[/size]
رعاك الله أيها النجلاء و أنتي تحي الذكرى الخامسة والخمسون لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان بمقالك الضافي هذا ولكن تجئ هذه الذكرى في وقت عصيب ، وقت بدأت رافعات الانقاذ والات هدمها تقرس انيابها لتمزيق الوطن ذلك البناء الشامخ الذي حققه الاباء والاجداد في خمسينات ذلك القرن ، تمر الذكرى الخامسه والخمسون ليس كبقية السنوات التي خلت لان الفرحة فيها تمتزج باسى عميق وحزن بالغ لما سيؤل له حال السودان في التاسع من يناير القادم كفانا الله شره ، تمر هذه الذكرى وفي الحلق قصه وفي العين دمعه وفي القلب حزن عميق لاننا لم نستطيع أن نحافظ على مجد الاباء والاجداد الذي خلفوه لنا وطن حدادي مدادي يسعنا جميعاً ويسع غيرنا ، أضعنا ذلك المجد وتاريخه الناصع لاننا فشلنا في اسقاط نظام الانقاذ الفاشي الدكتاتوري الفاسد القبيح نعم فشلنا في اسقاطه بسبب الخلل الذي أصاب موازين القوى لدى التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ذلك الجسم الذي بدأ قوياً ومتماسكاً ولكن سرعان ما خلخلت قواه اتفاقية نيفاشا التي أخذت منه أحد أعمدته القوية الحركة الشعبية التي وقعت اتفاقية السلام منفرده دون حليفها التجمع الوطني وقد نجح الانقاذيون في ان يضعوا للحركة الشعبية وقوى المعارضة السم في الدسم فوجدت الحركة الشعبية في مبدا تقرير المصير الذي بنيت عليه اتفاقية نيفاشا ضالتها التي كانت تبحث عنها و وجده فيه أهل الاتنقاذ ضالتهم ايضاً التي يبحثون عنها وهي تذويب قوى المعارضة المتمثلة في التجمع الوطني الديمقراطي حتى يتثنى لها تنفيذ مشروعها القاضي بتفتيت وحدة الوطن وتقسيمه لدويلات وهو خط تتبناه الماسونية العالمية والصهيونية الاسرائلية لتحقيق احلامهم و وجدوا في شرزمة اهل الانقاذ خير معين لهم في تنفيذ اجندتهم ، نعم ان المسؤلية التاريخية ستطال الجميع بعد أن تولى المؤتمر الوطني كبرها وسوف تاتي الاجيال القادمة وتسال لماذا لم تحافظوا على وطن الاجداد والاباء كما استلمتوه من الذين سبقوكم كاملاً موحداً متماسكاً ، نعم أصبح اليوم 19/ديسمبر 1955 تاريخ اعلان الاستقلال من داخل البرلمان ذكرى يتباكى عليها الاباء والاجداد ويتحسر عليها الابناء ويستمع لأناشيدها جيل الغد في حسرة وندم عندما ينشد طلاب المدارس : بلادي ... بلادي ... فداك دمي وهبت حياتي فداً فأسلمي ... غرامك أول ما في الفؤاد .. وذكراك اخر ما في فمي ... سأهتف باسمك ما قد حييت تعيش بلادي ويحي الوطن