عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2011, 01:01 AM   #17
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة



27 - سيدي ما هو الاستعداد ، وكيف يستزيد العبد منه ان امكن ، وكيف يستفيد منه العبد ، وهل نحن مسؤولين عنه وسنحاسب عليه ؟


إجابة السؤال السابع والعشرين: الاستعداد في مصطلح القوم هو قابلية النفس وتهيؤها لما يرد عليها في الوقت من واردات، فتتحفّز حينها الإرادة، وتحسن النيّة.. والاستعداد يشحنه الصدق في الطلب، والرغبة في القرب من المولى، وحب الوقوف بين يديه والوجود في حضرته.. فمن زادت همّته في سيّده زاد استعداده، وتفتحت مغاليق فؤاده.. أمّا المحاسبة عليه فلا حساب إلاّ على ذنب قد حذرنا منه المولى سواء في كتابه أم على لسان نبيّه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فالاستعداد للواردات ليس ممّا سيحاسبنا عليه الحق جلّ في علاه..



28 - سيدي كيف يستفيد العبد السالك من رؤية اسم الرب تعالى "الله" وعلى اي حال يكون وكيف يكون توجهه بحيث يستقي المعاني والانوار والخيرات عندها ؟


إجابة السؤال الثامن والعشرين: الأصل في أخذ المدد واستقاء الأنوار والمعاني هو التعظيم، فالتعظيم له سرّ باهر في استجلاب أنوار العطف الإلهي واستقاء المعاني، وهو مفيد لمن أراد استقاء أنوار الجمال، لذا فإننا في الركوع نعظّم الربّ جلّ وعلا، فيثمر حال الحمد عند العبد ويثمر تنزّله سبحانه لسماع نداء عبده بتجلّي: (سمع الله لمن حمده).. ومن هنا كان تعظيم الاسم في القلب على بساط الهيبة حال النظر إليه أو الذكر له هو تنزّل أسرار الاسم في ذلك القلب من عوالم العزّ الإلهي على رقيقة النور؛ فيصبح حينها الاسم دائماً في باطن المريد فينتقل حينها من شهود عظمة الاسم إلى شهود عظمة المسمّى وهيبته وهو الحال الأكمل


ومن أحبّ الله وفني فيه أحبّ أسماءه وصفاته وتجلياته وكلّ ما ينتمي إليه، وأحبّ كل ما أحبّه وبغض كلّ ما أبغضه، وتأدّب معه في ملكه.. فإنّ الضيف يتأدّب في ملك مضيفه، فكيف بالمخلوق! والأرض كلّها لله، والخلق كلهم عياله، فيجب التأدّب في ملكه ومع خلقه؛ لأنّه هو المالك لكلّ شيء والقاهر فوق كلّ شيء، فمن آذاك في ملكه فحسبه مالكك ومالكه، ومن أكرمك فاحمد الله لأنّه أكرمك من ملك الله، وسبحان الله الذي له (غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)..



29 - سيدي ما هو افضل وسيلة لتزكية النفس واحبها الى الله واسرعها وسيلة للتزكية ؟


إجابة السؤال التاسع والعشرين: النفس أقرب الأقربين إليك، والأقربون أولى بالمعروف، فمن أكرم نفسه أكرمته وأكرمه الله، ومن أهانها وتسلّط عليها فرّت منه وقاومته.. لذا كان تأديبها بالتحلية والتخلية فيما يرضاه الله هو أفضل وسيلة لتزكيتها.. فانظر نفسك بمرآة الواعظ الناصح، واحصِ ما فيها من صفات تحتاج لترقية، واسعَ لتعويدها على الفضائل ومحاسن المحاسن، فتفعل بخُلُق وتتكلم بخُلُق وتأخذ بخُلُق وتعطي بخُلُق وتجلس بخُلُق وتقف بخُلُق وتعمل كل عمل بخُلُق فتكون عندها على خُلُق عظيم.. ولا أجمل من أخلاق من امتدح الحقّ أخلاقه فقال عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وامتدح نفسه فقال: (أدّبني ربّي فأحسن تأديبي) وامتدحه غيره فقال: (كان خلقه القرآن) وكانت رسالته للبشرية جمعاء هي الأخلاق فقال: (إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق).. صلى عليه الله سبحانه ما دامت الدهور وتوالت العصور وسلّم تسليماً كثيراً.. ولا يخفى علينا ما لأهمية علماء السلوك الصادقين وأهل الله تعالى الصدّيقين لأنه عنهم تؤخذ التربية والأخلاق الرفيعة لأنهم الأعلم بأخلاق الله تعالى وأخلاق سيد المرسلين والنبيين عليهم جميعاً الصلاة والسلام.. فاعرض نفسك على أقوالهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم تبلغ غايتك وتحقق مقصدك بإذن الله..



30 - سيدي هل الولاية مثل النبوة من حيث ان النبوة لا يصل احد اليها بجهد وعمل بل هي رحمة الله واجتباء يختص به من يشاء ، فهل الولاية كذلك ؟


إجابة السؤال الثلاثين: الولاية تعريفها عند الفقير بأنها هي الولاء لله، والولاء هو قمة الإخلاص، فالولي كلّه لله، ولا ينتظر جزاءً أو شكوراً، يحبّ ما يحبّه الله ويكره ما يكرهه، ينصر الله بروحه ونفسه وكلّ ما يملك.. وهذه المرحلة يمكن الوصول إليها بالاجتهاد، وكلّ ما دعانا إليه المولى جلّ في علاه فإنه يمكن اكتسابه؛ وذلك أن العزيز الحكيم لا يدعونا إلى شيء لا يمكننا أن نصل إليه، وكلّ ما امتدحه سبحانه في كتابه هو ممّا دعانا إليه.. والولاية طريقها قلبي، فمن تقرّب إلى الله بقلبه وتذكّره وأحبّه بكلّ كيانه وأخلص له في اعتقاده وتفانى في طلبه لمولاه وفي ذلك يقول المولى جلّ وعلا: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (.) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فالإيمان به وتقواه طريق قلبي أساسه شدة الإخلاص والتفاني في الحبّ.. فمن عرف الحقُّ صدقَ حاله أدناه وقرّبه وتوّجه بتاج الولاية (ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه)..



31 - سيدي ما هو الحد الادنى من العلم الذي يكون امام الله مقبولا لحديث النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ؟ وما هو الحد الادنى من الانفاق الذي ينجو به العبد يوم لقاء الله عندما يسأله عن ماله فيما انفقه ؟


إجابة السؤال الحادي والثلاثين: الحدّ الأدنى من العلم هو ما تعرف به الحلال والحرام، لأنّك لو فعلت المحرمات وأنت لم تعرف ما حرّمه الله عليك فلا حجة لك بذلك.. لأنّ الحرام قد حذّرنا الله منه في كتابه العزيز.. فتعلّم ما يقي وجهك من النار واجب، ويدخل في حدّ فرض العلم ما لا يصحّ أداء الفرض إلاّ به كمن أراد الصلاة فعليه أن يعرف كيفيتها وأركانها وواجباتها.. أمّا ما سيحاسبك المولى عليه من المال هو ما أمرك به وهو الزكاة، وما نهاك عنه وهو أن تنفق مالك في الحرام كالربا والميسر وشراء المحرّم وغير ذلك.. وكذلك سيحاسبك المولى عن مصادر مالك فكلّ ما أتى من مصدر حرام فهو حرام (وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)..


32 - سيدي من رأى في نفسه وجسده وحياته الكثير من البلاء والذي يقف بينه وبين الطاعات والعبادات فماذا يفعل ؟


إجابة السؤال الثاني والثلاثين: البلاء لا يقف في طريق المؤمن لأنه وسيلته في الصبر والتقرّب من الله بالدعاء والمناجاة والرجوع إليه جلّ وعلا، يعلّمنا مولانا وسيدنا في كتابه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (.) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (.) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فبذلك أصبح البلاء سبباً في التقرّب من الله والرجوع إليه وكان بذلك سبباً في استجلاب الرحمات والصلوات والهداية.. فلا يحجبنّك البلاء عن مولاك لأنّ النفس إذا كان بها ظلمة الحظوظ نفرت وأعرضت، ولكن المؤمن الصادق في طلب مولاه يرجع إليه بالتضرّع والدعاء والتذلّل بين يديه فلا يحجبه شيء عنه.. واعلم أنّ كلّ إقبال على الله يرفع أستاراً من أستار الحُجُب ويزيد البلاء سهولة ويسراً، وكلّ إعراض عنه وإقبال على الأغيار يسدل على القلب الحُجُب ويزيد على النفس وطأة البلاء ومشاكل الحياة.. كما أنّه على المرء أن يخطّط دائماً لإيجاد الحلول المناسبة في حالات المشكلات والتحدّيات التي يمكن أن يجد لها حلولاً، فيحدّد المشكلة ويبحث أصولها وأسبابها ويضع البدائل التي يمكن من خلالها حلّ المشكلة وهكذا إلى أن يجد ما يستطيع من خلاله التقدّم فلا ييأس ولا يُحبَط ولكن يتوكّل على الله (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدرًا)..


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس