................. تابع ما قبله :
قرأت لك (2)
* من أكمل صفات الاخوان أن يؤثر كل منهم أخاه على نفسه ولو فيما هو محتاج اليه , قال تعالى : (( ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . ))
* الحب بين الأخوة انّما هو فى الله لمعان يحبها الله ورسوله , ويحبها الاخوان المؤمنون , وأهم هذه المعانى : أن يعتقد الأخ عقيدة اخوانه المؤمنين ويرى رأيهم ويعمل أعمالهم بحيث لا يخالفهم فى معروف من الدين ثم يكون ميزانه فى الحب بقدرحبّه وايثاره اخوانه على نفسه , بأن يرى أنه أقل منهم , ..... فمن تحققت فيه هذه الصفات , وجب حبه واحترامه وتعظيمه , .... ووجب تقديمه على الوالد والولد والوالدة والزوجة والابناء لأنه يعينك على السعادة الأبدية حتى ولو كان فقيرا لا يملك قوت يومه , ...... ولا يزيد حبه عندك اذا أصبح كنزا من كنوز الله فبذل لك جميع ماله , ..... لأنّ المال أقل من بذل النفس , ..... وايّاك أن تحب أخاك لأنّه ذو مال أو ذو جاه , ... وايّاك أن تقدره وتحترمه لذلك , ... فانّ ذلك يقدح فى الحب فى الله, ....... ومع انزالك أخاك الفقير المتّصف بهذه المعانى من قلبك أرفع مراتب المحبة والتعظيم وجعله خيرا من نفسك عندك , ينبقى أن تدارى من لم تكتمل فيهم هذه المعانى من اخوانك ذوى المال والجاه , تأليفا لهم .
* معلوم أن الأخ فى الله اذا رأى أخاه , ذكر الله لرؤيته لأنّ نسبه نسب الهى , ورؤيته تذكر برسول الله صلى الله عليه وسلم , ..... فالفرح بلقاءه : فرح بالله تعالى وبرسوله ,......, وادخال السرور على قلبه بالقول أو بالعمل أو بالمساعدة , من أعظم القربات الى الله تعالى .
* اذا اجتمع الأخوان فى بيت أخيهم لطعام أو زيارة أو لمشورة فعليهم غض البصر عن عورات أخيهم وأن يعينوه على شكر الله بأن يحسّنوا ما هو فيه من معيشة وأن يظهروا الفرح بما قدم لهم من طعام ولو لم يكن جيدا , ..... ادخالا للسرور على قلبه , ..... ويجب عدم مدّ اليد والتفحص لما عنده من كتب أو ملابس أو أوانى أو غيرها لأنّ ذلك يدل على الجهل بآداب الزيارة , ..... فربما كان للأخ سرّ يخفيه أو وديعة عنده أو أي أثر من حبيب لديه لا يرغب فى كشفه .
* اذا زارك أخ فرأئت منه أنّه يحب نفسه أكثر مما يحبك , ويقدم لنفسه ما لا يحب أن يقدمه لك , ... ... فاعلم أنّه لم يذق حلاوة المحبة ولم ينل منها ولا حبّة .
* أعلم جملنى الله وايّاك بالسعادة والعلم , .... ان كل واحد من الاخوان أقامه الله فى اقامة بها وصوله ومنها فوزه وكل فرد منهم عليه واجب للجميع حتى يكون عضوا عاملا لجميع الجسد فليس بخاف على كل اخ واجبه : فالعالم واجبه التعليم والارشاد , والسايح واجبه التذكير والاصلاح , والغنى واجبه بذل حق الله تعالى والفضل لاخوانه المشتغلين بعمل الآخرة والدعاة الى الله تعالى , ..... فكما ان العامل يبذل عمله لاخوانه مسرورا مخلصا لله , فكذلك كل عامل من الاخوان يبذل ما وجب عليه : فرحا مخلصا لله .
* اعلم يا أخى وفقك الله انه اذا جلست فى مجالس اخوانك المسلمين فبين لهم ما يألفونه من كمالات رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسعة رحمة الله والنعيم الأبدى الذى يناله من تمسك بسننه ,..... ثم حاذر ان تخالفهم فيما تعودوا عليه أو تشتقل بذكر خصوصيات شيخك وأنت تعلم أن فيهم من يخالفك فى طريقك , فاصرارك على بيان ان طريقتك هى الطريق القويم والصراط المستقيم ........ الخ , قد يكون سبب تنفير منك وأنت مكلف بدعوة النصرانى واليهودى الى الله تعالى , ........ فاذا كنت لا تحسن دعوة أخاك المسلم الى ما علمت من الحق , فكيف تكون داعيا لله تعالى ؟؟؟....... ان بعض الأخوان _ غفر الله لهم – يجهلون طريقنا فى الدعوة الى الله تعالى , فتكون دعوتهم تنفيرا للخلق عن الله بما يظهرون من الأحوال " المنكرة " عند الغافلين والاسرار المجهولة عند اللاهين , وما يتكلمون به عند العامة من خصوصياتهم وخصوصيات المرشد , مما لا يسلّم به الاّ أهل الخصوصية ولا يقبله الاّ من سبقت له العناية , ........ فيكون ذلك سببا لانكار الخلق على أهل الطريق واحتقارهم .
* اعلموا ان المراد من الدعوة الى الله تعالى هو : " نجاة العامة من نومة الجهالة , وظلمة الغفلة , وحجاب الغرور بالدنيا , .....ولا يكون ذلك الاّ : بالشفقة , والحكمة , والرحمة على عباد الله من وقوعهم فى عداوة أولياء الله , .... وفى انكار الحق وازلال أهله " ..... وعلى الأخ اذا راى من نفسه انزعاجا من شدّة المحبّة وقهر الحال : أن لا يجتمع الاّ على الخاصة من اخوانه ويتباعد عن المبتدئين وعن من لم يسلك الطريق ,..... لأنّه فى هذه الحال يفتح الطريق أو باب كبير للجدل والانكار , ...... وليس بأخ ذلك الذى يحب أن يفتح باب الجدل , ....... ولكنّه عدو . !!!!!!!
* اخوانى منحنا الله الحلم والتأنى , ..... اعلموا أنّه من أشد الشر ان يكره المسلم أخاه المسلم لغير معصية الله وينفر منه ويعاديه , كما يحصل بين أهل المذاهب وبعض أهل الطرق الذين يبقضون من لم يسلك طريقهم ويعتقدون أنّهم على الحق وغيرهم على الباطل , ...... وقد يبلغ بهم العناد أن يلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا من غير بينة ولا حجة من كتاب أو سنّة , .... بل للحمية الجاهلية والعصبية الجهنمية , ....... فلو تأملنا قليلا نجد أننا كلنا أخوان فى الله ,وأن القرآن الكريم أمامنا وأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبينا ورسولنا وأن الله سبحانه وتعالى هو ربنا وربهم وأنه لا خلاف بيننا فى عقيدتنا ولا فى عبادتنا ولا فى معاملاتنا ولكنّه : " الشيطان " – نعوذ بالله منه – ينزع بين الأخ وأخيه ليوقعه فى عداوة من أوجب الله تعالى محبته , ومحاربة من أوجب الله تعالى مسالمته , وقطيعة من أوجب الله تعالى صلته , ....... فاذا كان الحب بين الأخوة انّما هو لله , فانّ الكره لا يجب أن يكون الاّ لله أو فى الله : " فلا يكون لحظ متبع وهوى مطاع " , ....... أو تعصب لرأى قد يكون فاسدا .
...............نواصل :