الموضوع
:
أهمية الأدب عند قطب العارفين..وإمام الأولياء..السيد النبهان
عرض مشاركة واحدة
01-06-2011, 11:28 AM
#
3
علي الشريف احمد
المُشرف العام
رد: أهمية الأدب عند قطب العارفين..وإمام الأولياء..السيد النبهان
طلب المريد الأذن من شيخه
قال رضي الله عنه : إذا أراد المريد أن يعمل عملاً أو يسافر سفراً لأمر من أمور الدنيا والآخرة وكان صادقاً فلا يُقدِمُ عليه إلاّ بأمر المرشد المربي، وأعني بالمريد بجميع شروطه المنقطع، الّذي ليس له مرجع آخر، فهذا المريد له ثلاث مراتب
أعلاها
: أن لا يُقدِمَ على عمل يخطر له، بل يرده بقلبه إلى الشيخ، حتى يأمره بفعل أو ترك ذلك الشيء الّذي خطر له، وهذه مرتبة لا ينالها إلاّ الأفراد من المريدين .
المرتبة الثانية
: وهي الوسطى والتي أدنى من الأولى أن يذكر للشيخ ما اختلج في صدره وخطر على باله أن يعمله أو يتركه على سبيل الحكاية يقصها عليه وكأنّه رجل أجنبي ليس له ميل ولا شهوة في الإقدام أو الترك له، مستسلماً منتظراً الإجابة، وليس في قلبه مثقال ذرّة من ميل، بل هو متجرّد لا يعلم شيئاً سوى أمر شيخه، فهذا إذا أمره الشيخ أو نهاه وامتثل كان مأذوناً وفالحاً وناجحاً بذلك .
أما المرتبة الثالثة
: التي هي مرتبة المكر، إذا خطر له ونوى تنفيذه أو اشتهاه أو مالت نفسه له، ولكنه خجلاً من الشيخ أو تبركاً به أو تمنّياً لعله يوافق هواه، فإنه يذهب لشيخه ماكراً به وكلّه شهوة وكلّه ميل للتنفيذ أو الترك، فيقدّم المقدمات المعسولة باللفظ المرتب لقضاء شهوته، فيطلب الإذن على هذه الحالة
وهنا مرتبة العارف بالله يشمّ كلامه منتناً ومقدّمته وشهوته تفوح رائحتهما لديه، فيتجاهل معه ويقابل مكره بمكره {
والله خير الماكرين
}
[ آل عمران 51 ]
فيقول له : موفّق إن شاء الله، وهذا هو عين المكر من العارف، إذ إن المستأذن هو الّذي بدأ المكر، وإن الشيخ لم يبين له نتيجة ذلك الأمر من أمره ونهيه عنه خوفاً عليه من القطيعة، إذ لو أشار عليه بما هو الأنفع فلابدّ أن يقدم على مشتهاه مخالفاً للشيخ فيتخجّل، وربما انقطع عنه، بل إن الشيخ يطاوله بعد ذلك متجاهلاً، لعله يرزق الصدق ولو بعد حين .
الإذن فيه مكر، والأمر ليس فيه مكر .
أدب المريد القلبي
قال رضي الله عنه : إذا أراد إنسان أن ينزل من عمل إلى عمل أدنى منه فلابدّ أن يطلب الإذن من الحضرة التي هو فيها فإذن العارفين والأولياء وأهل النيابات من الحضرة الإلهية أو الحضرة المحمّدية .
وإذْن المريد من حضرة الشيخ هذا في حال النزول من عمل أعلى إلى أدنى، أما العروج من أدنى إلى أعلى فلا يحتاج إلى إذن، والإذن يحتاج إليه الإنسان في الأقوال والأفعال والحركات والسكنات، حتى يكون مؤدباً بالأدب المحمّدي .
فطالب الإذن محفوظ، وله ملائكة خاصة به، وظيفتهم أن يحفظوه ما دام في الأدب .
عتاب المرشد للمريد
قال رضي الله عنه: إذا أراد المرشد عتاب المريد صاحب القلب فإنه يعاتبه بلحاظ عينه، فيطحن قلب المريد في هذه اللحظة، فيبقى الأيام والليالي حزيناً مؤاخذاً، وهذا عتاب محبة، وآخر يعاتبه باللسان لتسمع الآذان، إذ ليس له قلب بل له سمع .
وذكر رضي الله عنه أن مريداً كان يتأدب معه فرآه مرة وقد نزل على الدرج درجتين في خطوة واحدة فعاتبه بقلبه عتاباً شديداً حتى تاب عن ذلك، قال رضي الله عنه : كان ذلك المريد يكاشفني في المجلس بماذا أريد أن اتكلّم به، وصل إلى ذلك بكثرة الأدب .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
د. سلوى الدابي
,
سراج الدين احمد الحاج
معجبون بهذا
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد