11-08-2010, 09:24 AM
|
#30
|
|
رد: دعوة .. ذكرى وحولية مولانا الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ نورالله ضريحه
تصوفه:
كانت أسوته أسوة حسنه فقد اتبع الزهدوالورع والتقوى والعفاف،لا يرُد لسائل طلباً مهما يعظم الطلب..يقضي حوائج الناسبنفسه ويكرم ضيفه أيما إكرام..يهتم بأمر المسلمين جميعاً خاصة المساكين وذوىالحاجات..يسهر الليالي الطوال ليقضي حاجة سائل أو يدعو لإجابة دعوة..وكانت دعوتهمستجابة..وتأتى كفلق الصبح الوضئ..ويتنفس المكروب من كربته..احبه الجميع بلاحدود.
سعي إلي مساعدة أحد المسيحيين العاملين معه والذي كان يطلب الزواج من فتاةمسيحية مثله يشترط أهلها في الجنوب دفع المهر "بالبقر" (50 بقره)..حتى قبل أهلهابالقيمة المادية مهراً بدلاً من البقر..ووجد له سكناً ملائماً..لدي أحد تلامذتهالميسورين ..وظل هذا المسيحي يلجأ إليه في كل أحواله..
طلب منه طالب جامعي أنيعلمه بما جاء في علم التوحيد..فظل يُلقي درسه علي ذلك الطالب..في "فسحة فطورالشيخ" عندما كان يعمل بهيئة المياه..حتى حفظ الطالب تلك المادة وفقهها ..ولجا إليهكل الطلاب علي كافة مستوياتهم للتوفيق بالنجاح..فأجابهم وتحقق لهم النجاحالباهر.
صُحبته:
اصطحب منذ عام 1950م شيخاً خفياً..كان يأتي إلي مسجد أمدرمان الكبير حيث حلقة الشيخ علي ادهم ويقدم كوباً (كوز ألمنيوم) للشيخ عليادهم..ولا يعرف أحد محتواه ويظنه البعض انه يحوي ماءاً.. ولكنه كان شراباً من عصيرالفاكهة..فكان ثناء الشيخ عليه منوهاً بنباهته وفطنته..هذا الشيخ المخفي..هو محمدعدلان إبراهيم..وهو ينتسب إلي الشيخ الفادني من ذرية الإمام محمد بن الحنفية بنالإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه..وصعب علي الكثيرين إدراك شخصيته..وكانوا فيحيرة من أمرهم بل كان البعض يظهر ضيقه من صحبته للشيخ محمد ..ولم يُدرك الكثيرينحقيقة أمره إلا حين قال أحد تلامذة الشيخ محمد احمد لزملائه المتعجبين من أمر تلكالصُحبة:طالما أنكم تستفتون الشيخ محمد احمد في أمور دينكم كلها ؟ وتقبلوا بلا تحفظكل فتاويه..فلماذا لا تعتبروا صحبته لهذا الشيخ (ودعدلان) (فتوى جوازيه)..وبان أمرود عدلان بعد انتقاله في أغسطس 1998م ..وخفقت فوق مقامه بمقابر "شرفي"رايات الطريقةالختمية..وعنده تُقضي الحوائج..
لقد زار الشيخ محمد احمد بصحبة هذا الولي المخفي (ودعدلان) كل مقامات الأولياء في الجزيرة منهم علي سبيل المثال..الشيخ فرحودتكتوك،الشيخ مدني السني،الشيخ سعدابي،الشيخ طه الأبيض،العركيين في أبوحراز،والسادة المراغنة..وفي شرق النيل الشيخ حسن ود حسونه،الشيخ الكباشي،الشيخالحاج يوسف،الشيخ العبيد ود ريا،الشيخ إدريس ود الأرباب،الشيخ خوجلي والشيخ حمد ولميتركا مقاما في هذه الجهات إلا وقفا عنده..واكثروا من الدعاء وطلب الإجابةللمريدين..والعُشام"..وكان دعاءه دائماً " اللهم فجِّر ينابيع الحكمة في قلوبنا.. واختم لنا بالإيمان الكامل"..وقد زار مصر المحروسة عدة مرات وزار آل البيت الكراموأولياء مصر وأشرافها أجمعين.
خُلاصة:
هذه سيرة عطرة لا يمل سمعاها..وهذانذرٌٌ يسير من بحرٍ زاخر بالعلوم والمعارف اللدُنية..قصدت بها عزاء النفس وتذكيرهابأن الانتقال للدار الآخرة لهؤلاء لا يعني مطلقاً غيابهم عنا بل هم معنا..حساًومعنيً..فذُراع تراب لا يواريهم..وكما قال الشيخ شمس الدين الحنفي رضي الله عنه فيمرض موته لتلاميذه.." من كانت له حاجة فليأت إلي قبري ويطلب حاجته أُقضيها له فانما بيني وبينكم غير ذراع تراب وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليسبرجل".
نفعنا الله وإياكم بهم أجمعين وبالله التوفيق
|
|
|