عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 03:57 AM   #12
محمد عبده
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية محمد عبده



محمد عبده is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى محمد عبده
افتراضي رد: سلسة مقالات الشقيق بابكر فيصل ....


أصلاح مناهج التعليم الديني : الغلو والتكفير و أثارة الكراهية ضد الاخر (3)

بابكرفيصل بابكر
boulkea@yahoo.com

تناولت في المقالين السابقين البعد الأول من أبعاد اصلاح مناهج التعليم الديني, وهو البعد الذي يخص " الجمود ومخالفة روح العصر", وأتناول في هذا الجزء البعد المتعلق بالغلو و التكفير واثارة الكراهية ضد الاخر. والأمثلة هذه المرّة مأخوذة من بحث أعددته عن المنهج المقررعلى التلاميذ في المملكة العربية السعودية في العام 2004 . والمنهج السعودي ينبني في الأساس على الأيديولوجيا الوهابية المستندة الى الفقه الحنبلي الذي حللنا نماذج من أحد كتبه في المقالين السابقين.

وكما ذكرنا في مقدمة هذه السلسلة من المقالات فأنّ السعودية كانت قد أعترفت بأنّ مناهجها أحتوت على تحريض ضد الاخر غير المسلم وضد أميركا على وجه الخصوص, وهو ما صرّح به الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي قال أنّ مراجعتهم للمناهج والكتب الدراسية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كشفت أنّ خمسة بالمائة مما يتم تدريسه في المملكة العربية السعودية يحض على كراهية الأميركان.

والمنهج لا يحض على كراهية غير المسلم فحسب ولكنه يشمل بذلك كل الفرق التي تخالف الفهم السلفي الوهابي للدين. اذ يقول المنهج عن الأشاعرة والصوفية والمعتزلة والجهمية أنهم " قلدّوا من قبلهم من أئمة الضلال فضلّوا وأنحرفوا" . ويكفرّ على وجه الخصوص الأشاعرة والماتريدية الذين يخالفون الفهم الوهابي لنصوص الصفات الالهية فيقول " من نفى ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله, فقد كفر".

ويصف المنهج ممارسات المسلمين المخالفين للفكر الوهابي السلفي بالضلال و بالبدع, فيقول أنّ الأحتفال بالمولد النبوي الشريف " تشبه بالنصارى" وأنّ من يحتفل به هم " جهلة المسلمين أو العلماء المضلون" ويقرر أنّ الأحتفال بالمولد " بدعة أحدثها البّطالون وشهوة نفس اغتنى لها الأكالون", ثم يخلص الى تحريم " زيارة المبتدع ومجالسته".

وهذا يعني أنّ مئات الملايين من المسلمين في العالم, والملايين من مسلمي السودان وعلمائه هم من الجهلة والمضلين, وأنّه لا تحل زيارتهم و مجالستهم وهو ما يكرّس لنهج التعالي والعزلة الذي يؤدي في نهاية المطاف لأستخدام العنف ضدّهم.

والأخطر من ذلك هو طرح المنهج لتاريخ الخلافات بين المسلمين بطريقة تجعل التلميذ يعتقد بمشروعية استخدام العنف والتصفية الجسدية في الخلافات الفكرية وخلافات الرأي. فقد جاء في المنهج " مع طول الزمن والبعد عن آثار الرسالة، يحصل كثير من الانحراف، ويخفى كثير من السنن، وينبت كثير من البدع, وما من بدعة إلا ويقيض الله لها من يردها ويكشف عوارها وينصر السنة، وما من رأس من رؤوس الضلالة إلا ويقيّض الله له من أعلام السنة من يتصدى له ويفضحه، ويرد عليه بدعته ويقيم عليه الحجة " وأنه لما ظهرت نزعات الابتداع الأولى فأنّ الأمام علي أدّب "من غلا فيه وحرقهم بالنار", وأنّه " لما ظهر من ينفون القدر تصدى لهم متأخروا الصحابة كابن عمر الذي حذر منهم وكشف عوارهم, ولما أعلن غيلان الدمشقي هذه البدعة تصدى لها التابعون, فلما أصّرعلى بدعته قتله هشام بن عبد الملك ,وضحى الأمير خالد بن عبدالله القسري بالجعد بن درهم".

والذين يقصدهم المنهج " بالذين ينفون القدر" هم من عرفوا في تاريخ الاسلام " بالمتكلمين" ومنهم معبد الجهني وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم والجهم بن صفوان. وقد مثلت أفكارهم تهديدا سياسيا مباشرا لحكم الأمويين حيث نادوا " بالحرية الأنسانية" في مقابل " الجبرية" التي يقول بها الأمويون لأيجاد التبرير الديني لأستمرار ملكهم الوراثي المتسلط وذلك بتقريرهم أنّ كل ما كان, وما هو كائن, وما سيكون مستقبلا, انما هو أمر الله وقدره وتقديره وتدبيره الخفي العليم. غير أنّ المتكلمين – كما يقول الدكتور يوسف زيدان - ناقضوهم في ذلك حين قرروا ضمنا, أي من دون تصريح واضح, أنّ الانسان مختار وأنه سوف يحاسب على اختياره. وهو القول الذي توسع فيه المعتزلة من بعد, وتحوّل على أيديهم الى نظرية في الحرية الأنسانية, تضاد مذهب الجبرية وترد عليه بالأدلة النقلية والعقلية, أي بالنصوص الدينية والقياسات العقلية.

وما يذكره المنهج عن قتل خالد القسري للجعد بن درهم يمثل جريمة أرهابية مرّوعة ومكتملة الأركان, أذ قام بنحره في المسجد يوم عيد الأضحية, وذلك بعد أن خطب في الناس وقال في خطبته تلك: " أيهاالناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم ... ثم نزل فذبحه في أصل المنبر". , وهو الأمر الذي رأينا صداه في مشاهد الذبح المرّوعة التي قام بها تنظيم القاعدة وأبومصعب الزرقاوي في العراق, فهل يصلح أن يدرّس التلاميذ تصفية الخصوم بالقتل والذبح ؟

والتاريخ يحدثنا أنّ خالدا القسري الذي يحتفي به المنهج السعودي لم يكن من أهل التدين والتقوى بل كان سياسيا يستخدم أدوات السياسة وحيلها ومؤامراتها للحفاظ على السلطة, ولم يكن قتله للجعد بن درهم أول جرائمه؛ فقد قبض على سعيد بن جبير في مكة؛ حينما كان حاكما لها؛ وأرسله إلى الحجاج بن يوسف بالعراق؛ وذلك بعد انهزام ثورة عبد الرحمن بن الأشعث التي انضم إليها ابن جبير؛ حيث قتله الحجّاج وقال عن مقتله سفيان الثوري ( لقد قُتل سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه). وقد دارت دوائر السياسة لا الدين, ومؤامرات السلطة وخلافاتها على خالد القسري حيث قتل على يد الخليفة الأموي الوليد بن يزيد؛ والذي قتله بعد أن حبسه وأخذ ماله وعذبّه ؛ ودفعه إلى واليه على العراق يوسف بن عمر؛ الذي أخذه إلى الكوفة وقتله هناك وهي نفس المدينة التي قتل فيها الجعد بن درهم !!!

وجاء في المنهج السعودي كذلك " إنّ ما ينذره جهلة المسلمين، من نذور للأولياء والصالحين من أموات المسلمين، كأن يقول: يا سيد فلان إن رزقني الله كذا، أجعل لك كذا..فهو شرك أكبر". ولا يكتفي المنهج بالقول بشرك المسلمين المخالفين للفكر الوهابي السلفي بل يستبيح دمائهم وأرواحهم ويحلل أسترقاق أهلهم حيث يقول " الذي يقول لا إله إلا الله، ولا يترك عبادة الموتى والتعلق بالأضرحة، لا يحرم ماله ولا دمه" وأنّ من وقع في الشركيات فأنّ الله قد "أباح دمه، وماله، وأهله، لأهل التوحيد، وأن يتخذوهم عبيداً لهم، لما تركوا القيام بعبوديته".

أما فيما يخص غير المسلمين فأنّ السمة الأساسية التي يرسخها المنهج السعودي في التعامل معهم هي ضرورة بغضهم وعدم اظهار المحبة والتوادد لهم وذلك لأنّ " الشرك الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب". وأن لا نلقي عليهم السلام لأنّ " التحية بالسلام عليكم تكون فقط للمؤمنين ولا يمكن أن نحيي بها غيرهم". وأنّه يجب "أن نضطر اليهود والنصارى الى أضيق الطريق".
ومن الأشياء الخطيرة التي يرسخها المنهج في نفوس وأذهان التلاميذ هي ضرورة كراهية غير المسلمين حتى لو سافرنا وأقمنا ببلادهم. فالمنهج يقرّر أنّ أنواع السفر لبلاد الكفر هى السفر للدارسة أو التجارة أو العلاج أو الدعوة. وقد وضع المنهج شرطان للأقامة ببلاد الكفر أحدهما أن يكون المقيم "مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم". وهذا حديث محرّض على العنف بلا جدال, حيث يسافرملايين المسلمين الي دول مثل بريطانيا وأميركا والصين للدراسة والعلاج والتجارة سنويا, ومن يتعلم منهم ويتربى على مثل هذا المنهج لن يكتفي ببغض أهل تلك البلاد و لا شك سينتهي به المطاف الى مثل ما انتهى اليه كل الشباب الذين تورطوا في أعمال العنف والقتل والتفجير.
ويقول المنهج أنّ تقليد الكفار في أمور مثل الأنشطة الأسبوعية كأسبوع المرور, وأسبوع حماية البيئة, وكذلك الأيام الوطنية كيوم الأستقلال, ويوم ثورة اكتوبر, يعتبر نوعا من الفسق والمعصية. حيث يقسم المنهج تقليد الكفار الي تقليد يؤدي للكفر و اخر يقود للمعصية والفسق, وجاء في المنهج أنّ ( تخصيص بعض الأيام والأسابيع للنشاط في بعض الأعمال، واتخاذ الأيام الوطنية والقومية وهذا محرم وفسق ).
ونواصل ............




ومع ذلك فقد اعتبر المقرر الديني أن أي مسلم يتبنى النظرية الرأسمالية فهو منافق نفاق أكبر مخرج من الملة حتى لو أعلن انتماءه للإسلام، كما يقول:
(الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية وغيرها من مذاهب الكفر ردة عن دين الإسلام، فإن كان المنتمي إلى تلك المذاهب يدعي الإسلام فهذا من النفاق الأكبر، فإن المنافقون ينتمون إلى الإسلام في الظاهر، وهم مع الكفار في الباطن


)

ومن نماذج الاضطراب أن المقرر يدعوا مثلا إلى عدم تسمية العلماء في العلوم الإنسانية والتقنية بلقب علماء، بل يجب اعتبارهم جهال، وإنما الذي يستحق وصف عالم في نظر المقرر هو العابد فقط، حيث يقول عن علماء الحضارة المعاصرة:
(فهم وإن كانوا أهل خبرة في المخترعات والصناعات فهم جهال لا يستحقون أن يوصفوا بالعلم، لأن علمهم لم يتجاوز ظاهر الحياة الدنيا، وهذا علم ناقص لا يستحق أصحابه أن يطلق عليهم هذا الاسم الشريف فيقال العلماء، وإنما يطلق هذا على أهل معرفة الله وخشيته)([


يؤكد يغرس المقرر مفهوما خاطئا تجاه الدول المتقدمة والحضارة المعاصرة حين خطورة احترام تلك الدول المتقدمة، ولا يقرر ان يحترم تقدمها فهو ضعيف الإيمان، :
(..
في الدول الكافرة وما عندهم من تقدم صناعي واقتصادي، فإن ضعاف الإيمان من المسلمين، ينظرون إليهم نظرة إعجاب، دون نظر إلى ماهم عليه من الكفر، وما ينتظرهم من سوء المصير، فتبعثهم هذه النظرة الخاطئة إلى تعظيم الكفار، واحترامهم في نفوسهم..) ([84])
أو حين يصور المقرر تصوير الحضارة المعاصرة كحظيرة بهائم حيوانية لا تملك أي سبب للسعادة، بل كل ما لديها من الإمكانيات إنما يقودها إلى السقوط يقول :
(
المجتمع الذي لا يسوده عقيدة صحيحة هو مجتمع بهيمي يفقد كل مقومات الحياة السعيدة، وان كان يملك مقومات الحياة المادية والتي كثيراً ما تقوده إلى الدمار، كما هو مشاهد في المجتمعات الجاهلية
ومن أخطر مراحل التوتر أن يصل التصعيد الديني الى مستوى التحريض والاستعداء على المسالمين الذين عاملونا على أساس الثقة، وذلك لما تعرض المقرر لقضية السفر للبلاد غير الإسلامية ذكر من أنواع السفر: السفر للدارسة أو التجارة أو العلاج أو الدعوة، ولكنه للأسف جعل من شروط الإقامة كما يقول:
(ويشترط لجواز الإقامة شرطان.. وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم) ([88]).
ويقول: (أن يقيم للدراسة، وهو أخطر، لكون الطالب يشعر بدنو منزلته، فقد يحصل من تعظيمه للكفار والاقتناع بآرائهم، ويشعر بحاجته إليهم، ولاسيما إلى معلمه، فقد يتودد إليه ويداهنه في ضلاله وانحرافه، وكذلك اتخاذهم أصدقاء بحبهم ويتولاهم

ومن النماذج التي يضطرب فيها المنهج العلمي أيضا مايقوله المقرر عن ممارسة الأنشطة الأسبوعية كأسبوع الشجرة، وأسبوع المرور، حيث يجعلها فسقاً ومعصية، والمشارك فيها آثم، لأنها تقليد للكفار، فحينما قسم تقليد الكفار إلى كفر وفسق، جعل من أنواع التقليد الذي هو فسق ومعصية:
(
تخصيص بعض الأيام والأسابيع للنشاط في بعض الأعمال، واتخاذ الأيام الوطنية والقومية وهذا محرم وفسق)([

وكثير من الاحكام التي يضطرب فيها المنهج العلمي وتحمل تعنتا في التفسير تكون مدفوعة في الغالب بقلق عقائدي، كما في موقف المقرر من إضافة النتائج إلى أسبابها حيث يرى مثلاً أن مقولة
(الخطط التنموية تقضي على الفقر والجهل) شرك أصغر والذي هو من أكبر الكبائر، لأن فيها نسبة النعمة لغير الله، واضح طبعاً أن واضع المقرر يقصد الاستخدام الصحفي لهذه العبارة
فهل الكاتب المسلم حين يقول ذلك يقصد الشرك مع الله!
إنما يقصد أن الخطط التنموية سبب والأمر كله بيد الله، وفي أسوا الأحوال قد تعتبر هذه العبارة تحتاج إلى بعض التحفظات لتكون أكمل أدباً، لا أن تكون لوناً من الشرك.
ومن نماذج الشرك الأصغر التي يعرضها المقررة عبارة (تقدم الطب قضى على الأمراض) لذات الاعتبار السابق وهو كونها نسبة للنعمة إلى غير الله، بدون مراعاة مقاصد الناس.
ومن النماذج كذلك أن من فسر سلامة رحلته بكفاءة قائد الرحلة فالمقرر يعتبره لوناً من الشرك، أو فسرها بكون الطقس والأجواء كانت مناسبة.
وكذلك إذا نسب المال إلى نفسه أو مورثه فإن هذا شرك أصغر لأنه نسبة النعم لغير الله.
ومما يزيد الامر تعقيدا أن المقرر يؤكد أنه، حتى لو سلم قصد القائل، وكان يرى أن النعمة كلها من الله لكن الطب، أو الخطط التنموية، أو كفاءة القائد، أو الأجواء، ونحوها، كانت مجرد أسباب، فإن التعبير بذلك وإضافتها إلى الأسباب يعتبر شركاً أصغر، يقول المقرر:
(
من أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده،
وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله،
وتارة إلى نفسه وعمله أو سعي غيره،
فهذا شرك اصغر..يجب التوبة منه..،
ولنسبة النعم إلى غير الله أمثلة كثيرة:
..
كقول بعضهم -إذا طاب سير السفينة – : كانت الريح طيبة، والملاح حاذقاً،
وقول لولا فلان لكان كذا،
وهذا مالي ورثته عن آبائي،
ومن الأمثلة المعاصرة، قول بعضهم:
تقدم الطب قضى على الأمراض،
والخطط التنموية تقضي على الفقر والجهل، ونحو ذلك) (


في هذا الأطار تجىء هذه المقالات حول هذا الموضوع , وسوف أورد في بدايتها رأيا للمفكر الأردني الدكتور شاكر النابلسي حول البعد المتعلق بالعنف في المناهج , ثم أعرض في حلقة تالية لبعض النماذج المتعلقة بالجمود والبعد عن روح العصر في المناهج, ويحدوني أمل كبير في أن تفتح هذه الحلقات الباب امام النقاش الجاد والهادىء في هذه القضية الهامة.
بسم الله الرحمن الرحيم

رأي الشيخ ابن عثيمن في طريقة ذبح الاسرى الذبح على طريقة ابومصعب الزرقاوي هنا

هذا السؤال والإجابه ، في شرح البلوغ من كتاب الجهاد ، تجده في الشريط السابع منتصف الوجه الثاني تقريباً ، من اصدرات تسجيلات الإستقامة :

سأل الطالب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قائلاً :
يا شيخ عفى الله عنك :
نسمع عن بعض الإخوة _ اعز الله الإسلام _ في بعض المناطق التي يجاهدون فيها إذا اخذوا بعض الأسرى قتلوهم تذكية فما حكم هذا القتل .

اجاب الشيخ رحمه الله قائلاً :

القتل على أي صفة كانت ، يمكن التذكية قد تكون إنها اهون عليها .

قال السائل : الا تكون من باب التمثيل ياشيخ ؟

اجاب الشيخ :
لا . لا ابداً لإنه لايقطع ايديهم ورجليهم ، يقطع عنقه ثم يموت على طول ، ولهذا ابن مسعود رضي الله عنه حز راس ابي جهل.




في لقاء لي مع الدكتور شاكر النابلسي في خريف العام 2005 سألته السؤال التالي :

دعت الأدارة الأميركية الي ضرورة تغيير المناهج التعليمية فى العالم العربى والأسلامي وذلك في أطار حربها علي الأرهاب وكان الأستاذ العفيف الأخضر قد دعا الى ذات الشى من قبل وكذلك الدكتور محمد أركون الذى يقول في كتابه "معارك من أجل الأنسنة فى السياقات الأسلامية" ما يلى (من الواضح أنّ برامج التعليم منذ المدرسة الأبتدائية وحتى الجامعات هي أول شى ينبغى تغييره اذا ما أردنا التوصل الي ثقافة أنسانية منفتحة يوما ما) ما هو تعليقكم ؟

فأجاب الدكتور شاكر قائلا :

كلام الدكتور محمد أركون كتب قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وموضوع أصلاح التعليم الديني بدأ مبكرا جدا في العالم العربي, في عام 1957 نادي الحبيب بورقيبة في تونس بأصلاح التعليم الديني وأغلقت جامعة الزيتونة التي كانت بمثابة الأزهر في المغرب العربي وقام الطاهرعاشور وعلماء آخرين من تونس بوضع برامج دينية جديدة بحيث حرصت هذه البرامج علي عدم تكفير الآخر وعدم العداء مع الآخر وأصبحت هذه المناهج متماشية مع روح وقيم العصر. اذا أصلاح التعليم الديني الظلامي دعوة ليست لها علاقة بأمريكا. في مصر بعد عام 1979 وهو العام الذي وقع فيه أتفاق كامب ديفيد قام الرئيس السادات بشطب كافة الآيات التي تحض علي كراهية اليهود من المناهج الدراسية وليس من القرآن لأن لا أحد يجرؤ علي أن يحرك حرفا واحدا من القرآن وكانت الحجة في ذلك كما قال حكمت سليمان المستشار المسئول عن تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم أنه ما عادت هناك حاجة الي مثل هذه المناهج ومثل هذا الفكر الذي من الممكن أن يحض الشباب علي كراهية شعب نحن طبّعنا علاقتنا معه كمصريين. والواقع فيما يتعلق بالآيات القرآنية التي تتحدث عن محاربة الكفار وخيانة اليهود للاسلام والمسلمين في المدينة فأنا لي رأي قد لا يتفق فيه معي عدد كبير من الناس , أنا أعتقد أن اي حكم سياسي يقع علي حالة سياسية معينة فأن هذا الحكم يأتي بالضرورة في سياق الواقع التأريخي والأجتماعي والسياسي والأقتصادي الذي أفرزه ولكنه ليس حكما عابرا للتأريخ لماذا ؟ لأن السياسة عبارة عن متحركات وليست ثوابت, العقائد هي الثابتة, التوحيد هو الثابت علي مر التأريخ , الأيمان بالله والرسول وخلق الكون ومسائل العبادة هي ثوابت لا تغيير فيها , لكن علاقة المسلمين بالأخرهي من المتغيرات وليست من الثوابت. أن الآيات المكية التي نزلت في شأن اليهود تختلف عن الآيات المدنية التي نزلت فيهم. هناك في الآيات المكية مراعاة لأهل الكتاب ودعوة لمعاملتهم بالحسني, في حين أن الآيات المدنية تخالف ذلك وهذا يعزي للخلاف الذي وقع بين الرسول واليهود في يثرب. وموضوع اليهود في المدينة موضوع مهم وقد تحدثت عنه بالتفصيل في كتابي "المال والهلال". كان اليهود في المدينة بمثابة بنك الجزيرة العربية بمعني أنهم كانوا يقومون بتسليف تجار قريش وغيرهم المال وكانوا كذلك يزودون قريشا بالسلاح الذي كانوا يسيطرون علي صناعته في يثرب . وعندما قرر الرسول الهجرة للمدينة شجعه اليهود بالاضافة للأوس والخزرج, ليس حبا في نشر الأسلام لأن اليهود لم يكونوا معنيين بالدين عموما, فيهود الجزيرة العربية لم يباشروا نشاطا دينيا علي الأطلاق, المسيحيون هم الذين نشطوا في الدعوة الدينية وأقاموا الأديرة علي طريق القوافل بين مكة وبلاد الشام ومكة واليمن في رحلتي الشتاء والصيف. أما اليهود فأنهم لم يحاولوا ممارسة أي نشاط ديني لكسب المزيد من المؤمنين لديانتهم وذلك لأن الديانة اليهودية - كما هو معروف تاريخيا- هي عرق أكثر منها دينا بمعني أنه من الصعب أن تصبح يهوديا الا اذا ولدت كذلك, ولهذا السبب لم يكن اليهود معنيين بموضوع التبشير بديانتهم وكان يهود المدينة يركزون علي موضوع التجارة. وعندما هاجر الرسول الي المدينة وانشأ دولته وهي بالمناسبة أول دولة علمانية في الأسلام بمعني أنه أشرك فيها بجانب المسلمين المشركين من الأوس والخزرج بالأضافة لليهود ولذلك فهي لم تكن دولة دينية بقدر ما كانت دولة دنيوية بالأصطلاح الحديث الآن. أيّد اليهود هجرة الرسول لسبب أقتصادي وليس لسبب ديني فقد كانوا يريدون الأستفادة من الرسول وهو تاجر سابق وذو باع طويل في التجارة. أتفق الرسول مع اليهود علي أن لايناصروه علي قريش لأنه يعلم أن لليهود مصالح تجارية معهم وكذلك أتفق معهم علي أن لا يزوّدوه بالسلاح لأنه سيحارب به زبائنهم القرشيين. الاّ انّ الموازين السياسية أختلفت بعد ذلك فطلب الرسول المال و السلاح من اليهود فرفضوا وذلك حسب الأتفاق القائم بينهم ولذلك وقع الشقاق والنزاع بين الرسول واليهود ونزلت الآيات التي دعت لمحاربتهم. كل هذه الأحداث وقعت قبل الف وأربعمائة عام (أربعة عشر قرنا) نتيجة لظروف سياسية واقتصادية وتاريخية معينة, ونحن اليوم في القرن الحادي و العشرين لنا ظروف سياسية مختلفة, صحيح أنّ لنا خلافا مع اسرائيل التي تحتل ارضنا العربية وتهددنا بعلمها وعسكرها ومالها وصناعتها وخبرائها, ولكن هذه قضية مختلفة من قضيتنا مع اليهود في ذلك الوقت, نحن الآن نرّدد الآيات التي نزلت قبل أربعة عشر قرنا لتوصيف القضية الحالية وأنا أختلف في ذلك وهذه هي وجهة نظري فيما يتعلق بهذا الموضوع. وعود علي بدء أقول أن المناهج التعليمية في العالم العربي مكتظة بهذا الكلام, وهذا الكلام يرّدد في خطب الجمعة وفي البرامج الدينية بالتلفزيون والفضائيات وفي الصحافة الدينية وعلي شاشات الأنترنت وفي المجالس وهو من أسباب – وليس السبب الوحيد – موجات الأرهاب الموجودة في العالم العربي والأسلامي. أن اصلاح مناهج التعليم لا يعني قطعا حذف حرف واحد أو نقطة واحدة من القرآن الكريم أو تعديل أي حديث صحيح صدر عن الرسول الكريم ولكن يعني رفع مثل هذه الآيات وتلك الأحاديث من المناهج الدراسية حتي لا تثير في الشباب نزعة العنف والتطرف.

محمد عبده غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس