاً عن اطعام من جوع و أمناً من خوف
فتكالبت عليه انياب جائعة .. لذئاب ذات لحىً قبيحة
قطعت أوصال الوطن ..
فقبحها الله من وجوه كالحة
طربت وصفقت لزيادة معاناة إنسان بات يرقب كل يوم معاناة من شكل جديد
زادت المعاناة فصفق النواب في سابقة فريدة من نوعها
سجلها التاريخ .. لأن مهمته الرصد والمتابعة
فحكمت محكمته وقضى قضاته
بأن الأرض حبلى بمن يحمل الخلاص
والرحمة لم تنقطع ..
والدين لا ينسى والديان لا يموت