11-24-2010, 11:55 PM
|
#26
|
مُشرف المنتدى العام
|
رد: كتاب المدخل إلى فهم ودراسة الطريقة الختمية للأستاذ أحمد كرموش خذ نسختك
الفصل الثالث :
أسس ومميزات الطريقة الختمية
- المبحث الأول : الأسس الفكرية للطريقة الختمية :
يعتمد منهج الطريقة الختمية من الناحية الفكرية على أربع مرتكزات :
المرتكز الأول في العقيدة :
وفي هذا الجانب يلتزم منهج الطريقة بعقيدة أهل السنة والجماعة المبنية على تنزيه المولى جل وعلا.
المرتكز الثاني في الفقه :
وفي هذا الجانب يتقيد منهج الطريقة بفقه المذاهب الأربعة المعتبرة.
المرتكز الثالث في السلوك :
وفي هذا الجانب ينضبط منهج الطريقة بمذهب التصوف الإسلامي السني المعروف.
المرتكز الرابع في الإمامة :
وفي هذا الجانب يقوم منهج الطريقة على وجوب محبة وموالاة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن مظاهر الغلو والتشيع.
أولاً : العقيدة :
وفي تفصيل هذا المرتكز للإمام السيد محمد عثمان الميرغني ( الختم ) رضي الله عنه منظومة لطيفة سماها : ( منجية العبيد في علم التوحيد) بين فيها عقيدته الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، وقد شرح هذه المنظومة العلامة السيد أحمد صالح المسلمي من علماء الأزهر وخلفاء الطريقة بمصر ، وغيره ، وقد جاء في المنظومة :
يقول طالب الرضا من الغني
محمد عثمان مكي الميرغني
باسم الإله أبتدئ عقيدة
تنجي لكل سائل مفيدة
سميتها منجية العبيد
من هول يوم الوعد والوعيد
فالحمد لله مدى الأزمان
والشكر لله على الإحسان
ثم صلاة من به الإعانة
بدءاً وختماً لنبي الضمانة
وآله وصحبه وسلم
وبعد يا راجي النجاة فاعلم
ثم شرح الإمام الختم رضي الله عنه في باب الإلهيات من هذه العقيدة الواجب والجائز والمستحيل في حق الله تعالى.
وشرح في باب النبويات الواجب والجائز والمستحيل في حق الأنبياء عليهم السلام.
وشرح في باب السمعيات التي أخبر بها الشارع ، معنى الجنان ، والحوض ، والحساب ، والنيران ، وما إلى ذلك.
ثم قال في الختام :
وكلمة التهليل عمت كل
ما ذكرته فاذكر لها لتغنما
أي أن كلمة : لا إله إلا الله محمداً رسول الله ، اشتملت على كل ما تقدم فعلى العاقل أن يكثر من ذكرها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله ).
ثانياً : الفقه :
وفي تفصل هذا المرتكز ، أدت اختلافات فقهاء الصحابة والأئمة المنهجية في فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ظاهرة نشوء المذاهب الفقيهة ، ولكن معظم هذه المذاهب قد انقرض ولم يبق منها إلا المذاهب الأربعة المعروفة وهي :
1- مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ويسمى بالمذهب الحنفي.
2- مذهب الإمام مالك بن أنس (إمام دار الهجرة) ويسمى بالمذهب المالكي.
3- مذهب الإمام الشافعي محمد بن إدريس ويسمى بالمذهب الشافعي.
4- مذهب الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ويسمى بالمذهب الحنبلي.
وهذه المذاهب هي التي وقع عليها إجماع أهل السنة والجماعة في السلف والخلف.
هذا وقد تعددت المذاهب داخل الطريقة الختمية ، فتجد من بين أتباعها المالكي والشافعي والحنبلي ، بينما كان مذهب شيخ الطريقة والأسرة الميرغنية المذهب الحنفي ، لذلك فعندما ألف الإمام الختم رضي الله عنه كتابا في الفقه وسماه : (رحمة الأحد في اقتفاء أثر الرسول الصمد) ألفه على طريقة الفقهاء المحدثين ، وراعى فيه مسائل الخلاف.
ثالثاً : التصوف :
وهو يعني في معناه البسيط : التخلي عن كل خلق دني والتحلي بكل خلق سني ، وهذا هو لب الإسلام ، قال الإمام الغزالي رضي الله عنه حاكياً عن تجربته مع الفرق الإسلامية واختياره لمنهج التصوف في ختام أمره ، قال : ( والقدر الذي أذكره لينتفع به ، أني علمت يقيناً أن الصوفية هم السابقون لطريق الله تعالى خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وطريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق ، بل لو جمع عقل العقلاء ، وحكمة الحكماء ، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ليبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلاً ، لأن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من مشكاة النبوة ، وليس وراء نور النبوة على وجهة الأرض نورٌ يستضاءُ به).
وبالجملة فإن طريق التصوف هو طريق الإحسان ، وهو طريق الولاية ، وهو في أصله طريق واحد ، وذلك لوحدة الغاية ، وهي عبادة الله ومعرفته ، قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ليعبدون أي ليعرفون ، أما الطرق والسبل إلى ذلك فهي كثيرة لاتحصى ، قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ).
هذا وللإمام الختم رضي الله عنه مؤلفات كثيرة في هذا الجانب ، منها كتاب ( الخزانة القدسية في الحقائق اللدنية ) ، وكتاب ( الفيوضات الإلهية ) ، ورسالة ( الفتح المبروك ) ، ورسالة ( الهبات المقتبسة ) ، ورسالة ( الزهور الفائقة ) وغيره.
قال الإمام الختم رضي الله عنه :
هذا ولازم الطريق القوم
وحصل التقوى ودع للنوم
وبادر التوبة كن شكاراً
لنعم وللبلا صباراً
وكل أمر في الورى تراه
وحافظ الصلاة في الأوقات
ولا من على النبي الصلاة
وحقق الرجاء والخوف معاً
واترك الغيبة والنميمة
كحسد وكذب مع الرياء
وحضر الفؤاد في الأعمال
وتحظ بالفتح من الرحمن
وخير المناهج إتباع المصطفى
على النبي وآله والصحب
ما انهل غيث أو وجرى في الحسب
رابعاً : محبة ومولاة آل البيت :
قال الإمام العلامة محب الدين الطبري رضي الله عنه : ( اعلم أن الله عز وجل قد اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم على جميع من سواه ، وخصه بما عمه به من فضله الباهر وحباه ، وأعلى منزلة من انتمى إليه سببا أو نسبة ، ورفع مرتبة من انطوى عليه نصرة أو صحبة ، وألزم مودة أقرباه كافة علي سائر بريته ، وفرض محبة جملة أهل بيته المعظم وذريته ، قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) ، قال سعيد بن جبير رضي الله عنه ، هم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء في الحث على التمسك بهم ، وبكتاب الله ، والخلف فيهما بخير، أن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيبه ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله فيه والهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل ، وخذوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم.
وفي رواية الترمذي : ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ).
وفي رواية الإمام أحمد : ( أني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض ، فانظروا فيما تخلفوني فيهما ).
لهذا ولغيره من النصوص التي يصعب استقصاؤها اعتمد الختمية محبة وموالاة آل البيت أصل من أصول طريقتهم .. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
لما رأيت الناس قد ذهبت بهم
مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت على اسم الله في سفن النجا
وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم
كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل ملحوظة :
على عكس ما ذكرنا في هذا المبحث يقوم منهج الوهابية ومن شايعهم من الفرق الضالة على الآتي :
1- عقيدة التجسيم والتشبيه البعيدة عن تنزيه الله عز وجل.
2- عدم تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم وحفظ مكانته.
3- معاداتهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء والصالحين.
4- معاداتهم للأئمة وكل من يتمذهب بفقه المذاهب الأربعة المعتبرة.
5- معاداتهم لمنهج التصوف وكل ما يمت إليه بصلة نحو : حلقات الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيره.
6- اعتقادهم أنهم الفرقة الناجية وما سواهم مشرك وكافر حلال الدم.
7 تعطيلهم للعقل ومحاربة كل ما هو جديد بحجة أنه بدعة ضلالة.
- المبحث الثاني : خصائص الطريقة الختمية :
قال الإمام الختم رضي الله عنه : ( أنبهكم يا معشر السالكين أن طريقتنا هي أعظم الطرق وأقربها إلى الله ، وهي من أسهل الطرق وفيها كمال الانتباه ، إذ صاحبها ما يشعر إلا ويرى نفسه دنا من الكمال بفضل الله ، فاحمدوا مَنْ مَنََّ عليكم بهذه المِنة العظيمة ) .
هذا على الإجمال ومن خصائص الطريقة الختمية على التفصيل :
1- أن شيخ الطريقة رجل من أهل بيت النبوة وهو مع ذلك من العلماء العاملين الذين سارت شهرتهم في مشارق الأرض ومغاربها.
2- أن منشأ هذه الأسرة وهذه الطريقة كان بمكة المكرمة حيث معدن النبوة والرسالة.
3- أن هذه الطريقة كما ذكرنا مجموعة من خمس طرق صوفية ، وهي الطرق الكبرى المعروفة ، وهي خلاصة مناهجها وإمداداتها وبركاتها ، فالسالك للطرقة الختمية سالك لكل هذه الطرق.
4- أن هذه الطرق مبنية على ظاهر الشرع الحنيف ، وهي بالتالي خالية من التعقيد والغموض.
5- تتسم الطريقة الختمية بالانفعال مع حركة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
6- تتسم الطريقة الختمية بالتنظيم المركزي الدقيق الذي يعصمها من التفتت إلى طرق صغيرة.
7- تتسم الطريقة الختمية بكثرة العلماء الذين لهم القدرة الفائقة علي أداء الدروس والمحاضرات والمناظرات.
8- يتسم تنظيم شباب الطريقة الختمية بالطابع العسكري المنظم المجاهد المصادم الواعي لواجباته الدينية والدنيوية.
9- تتسم الطريقة الختمية بعنصر المواكبة وقابلية التحديث.
10- تنتشر الطريقة الختمية في كل أرجاء الدنيا ولها مراكز ومساجد وخلاوي وزوايا وخلفاء ومريدون لا يحصيهم إلا الله تعالى.
|
|
|