[علي الشريف احمد]

الخرطوم - 29 - 11 (كونا) -- اجمع اعلاميون سودانيون على ان انعقاد (المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين في شرق السودان) في الكويت برعاية سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح "سيسهم في اغلاق الباب امام اي احتمال لاشعال صراعات جديدة في اقليم شرق السودان".
وقال رئيس تحرير صحيفة (النيل اليوم) السودانية عبدالله حمد عقيد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا "اننا كمتابعين لترتيبات اعداد المؤتمر نجد انه عالج المشكلات التي صاحبت مؤتمرات المانحين السابقة والخاصة باستحقاقات اتفاقيات السلام التي ابرمتها الحكومة مع المجموعات المسلحة والمعارضة مثل الجنوب والغرب".
واوضح عقيد "ان العمل المنظم خلال اعمال اللجان التحضيرية بواسطة خبراء في مجالات دراسات الجدوي جاء مغايرا ففي السابق كانت تقام المؤتمرات وتعلن الدول والمنظمات عن تبرعاتها في غياب مشروعات واضحة ومحددة المعالم وفي غياب للاولويات الخاصة بالتنفيذ فضلا عن عدم وجود لجان خاصة بالتنفيذ تتفق حولها جميع الاطراف".
واشار الى ان "مؤتمر المانحين حدد المشروعات والتي بعد اعدادها تمت اجازتها بواسطة الولايات المعنية عبر الحكومات والبرلمانات فحصدت بذلك التأييد على المستويين الرسمي والشعبي".
من جهته ذكر مدير تحرير صحيفة (التيار) هيثم عبدالرحيم "ان المشكلة الرئيسية التي كانت السبب في اشعال الحروب في السودان كله هي غياب التنمية وبالتالي اذا كان المؤتمر يعالج هذه القضية فهو بلا شك سيسد مداخل لامكانية اشتعال حروب جديدة او اعادة انتاج حرب الشرق في يوم من الايام".
اما مسوؤل الاخبار بالاذاعة السودانية عماد الدين همام فقال "لقد زرت ولايات الشرق خلال الاسابيع الماضية وحضرت عددا من الفعاليات المتعلقة بالاعداد لهذا المؤتمر واجازة المشاريع المعدة من قبل اللجان الفنية من قبل حكومات تلك الولايات ومجالسها التشريعية ووجدت ان سكان شرق السودان سعيدون للغاية بهذا المؤتمر والسبب الرئيسي الذي ذكروه لنا هو استضافة الكويت".
ولفت الى ان هناك "ثقة لدى اهل الشرق في قدرة دولة الكويت ومكانتها ومحبتها للسودان ولتقديمها الخير لكل الشعوب الاسلامية والعربية".
من جهته اعتبر رئيس القسم السياسي بصحيفة (الشاهد) اسماعيل حسابو "ان المكانة السياسية لدولة الكويت على المستوى الاقليمي والدولي ستدعم كثيرا نجاح هذا المؤتمر رغم انه يأتي في توقيت صعب بالنسبة لقضايا السودان الاخرى والتي على رأسها الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب".
ورأى حسابو "ان المؤتمر سيكون له دلاله مهمة بالنسبة للسودان وذلك لكونه سيؤكد ان هناك عملا ينجز واهتمام كبير بارساء دعائم السلام ودفع استحقاقاته كاملة بفضل دعم ومؤازة الاصدقاء والاشقاء كما ان الكويت بما تملك من مصداقيه مشهودة ستشكل خط امان لمستقبل انجاز ما سيخرج به المؤتمر من نتائج".
اما مدير موقع (الشروق) الاخباري الشيخ يوسف فقال "ان اتفاقية سلام الشرق التي تعد افضل اتفاقيات السلام المبرمة في السودان من ناحيه التنفيذ ستكسب الكثير بانعقاد هذا المؤتمر وستكون نموذجية من كل الجوانب".
من جانبه وصف الصحافي بصحيفة (الوفاق) السودانية طلال الطيب انعقاد المؤتمر ب"الانجاز الاكثر اهمية لارساء دعائم السلام في شرق السودان باعتبار انه يمثل العمود الفقري في هيكل الاتفاقية".
واكد الطيب "ان تأثير مخرجات المؤتمر المتوقعة لن ينحصر على شرق السودان وحده بل سيمتد الي اجزائه الاخرى لاسيما وان الشرق هو بوابة السودان في الاستيراد والتصدير فضلا عن ان المشروعات المطروحه ستنعش الاقتصاد المحلي وتسهم في زياده معدلات النمو كما ستسهم في توظيف اعداد كبيرة من ابناء السودان".
يذكر ان المؤتمر شهد أصداء واسعة النطاق في العالم نظرا لما يتمتع به من اهمية دولية واقليمية وعربية باعتباره يحظى برعاية سامية كما انه يعقد انفاذا لاتفاقية سلام الشرق التي تم التوقيع عليها في اكتوبر 2006 الرامية الى العمل على تلبية متطلبات التنمية في الاقليم.
وتضفي مشاركة عدد من المؤسسات الدولية والعربية اهمية بالغة على المؤتمر ودوره حيث يعقد بالتنسيق والتعاون مع الحكومة السودانية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وعدد من الصناديق العربية في مقدمتها (الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي) و(البنك الاسلامي للتنمية) و(صندوق اعادة بناء وتنمية الشرق) اضافة الى غرفة التجارة والصناعة الكويتية.
ويسعى المؤتمر الى التركيز على حاجة منطقة شرق السودان للمساعدات وفرص العمل والاستثمار واستقطاب الاموال والاستثمارات التي من شأنها المساهمة في تحقيق المصلحة المشتركة لجميع الاطراف في اعادة الاعمار والانعاش والتنمية في شرق السودان.
بالاضافة الى تناول ايضا الاحتياجات المختلفة للانعاش واعادة الاعمار والتنمية بدءا من احتياجات الحد من مستوى الفقر والخدمات الاساسية الى البنية التحتية والاستثمار وتنمية الموارد البشرية كما يدعم تفيذ اتفاق سلام شرق السودان .
ومن المقرر ان يطرح المؤتمر الذي ينعقد مطلع الشهر المقبل ضمن جدول اعماله 181 مشروعا بكلفة اجمالية تصل الى 2ر4 مليار دولار امريكي.
يذكر ان اقليم شرق السودان يتألف من ثلاث ولايات هي القضارف وكسلا والبحر الاحمر وتبلغ مساحته 330 الف كلم مربع وتعداده خمسة ملايين نسمة.(النهاية) ح ح ا / ا ب خ كونا291622 جمت نوف 10