عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2010, 10:50 PM   #19
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: مقالات صادقة مُنتقاة من الصحافة السودانية...


في مواجهة المهددات والمخاطر: ماذا قال الرئيس مبارك للميرغني والمهدي وقرنق أغسطس 1998م..؟


محمد سعيد محمد الحسن
الرأي العام 8 نوفمبر 2010م

يخطئ تماماً من يظن ان المقصود من مخطط انفصال الجنوب عن الشمال، السودان وحده المقصود تماماً ومباشرة «السودان ومصر معاً»، لأن أصحاب الاجندة الصهيونية وإسرائيل والولايات المتحدة والذين استقروا الآن في جوبا وما حولها واقاموا الفنادق واحدها باسم شارون وشركات الاتصالات واسسوا شبكة المخابرات، وانخرطوا في مشاريع مزدوجة اقتصادية ومائية وعسكرية وخدمية وأمنية وتنسيق مع الأجهزة المثيلة أو الموازية في الدول المجاورة، الخطة المباشرة والحادة «للانفصال» تستهدف شطري وادي النيل السودان ومصر بوجه خاص باعتبارها الدولة الأقوى في المنطقة وتجريدها من عمقها الأمني الاستراتيجي هو هدف قديم متجدد، فمصر وعلى مدى حقب طويلة متمسكة في استراتيجياتها الأمنية والعسكرية «بأن أمنها القومي الاستراتيجي من الاسكندرية إلى نمولي» وتحذر في خطابها السياسي الوطني القومي وبوجه خاص بعد ثورة 23 يوليو 2195م، وعلى لسان رؤسائها، جمال عبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك بعدم القبول بالمساس بعمقها الأمني الاستراتيجي فهو خط أحمر والحيلولة دون احداث ثغرة أو الالتفاف على أي شكل وعلى أي مستوى، واستناداً الى هذه الحقيقة، وقعت اتفاقية الدفاع المشترك بين القيادتين العسكريتين السودانية والمصرية وبحضور ومشاركة القانونيين في القيادتين تستند الى استراتيجية أمن وسلامة الشطرين الشقيقين ومواثيق الجامعة العربية في حالة الاعتداء على أي بلد عربي، المثير ان هذه الاتفاقية (اتفاقية الدفاع المشترك)، شكلت هاجساً قوياً بالنسبة لإسرائيل، ثم هاجساً وقلقاً بالغين للعقيد جون قرنق وحركته لدى قيادة حربه ضد القوات المسلحة في الجنوب في العام 1983م، وعندما جاء المطلب الشعبي الواسع بوقف الحرب في الجنوب بعد الانتفاضة الشعبية ابريل 1985م دفع بأول مطلب له بضرورة إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر واعتبره شرطاً ضرورياً قبل البدء في أي تفاوض أو مباحثات حول وقف اطلاق النار أو وقف الحرب، ورفض التفسير الذي نقل إليه بأنها اتفاقية وقعت بين البلدين الشقيقين في العام 1976م، أي قبل أكثر من عشر سنوات على اندلاع حربه في العام 1983م في الجنوب وأنها اتفاقية تستند لمواثيق حق الدفاع المشترك، وليس الهجوم أو الحرب مع احد أو ضد أحد، أو لحماية حكم أو نظام وأنما لحماية وأمن وحدود البلدين، السودان ومصر، وتمليها حقائق الجغرافيا والسياسة والمصالح والأمن والتاريخ والسلام المشترك. ودون تفاصيل أو استطراد، فلا بد من التذكير بموقف مصر المبدئي والثابت، ففي الفترة التي انعقدت فيها اجتماعات قيادة المعارضة السودانية في منتصف أغسطس 1998م، أكد الرئيس حسني مبارك وقوفه ضد أي عمل يؤدي إلى تقسيم السودان، ولدى اجتماع الرئيس حسني مبارك بالسيد محمد عثمان الميرغني - رئيس التجمع الوطني المعارض - والسيد الصادق المهدي - رئيس حزب الأمة - والعقيد جون قرنق - زعيم الحركة الشعبية - جدد الحرص على وحدة السودان وحث السيدين الميرغني والمهدي والعقيد قرنق على العمل من أجل وحدة السودان، وثلاثتهم حسبما اوردت التقارير آنذاك أكدوا انهم ضد أي عمل يقود إلى تقسيم السودان، (شمال وجنوب)، واوردت صحيفة (الأهرام) القاهرية في افتتاحيتها يوم 11 أغسطس 1998م بدعوة القيادات السياسية في السودان إلى الحكمة وان يكونوا عند مستوى الأحداث التي تهدد كيان السودان، وشددت آنذاك على أن الاوضاع في السودان تتطلب اتفاق أهله على أن يتسع نطاق وقف اطلاق النار ليشمل كل ارجاء البلاد لتوفير الترتيبات لبناء الثقة بين جميع الاطراف السودانية ولتأسيس حوار واسع لتحقيق وفاق سوداني شامل، وشددت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها على ضرورة وضع أسس محددة كاملة الوضوح لتسوية شاملة ومن بينها حسم اسقاط موضوع تقرير المصير للجنوب، من تفكير بعض الزعماء «وان تقرير المصير مبدأ دولي للشعوب المحتلة والسودان بشماله وجنوبه ليس دولة محتلة» . كانت القاهرة آنذاك متعجبة ومندهشة ويجوز القول إنها كانت في حيرة تجاه طرح تقرير المصير للجنوب من جانب القوى السياسية في المعارضة وفي الحكومة، ولبلد كامل السيادة وعضو في الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية منذ منتصف القرن العشرين، وكيف دفعت بهما المزايدات السياسية الى هذا المدى، أي طرح حق تقرير المصير وهو مبدأ دولي لشعوب محتلة أو مستعمرة أو تخضع لوصاية، والسودان بشماله وجنوبه ليس دولة محتلة.
ومنذ العام 1998 إلى 2010م تداخلت الأجندة الاقليمية والدولية العلنية والخفية وبوجه خاص من الدوائر الصهيونية والإسرائيلية واعتبر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما ان الاستفتاء قضية مصيرية، وان الانفصال مسألة استراتيجية واوفد مبعوثه الخاص لمتابعة برنامج وترتيبات استفتاء الجنوب ساعة بساعة ويوماً بيوم، وتؤكد كل التقارير إن الحركة مهتمة باجراء الاستفتاء في موعده ومهما كانت الصعوبات والتعقيدات الخاصة بعملية الاستفتاء للوصول لانفصال الجنوب، فهل يمكن التصدي لهذا المخطط، ليس الاستفتاء ولا الانفصال وانما ما وراء ذلك؟

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس