أحبتي الكرام...
لنقف أولاً على تداعيات خروجه عليه السلام من مكة المكرمة متوجهاً إلى أهل العراق وما أدراك ما أهل العراق...!!! والأحداث التي قابلته من قبل خروجه وعند خروجه واستشهاده رضي الله عنه المرجع الأساسي (كتاب البداية والنهاية المجلد الثامن من الصفحة 132 إلى 232) لمن أراد أن يرجع لهذه السيرة بشئ من التفصيل....
فنبدأ وبه الإعانة بدءاً وختما بخروجه من مكة المكرمة والأحداث التي كانت بها والنصائح التي أُسديت له بعدم الخروج إلى العراق......
فقد تواترت الكتب والرسائل من أهل العراق إلى الإمام الحسين تدعوه إلى القدوم إليهم ليقدموه أميراً للمؤمنين بعد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه... فلم ينتبه إليها إلى أن بلغت زهاء الإثنى عشر ألف رسالة من أعيان أهل العراق... وقيل أكثر من عشرين ألف رسالة... بعد هذا الكم الهائل من الرسائل والعهود والمواثيق أرسل إليهم بن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.. ولكن القوم غدروا بعقيل وأسلموه لابن زياد (والي الكُوفة آنذاك) فقام بقتله وصلبه على قصر الإمارة بالكوفة "عليه من الله ما يستحق".. وسيدي الحسين لا يعلم بغدر من يزعمون بأنهم مناصروه في العراق وتسليمهم لابن عمه للقتل!!!
فقد عزم على المسير إليهم والقدوم عليهم فكان خروجه من مكة أيام التروية قبل إستشهاد مسلم بيوم واحد فان مسلماً استُشهِد يوم عرفة ولما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذروه منه وأشار عليه ذوو الرأى منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق وأمروه بالمقام بمكة وذكَّروه بما جرى لأبيه وأخيه معهم...