قال سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (استشارنى الحسين بن علي في الخروج فقلت لولا أن يزرى بى وبك الناس لشبثت يدى فى رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد علي أن قال لأن أُقتل فى مكان كذا وكذا أحب إلى من أن أُقتل بمكة قال فكان هذا الذى سلى نفسى عنه)...
وكذلك فعل معه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه وحاولوا جاهدين إقناعه بعدم الخروج إلى هؤلاء القوم لما رأوه منهم من قبل من غدر وخيانة لأبي الحسنين عليه السلام إبَّان حربه مع معاوية بن ابي سفيان وجُند الشام... ولكن إرادة الله هي الغالبة فلم يلتفت الإمام لنصحهم وكان ردَّه عليهم جميلاً طيباً... ومُقنِعاً حيث بمعيته أكثر من عشرين ألف بيعة من كُتب أهل العراق كما قالت إحدى الروايات الصحيحة...
وسار عليه السلام ومعه جميع أهل بيته عليهم السلام وكان كلما نزل على أهل بلد تبعُوه لما يعلمون من فضله ومقامه كيف لا وهو إبن الأكرمين وحفيد أفضل الأنبياء والمرسلين... وهُو في الطريق قابله الفرذدق الشاعر حاجاً فسأله الإمام عن حال أهل العراق فرد عليه رداً صادقاً (قلوبهم معك يا ابن بنت رسول الله وسيوفهم عليك)!!! وما أصدقه من رد ولكن إرادة الله هي النافذة...