المستحيل القطري .. مجرد كلمة
كلمتي
يكتبها : مصطفى الآغا
كُتب الكثير وسيُكتب أكثر عن الإعجاز القطري ... ويوم التصويت كتبت مقالة في إستاد الدوحة حملت عنوان " قطر .. اليوم فازت " وكانت المقالة قبل التصويت واليوم وبعد اسبوع كامل على بدء تاريخ عربي وخليجي وقطري جديد أسمحوا لي أن اشارككم مقالة كتبتها في جريدة " الشرق الأوسط" لأنني كتبتها للجمهور العربي وأعتقد انه من حق القطريين علي أن يعرفوا ماذا كتبت ...
" العالم ( المتحضر والمتمدن والتكنولوجي والمستعمر السابق والحالي ) مذهول ويضرب أخماسا بأسداس وهو يفكر و" يهرش رأسه " بعد أنجاز قطر الإعجازي
بالحصول على شرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 بعد منافسة مع دول نجد آثارها وأختراعاتها واجهزتها حتى في خيالاتنا وخصوصياتنا مثل اليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية وإستراليا ... كلهم هزمتهم قطر الصغيرة بمساحتها التي لا تتجاوز 11.437 كيلومتر مربع
وسكانها بين المليون ومليون ونصف ... هزمهم شاب أسمه محمد بن حمد بن خليفة في النصف العشريني الأول من العمر .. شاب أثبت بلا نقاش أن العمر لا يُقاس بالسنين بل بما يمكن لنا ان نتعلمه من هذه السنين ومايمكن أن نقدمه للعالم خلالها فكم من " شايب " قضى حياته بدون " طعمة " ولم يفد مجتمعه بشروى نقير ....
الشيخ الشاب محمد بن حمد دار الدنيا مدافعا وشارحا مغزى أن تقام كأس العالم في بلاده العربية والشرق أوسطية " قطر " ومفندا كل التساؤلات والتشكيكيات التي أبرزها من يعتبرون أنفسهم متحضرين في هذا العالم والذين يعتقدون أننا العرب مجرد اصفار على الشمال واننا لانعرف سوى كيف نختلف أو لكن صرحاء لانعرف سوى الارهاب والعنف كما يُصرّون على تصويرنا ...
كل أسئلتهم كانت عن الطقس الحار الذي سيطوعه القطريون بتكنولوجيا صديقة للبيئة وعن الشرب وعن اسرائيل وعن صغر المساحة ...
وخلال 20 شهرا أنجزت قطر ملفها ووصلت للعالم أجمع من خلال بضعة شبان عملوا ليل نهار من اجل بلدهم ومن أجل عيون قطر ....
ولابد من ذكر من وقف وراء الفوز الكاسح الذي حققته قطر ومن بينهم رجل وراء الستارة لايحب الظهور العلني نهائيا هو الشيخ جاسم بن حمد صاحب فكرة الترشح للأستضافة ولأنه يسعى من أجل الصالح العام لم يقبل أن يظهر في الصورة نهائيا ولم يُجر أي حديث لا تلفزيوني ولا إذاعي ولا صحفي لا بل لم يظهر في الصورة يوم تعانق أفراد العائلة في زيوريخ ... ومثل ذلك يقال عن الشيخ تميم بن حمد الذي لم يبخل بكل ما استطاع كي يكون الملف هو الأقوى والاكمل ....
وهناك دور سيدة قطر الأولى الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي قدمت مداخلة أمام كبار رجالات العالم جعلتهم جميعا مذهولون من فصاحتها ودقة تعبيراتها والاهم ... قوة شخصيتها وقوة ملف بلدها ...
وفي مقدمة من وقف وراء الفوز الكاسح ايضا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الذي آمن بما تستطيع بلده وأبناء بلده أن يقدموه للعالم في وقت أعتبر البعض مجرد تفكير قطر بالإستضافة مزحة ثقيلة ومستحيلا أصر القطريون على أن يجعلوه ..مجرد كلمة ....
هنيئا لقطر أخطر ضربة جزاء في تاريخ العالم وهنيئا للعرب أن باتوا ولو لمرة صناع الحدث بدل أن يكونوا من المتفرجين عليه ...
•••
حقوق الطبع والنشر 2008 استاد الدوحة ، جميع الحقوق محفوظة